قال سعيد سعدي زعيم المعارضة الرئيسي في الجزائر يوم الخميس ان الاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد انتفاضة شعبية يجب ان يشجع الجيش الجزائري على تخفيف قبضته عن الحياة السياسية في البلاد.
ودعا سعدي رئيس حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية الى اطلاق سراح عشرات الجزائريين الذين اعتقلوا خلال اعمال الشغب التي تزامنت مع الاحتجاجات التونسية في وقت سابق هذا الشهر.
ويعتزم حزب سعدي الذي يملك اكبر عدد من مقاعد المعارضة في البرلمان تنظيم مسيرة احتجاجية يوم السبت المقبل للمطالبة باطلاق سراح السجناء.
وشهدت عدة مدن جزائرية بما في ذلك العاصمة أياما من احداث الشغب التي اشتعلت بفعل ارتفاع اسعار الغذاء. وقال مسؤولون ان شخصين قتلا واصيب مئات اخرون خلال اشتباكات بين المحتجين والشرطة.
وفي وقت لاحق ذكرت وسائل اعلام جزائرية ان محاولات جرت لتقليد رجل تونسي اشعل النار في نفسه مما اطلق شرارة الاحتجاجات التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
وقال سعدي في مقابلة مع رويترز انه اذا لم تعبيء المعارضة الجماهير فان الجزائر ربما تشهد أحداثا أكثر تدميرا عما حدث في تونس.
واضاف ان حجم الغضب في الجزائر كان اكثر مما هو في تونس مشيرا الى ان عام 2010 شهد اكثر من 9700 واقعة شغب او اضطرابات.
وفي مسعى لتهدئة التوترات خفضت الجزائر اسعار بعض السلع الغذائية اكثر من النصف اعتمادا على عائدات اسعار النفط الاخذة في الارتفاع. كما اطلقت خطة خمسية قيمتها 286 مليار دولار لتحديث الاقتصاد وتوفير وظائف وبناء منازل.
وطالب سعدي كذلك برفع حالة الطوارئ المفروضة منذ 1992 بعدما الغى الجيش نتائج انتخابات كان الاسلاميون على وشك الفوز بها.
كما طالب السلطات بتخفيف الضغط على الاحزاب السياسية. وقال انه لا يستطيع الظهور في التلفزيون الجزائري على الرغم من انه رئيس لحزب شرعي وعضو في البرلمان.
وقال سعدي الذي يقف في صفوف المعارضة منذ اكثر من 20 عاما ان الجزائر قد تتجاوز ازمتها السياسية اذا تخلى الجيش عن السياسة.
وقال انه يجب الا يصبح الجيش صانعا للقرار بعد الان.
واكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة -وهو أيضا القائد الاعلى للجيش- مرارا على التزامه باحترام الدستور والديمقراطية.
اما بالنسبة لسعدي فان هناك حاجة للمزيد من التغييرات السياسية.
وقال ان ما تريده المعارضة هو تغيير النظام السياسي والشفافية وحكم الدولة وتطبيق مبدأ المحاسبة والديمقراطية.
وتخشى عدة دول عربية وغربية من زيادة نفوذ الاسلاميين المتشددين اذا فتحت السلطات الساحة السياسية بشكل كامل.
لكن سعدي رفض هذا الرأي وقال ان النظام استغل ورقة الاسلاميين لمنع إجراء أي تغيير.