تقرير: "المؤتمر الاسلامي" تعد خطة لمواجهة أزمة الغذاء في دولها

تاريخ النشر: 31 أكتوبر 2010 - 05:17 GMT
إحسان أوغلو والعطية في لقاء على هامش اجتماع وزراء الزراعة بالخرطوم
إحسان أوغلو والعطية في لقاء على هامش اجتماع وزراء الزراعة بالخرطوم

بين متفائل ومتشائم إزاء ما يمكن اعتباره تكاملا زراعيا في دول العالم الإسلامي، يعتقد بعض المراقبين أنها مهمة صعبة معرضة للتشظي في هذا الاتساع الجغرافي بين أكثر من ثلاث قارات، لكن المدافعين عن إمكانية إنجاح الهدف بعيد المدى للبرنامج العشري التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والذي أقر في قمة مكة الإسلامية عام 2005، والرامي للقضاء على الفقر، يرون في الحراك الذي تجلت ملامحة في المؤتمر الخامس لوزراء الزراعة بالمنظمة، والذي عقد في العاصمة السودانية، خطوة على الطريق الصحيح، ويقول هؤلاء إن أبرز ما جرى تحقيقه في الخرطوم، كان خلق الثقة بين دول المنظمة في قدرتها على إحداث التغيير.

ويؤكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أن (التغيير والتطور هو روح العمل الذي تسعى إليه الأمانة العام للمنظمة في برنامج يمتد لعشر سنوات، "البرنامج العشري"، لمواكبة التغيرات الدولية، وتحقيق شروط وإمكانات الأمن الغذائي).. ويضيف أكمل الدين إحسان أوغلو، بـ (أنه على أساس هذا الطرح فإنني أستطيع أن أقول إننا نجحنا من خلال مؤتمر الزراعة الذي عقدته المنظمة في الخرطوم نهاية الأسبوع الماضي، في إعادة طرح قضية مشاريع التنمية الزراعية بقوة، بعد توقف دام خمسة عشر عاما).

وعلى الرغم من أن المؤتمر أقر وضع إطار من أجل إطلاق آلية عمل لإنشاء وتطبيق برامج ومشاريع زراعية تحقق التكامل المنشود بين الدول الأعضاء بالمنظمة، إلا أن أبرز ما توصل إليه الاجتماع ـ بحسب مراقبين ـ هو الاتفاق على عقد اجتماع وزراء الزراعة السادس في تركيا العام المقبل، وعقد الاجتماع السابع في السنغال لسنة 2012 التالية، ويرى البعض أن عودة الدماء إلى العمل المشترك في المجال الزراعي، يعد إنجازا بحد ذاته، خاصة وأن مؤتمر الخرطوم الخامس هو الأول بعد المؤتمر الزراعي في طهران عام 1995.

ويشدد إحسان أوغلو على أن دورية عقد الاجتماع تؤكد رغبة قوية لدى الدول الأعضاء في استثمار نتائج اجتماعات وندوات عديدة عقدت في العام من قبل (كومسيك)، اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري، والبنك الإسلامي للتنمية، ونادت بضرورة وضع إطار شامل للزراعة والتنمية الريفية والأمن الغذائي.

وتقول مصادر مطلعة في الأمانة العامة للمنظمة بأن آلية العمل في مشاريع التنمية الزراعية سوف تعد بشكلها النهائي خلال الأشهر الستة القادمة، ستقدم في إطار خطة شاملة تهدف إلى مواجهة الأزمة الغذائية في العالم الإسلامي، وتضيف بأن الآلية تنص على توزيع الاختصاصات والبرامج بين الدول المعنية، بحيث تختص كل دولة عضو بالبرنامج الذي يتلاءم مع قدراتها وطبيعتها.

من جهة أخرى، بدا واضحا أن مشاركة عبد الرحمن بن حمد العطية، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الزراعة الخامس، تعد لتمكين المشرفين من إنجاز برامج التنمية الزراعية، من خلال توفير الدعم المالي اللازم، خاصة وأن لقاء على هامش المؤتمر، قد جمع إحسان أوغلو والعطية في جلسة مباحثات استمرت ساعة كاملة، وتقول المصادر، إنها بحثت المشاريع القائمة بين الجانبين، وسبل توسيع مشاركة دول الخليج في البرامج التنموية المفترضة.