في لحظة ثقيلة على قلوب عشّاق موسيقى الروك، انطفأ أحد أبرز نجوم هذا الفن، أوزي أوزبورن، مغني فرقة "Black Sabbath" الأسطورية، بعد صراع طويل مع مرض باركنسون، تاركًا وراءه إرثًا موسيقيًا وثقافيًا سيظل حيًا في ذاكرة الأجيال.
عن عمر ناهز 76 عامًا، رحل أوزبورن في 22 يوليو 2025، محاطًا بأفراد عائلته الذين طلبوا احترام خصوصيتهم في هذا الوقت العصيب. وفي بيان نُشر عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، ودّعته عائلته بكلمات مؤثرة جاء فيها: "بقلوب مكسورة، نعلن رحيل حبيبنا أوزي هذا الصباح... كان بين أحبائه، مغمورًا بالمحبة والسلام".
وداع من الفرقة... "أوزي إلى الأبد"
فرقة "Black Sabbath"، التي مثّلت حجر الأساس في انطلاقة أوزبورن الفنية عام 1968، ودّعته برسالة مقتضبة لكنها تحمل ثقلًا عاطفيًا كبيرًا: "أوزي إلى الأبد". ونُشرت الرسالة مرفقة بصورة من آخر حفلة وداعية له في مسقط رأسه، برمنغهام، والتي أقيمت في 5 يوليو 2025 وسط حضور فني وجماهيري لافت.
شارك في الحفل التاريخي أعضاء فرقته الأصلية توني أيومي، غيزر بتلر، وبيل وارد، وانضم إليهم نجوم من عمالقة الروك مثل "Metallica"، "Guns N’ Roses"، ستيفن تايلور، جاك بلاك، وروني وود من "Rolling Stones" في ليلة خالدة ختم بها أوزي مشواره بصوت لا يزال مشحونًا بالعنفوان، رغم هشاشة الجسد.
ظاهرة فنية تمتد لخمسة عقود
جون مايكل "أوزي" أوزبورن، وُلد في 3 ديسمبر 1948 في برمنغهام – المدينة التي أنجبت واحدة من أثقل موجات موسيقى الهارد روك والهيفي ميتال. مع "Black Sabbath"، صاغ أوزبورن ملامح النوع الموسيقي الجديد بأغنيات خالدة مثل "Paranoid"، "Iron Man" و"War Pigs"، قبل أن ينفصل عن الفرقة في 1978 ليشق طريقًا منفردًا أضاءه بصوته الصادم وأدائه المسرحي الفريد.
من أبرز محطاته المنفردة أغنية "Crazy Train"، "No More Tears"، والدويتو الناجح "If I Close My Eyes Forever" مع ليتا فورد عام 1988، والذي دخل قوائم Billboard بقوة. حصد خلال مسيرته جائزة غرامي للإنجاز مدى الحياة عام 2019، إلى جانب عدد من الجوائز الأخرى، مجسّدًا بذلك معنى الاستمرارية والتجدد الفني.
بين المرض والصوت الذي لم ينكسر
رغم إصابته بمرض باركنسون منذ عام 2003 – وهو التشخيص الذي أخفاه لسنوات قبل أن يعلنه رسميًا في 2020 – لم يفقد أوزي رغبته في الوقوف على المسرح، وصرّح مرارًا: "صوتي لا يزال في حالة جيدة، لكن جسدي لم يعد كما كان". ورغم إلغاء عدد من جولاته الأخيرة، بقي على تواصل مع جمهوره، وأصر على حفل الوداع في برمنغهام كتحية أخيرة لعشاقه.
نجم على المسرح وفي شاشة الواقع
لم يكتفِ أوزبورن بالموسيقى، بل اقتحم عالم التلفزيون من أوسع أبوابه من خلال برنامج "The Osbournes" عام 2002، الذي قدّم فيه نفسه وعائلته في مشاهد واقعية ومؤثرة، ما منحه قاعدة جماهيرية جديدة وواسعة، خاصة مع شخصيته العفوية الغريبة التي جمعت بين التمرّد والدفء الأسري.
ابنته كيلي وصفت تلك الفترة بأنها "لحظة ساحرة" في حياة العائلة، بينما ظل ارتباطه العميق بزوجته شارون يشكّل قصة حبٍ متينة، رغم العواصف التي مرّت بها. تزوجا في 1982، وانفصلا لفترة قصيرة ثم جدّدا عهودهما في 2017، لتظل شارون الشريكة الثابتة في نجاحاته وتحدياته الصحية، والتي وصفت حالته مؤخرًا بأن "جسده يخونه، لكن صوته لم يخذله أبدًا".