لم تكن فرحة برشلونة مكتملة هذه المرة بلقب الدوري الإسباني؛ إذ أن الخوف من أن يكون هذا الموسم هو نهاية الحقبة الذهبية التي رافقتهم من عام 2008 وحتى عام 2012، ينغص فرحتهم، إضافة إلى خشية تفاقم إصابة الأرجنتيني ليونيل ميسي التي قد تسبّب تراجع المستوى عموماً.
إنها المرة الثانية التي يتنازل فيها كارليس بويول قائد البارسا عن رفع كأس البطولة التي يتوج بها الفريق، إذ أعادنا القائد بالذاكرة إلى نهائي دوري الأبطال 2011، ولحظة رفع الكأس مع الفرنسي إيريك أبيدال.
درس بالأخلاق يقدمه هذا القائد، هذه المرة قدمه للرجلين اللذين عانيا على نحو مرير هذا العام من مرض السرطان الخبيث: المدرب تيتو فيلانوفا وأبيدال مرة أخرى، احتفال جاء بطريقة عاطفية بلقب الدوري الإسباني الثاني والعشرين له في تاريخه.
لطالما كانت العلاقة الانسانية بين أفراد الفريق التي تغلب عليها القيم والمبادئ مميزة وما يفوق أهمية عندهم، من حيث القيمة المعنوية، تحقيق الانتصارات والألقاب.
لقطة تنازل بويول عن رفع الكأس أثارت موجة من التصفيق في مدرجات ملعب كامب ناو التي هتفت باسم الرجلين طويلاً تقديراً لهما على صمودهما في وجه المرض.
ورغم غياب أعداد الجماهير المعتادة في ظل الأمطار الغزيرة التي هطلت، إلا أن ذلك لم يفسد وحده احتفالات النادي؛ إذ أن مشاكل الفريق لشدة مراراتها هي التي بدلت المشهد هذه المرة على الرغم من محاولاتهم إخفاءها بإبراز الفرح.
لم يكن الفرح وليد لحظته بخصوص الدوري، إذ أنه كان محسوماً منذ نحو 6 أشهر تقريباً، من هنا لا يمكن أن تصل فرحة اللاعبين والجماهير إلى هذا الحد!
حاول لاعبو برشلونة وإداريوه تغيير أجواء الاحتفالات التي أقاموها منذ أيام على ظهر الحافلة التي جالت شوارع برشلونة، وسعوا وقتها لإظهار ملامح الفرح كعادتهم، كان الجميع يبحث عن الفرح، لكن ما رأيناه هو الحزن والتوتر! فقد تعرض المدافع جيرارد بيكيه لهجوم عنيف من زميله الكاميروني أليكساندر سونغ خلال الاحتفالات، وكاد الشجار يتطور بينهما لولا تدخل بويول والحارس فيكتور فالديس.
كذلك كانت ملامح وجوه بعض اللاعبين تعبر عما يخالج القلوب من شعور بالخوف، هاجس الخوف الواضح من المستقبل واحتمالية نهاية الحقبة الذهبية، وخصوصاً بعد الخروج على نحو مذلّ امام بايرن ميونخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (7-0 بمجموع المباراتين).
لم يكن هذا الخوف الوحيد، ميسي في خطر، هذا قاسٍ جداً على الكتالونيين، إلا إنه واقع الحال.
أربك "ليو" متابعي كرة القدم بعد تفاقم إصابته مرة بعد أخرى وتراجع مستواه، الوضع مشابه من دون شك لأيام تعرض البرازيلي رونالدو للعنة الإصابات عندما عاد "الظاهرة" نجم إنتر وقتها، بعد غياب طويل ليدخل مباراة إنتر ولاتسيو، ولكن ما هي إلا دقائق حتى سقط أرضاً وغاب لوقت طويل مرة أخرى تخطى السنة.
أخذت الاصابة منه بعضاً من سرعته ومهاراته. الخوف على ميسي اليوم من تكرار السيناريو ذاته، وخصوصاً بعد توالي الإصابة، لكن هذه المرة بفترة أقصر.
صحيح أن ميسي تصرف على سجيته، فابتسم وهو يلوح للجماهير، لكنه كان حاسماً في أكثر من مرة عندما عكس وجهه تعابير ملتبسة، طفح حزن غير مفتعل إطلاقاً على وجهه، في يوم الاحتفالات عجز معظم لاعبو البلاوغرانا عن رسم البسمة بنحو طبيعي، قد تكون نهاية مؤلمة لفريق جميل.
قد يرى البعض هذا جميلاً، عندما تكون النهايات تراجيدية وقاسية بما يكفي ليذكرها التاريخ.
وفي السياق ذاته، تحدث البرازيلي داني ألفيش عن الأخبار التي ذكرت أن انتقاله إلى باريس سان جيرمان أو موناكو سيكون خلال فترة الانتقالات الصيفية.
واعترف الدولي البرازيلي بأنه سعيد مع البارسا، إلا أنه أكد عدم رغبته في إغلاق الباب أمام أي نادٍ، وقال: "أنا سعيد في برشلونة ولكني لا أعرف ما سيحصل في المستقبل، لن أغلق الباب أمام باريس سان جيرمان أو أي نادٍ آخر".
هادي أحمد