محادثات السلام في الشرق الاوسط في وضع صعب

تاريخ النشر: 09 أكتوبر 2010 - 03:43 GMT
السلام مهدد
السلام مهدد

لم يمض وقت طويل حتى عادت محادثات السلام التي بدأت في واشنطن قبل خمسة أسابيع وسط قرع الطبول الى مأزقها التقليدي.

وأصبح بقاؤها الان مرهونا بوجهة نظر كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس وفق ما افاد تقرير لوكالة انباء رويتر

ولكن الشيء المؤكد أن كلا منهما سيلقي باللائمة على الاخر اذا انهارت المحادثات. واذا أقدما على ذلك سيمر وقت طويل على الارجح قبل أن يبدأ زعماء المستقبل محادثات أخرى. وقد يتمنى الرئيس الامريكي باراك أوباما لو أنه لم يتدخل في الامر.

ويقول عباس انه يريد أن يستمر في التفاوض مع نتنياهو ولكنه لا يستطيع ذلك الا اذا مدد رئيس الوزراء الاسرائيلي تجميدا جزئيا على البناء في مستوطنات بالضفة الغربية.

ويقول نتنياهو ان المحادثات على وشك أن تشهد بداية ايجابية وسيكون مأساويا أن ينسحب الرئيس الفلسطيني بسبب قضية تعتبرها اسرائيل غير ذات صلة بالنتائج لان الاتفاق النهائي سيحدد أيا من المستوطنات ستحتفظ بها اسرائيل.

وتدخلت جامعة الدول العربية في الموضوع الجمعة بطلب من عباس ولكن دون أن تقرر له ما يتعين عليه أن يفعله في الخطوة التالية وتؤيد في الوقت نفسه أي قرار قد يتخذه.

وقال عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية ان اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية المنبثقة عن الجامعة العربية في ليبيا سيضع البدائل لان المفاوضات لم تأت بأي ثمار ولكنه لم يقدم أي مؤشر على ما قد تكون عليه البدائل.

وتابع أن موقف الاسرائيليين سلبي للغاية مضيفا أنهم لا يتعاونون في المفاوضات.

ومن الواضح على ما يبدو اذا لم تكن هناك منعطفات أن عباس لن يتراجع عن الموقف الذي حددته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها والذي يقضي بعدم استئناف محادثات السلام الا اذا أوقفت اسرائيل بناء المستوطنات.

وكرر نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس يوم الخميس أن "استئناف المفاوضات يتطلب تجميدا كاملا للانشطة الاستيطانية." وأضاف "الاستيطان عقبة في طريق المفاوضات ويخلق جوا لا يلام فيه الا اسرائيل على عرقلة العملية السياسية."

ولكن ليس هناك بعد من هو مستعد لاعلان وفاة المحادثات.

وقال الرئيس المصري حسني مبارك وهو أحد اللاعبين الرئيسيين لوكالة أنباء الشرق الاوسط الاسبوع الماضي ان نتنياهو اتصل به هاتفيا مرتين في محاولة لايجاد مخرج من المأزق الحالي. وقال انه أبلغ نتنياهو بأن استئناف البناء في المستوطنات يعيق محادثات السلام ويدمر عملية السلام. وأضاف أنه أبلغه أنه يتطلع لمواقف ايجابية ومسؤولة من اسرائيل لانقاذ محادثات السلام.

وحذر الرئيس المصري من "تصاعد العنف والارهاب في المنطقة وشتى انحاء العالم... اذا انهارت المحادثات."

ولكن بشكل عام لم تكن هناك توقعات كبيرة في وسائل الاعلام بامكانية حدوث ذلك ربما أملا في أن شيئا ما سيحدث لانقاذ المحادثات.

وأكبر خطر يواجهه نتنياهو هو أنه اذا وافق على الاستجابة لمطلب عباس بتمديد تجميد جزئي للبناء في المستوطنات هو انهيار تحالفه مع الاحزاب القومية المتطرفة الدينية اليمينية.

وأعلن نتنياهو يوم الاربعاء انه سيؤيد يمين الولاء الذي يقسم عليه الراغبون في أن يكونوا مواطنين اسرائيليين ويطالبهم بالتعهد بالولاء "لدولة الشعب اليهودي". ولم يستخدم نتنياهو عبارة "دولة اسرائيل" الواردة في القانون الراهن.

ونفى ايال جاباي مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي يوم الخميس أن تكون الخطوة "مكافأة" لوزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان شريك نتنياهو الرئيسي في الائتلاف قبل تمديد لتجميد البناء في المستوطنات لمدة 60 يوما لانقاذ محادثات السلام 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن