رمضان في ايران

تاريخ النشر: 22 يوليو 2011 - 11:44 GMT
البوابة
البوابة

 

ان ليالي شهر رمضان في طهران تختلف عن سائر أيام العام حيث تتجمع ‏ عائلات ألاقارب وألاصدقاء بعد الافطار في المقاهي الشعبية لتناول الشاي ‏ والشيشة وأنواع المكسرات والتمور .‏  

 

‏ وتكتظ المساجد في المناطق الشعبية بروادها وقت الافطار لاسيما الطبقة العاملة الذين يستمر عملهم ساعات متأخرة من الليل ويفضلون الافطار في الجوامع ‏بسبب الازدحام المروري الذي يحول دون وصولهم الى منازلهم في الوقت المحدد .

 

‏ وتعمد الاسر الايرانية الى تناول الوجبة الرئيسية من الافطار بعد ساعة ‏من أذان المغرب ولا تخلو المائدة الرمضانية الرئيسية هنا من الآش رشته وهو ‏عبارة عن حساء دسم مليء بأنواع البقوليات والمعكرونه والخضروات الورقية ‏بالاضافة ألي شوربة ماء اللحم ويسمى هنا  أبكوشت .‏   

‏ تشهد المطاعم على غير العادة ازدحاما شديدا بعد الاذان ‏سيما تلك المطاعم التي تقدم لزبائنها ألاكلات ألايرانية الشعبية مثل الهريسة(حليم) والشوربه التي يلجأ اليها الصائمون وتعتبر طبق رئيسي في رمضان في المطاعم ‏كما تنشط بصورة ملحوظة محال بيع الحلويات والمكسرات ومن أكثر الحلويات شهرة ‏هي الزلابية. ‏

   

‏ وتتغير ساعات العمل في الدوائر والمؤسسات الايرانية عند حلول شهر رمضان ‏‏المبارك حيث ينتهي العمل قبل ساعة واحدة من انتهاء موعد العمل في الايام العادية ‏الاخرى تقديرا لوضع الصائم . ‏   

 

‏ ولمدينتي مشهد (شمال شرق) البلاد حيث مرقد الامام الثامن علي بن موسى (عليه السلام) الملقب ‏بـ(الرضا) وكذلك في مدينة (قم) ترقد شقيقته (فاطمة) الملقبه بـ(المعصومة).‏   

 

‏ وتتسم اجواء جنوب طهران بالروحانية الخاصة التي تكثر بهما الحوزات العلمية ‏ والمراكز الثقافية وتواجد مكثف للمتدينين مما يعتبر فرصة لتبادل الاراء الفقهية ‏وأكتشاف الجديد في الساحة الفكرية .‏ 

  

‏ وتختلف العادات والتقاليد الرمضانية في ايران من ‏مدينة ألي أخرى ففي مدينة أصفهان التاريخية (وسط أيران) يفطر الصائمون على دوي المدفعية الرمضانية التي تقع بأحدى الساحات القديمة في المدينة.‏   

 

‏ وتعتبر ألاكله الرمضانية الشعبية الاكثر شهرة في مدينة أصفهان هى الباجة وهي ‏عبارة عن لحمة رأس الخروف والهريسة وتسمى  حليم  ولا تخلو المائدة ألاصفهانية ‏من الملح والبصل.

 

 

وفي رمضان تتضح مناحي التغيير في الاجواء الروحية التي يعيشها معظم الناس في ايران والتي ‏ تبدو وكأنها محطة استراحة في حياة الساعين وراء لقمة العيش ودعوة الى التوقف اياما معدودات عن الاستغراق في هموم الدنيا وما يكتنفها من الكدر .   

 

حيث يلمس المراقب بوضوح التجسيد الرائع لعبارة ربيع القران خلال هذه الايام ‏المباركة فلا تكاد تجد مسجدا او حسينية اومركزا دينيا الا وفى جنباته اصداء ‏القران الكريم تلاوة وحفظا وتجويدا اذ تتحول هذه المراكز في هذه الايام الى اماكن ‏عامرة بالقران والتزود من موائده الكريمة.‏   

 

‏ وللايرانيين علاقة خاصة بالدعاء خلال شهر رمضان وعندهم طقوس خاصة في قراءته ‏والاستغراق في معانيه ودلالاته.‏  

 

‏- وتعتبر ليالي القدر او ليالي الاحياء كما يسميها الايرانيون معلما ‏بارزا من نشاط الناس خلال شهر رمضان وكانهم يسعون للاغتراف من بركات هذا ‏الشهر قبل ان يودعوه وتنتهي ايامه.

 ‏   

‏ فما ان تحل العشر الاواخر من شهر رمضان حتى تجد المساجد الجامعة ومساجد ‏المحلات والحسينيات ومراكز اقامة صلاة الجمعة على امتداد البلاد وقد امتلات ‏بالمصلين المستغفرين واؤلئك الذين يحيون الليل الى الفجر بالقيام والدعاء وتلاوة ‏القران بشكل جماعي في الليالي التي يلتمسون فيها ليلة القدر .‏ مسلم  

 

© 2005 البوابة(www.albawaba.com)