يتزايد التوتر على الحلبة الفلسطينية يوما بعد يوم في ظل عزم السلطة الفلسطينية على التوجه الى منظمة الامم المتحدة في سبتمبر/ أيلول القادم، للحصول على اعتراف بدولة فلسطين وحدودها الفاصلة عند خطوط عام 1967 وعلى عضوية فلسطين الرسمية في المنظمة، وهو تحرك تعارضه الولايات المتحدة وبعض فئات المجتمع الدولي. وقد تعالت بعض الاصوات أيضا في الأردن مؤخرا موضحة ان هذه الخطوة ليست في المسار الصحيح، حسب ما كشفه موقع "نقودي.كوم."
الأهم من ذلك كله هو أن هذه الاختلافات في وجهات النظر تغلغلت رويدا رويدا لداخل كوادر القيادة اللفلسطينية رغم اصرار رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على الذهاب للامم المتحدة بغطاء من جامعة الدول العربية.
وقد انتقد مؤخرا وزير الخارجية الفلسطيني السابق، نبيل عمرو، من خلال مقال في صحيفة "الشرق الأوسط،" فكرة التوجه للامم المتحدة مضيفا أن " أن جهدا كبيرا يبذل في الفضاء، جهدا فعليا لتحقيق نتائج رمزية، غير أن ما يخيف حقا، هو أننا ونحن نطارد الظل في القارات الخمس، نجد من يصنع الحقيقة على الأرض، إنهم الإسرائيليون الذين يوشكون على إنجاز برنامجهم التوسعي والإلحاقي على الأرض، وهذا ما لا علاج له في كندا أو أستراليا أو حتى في الصين، وبالمناسبة لنا في الصين ."
ولا يقتصر هذا الرأي على نبيل عمرو فحسب بل يتعداه ليشمل شخصيات فلسطينية بارزة أخرى منها رئيس الحكومة الراهن، سلام فياض، ورئيس الحكومة السابق، احمد قريع (ابو العلاء)، وممثل فلسطين السابق في الامم المتحدة، ناصر القدوة. ويعتقد هؤلاء أن التحرك باتجاه الامم المتحدة سيعود بالضرر على علاقات السلطة الفلسطينية مع حكومة الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، والكونغرس الذي هدد بتجميد المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية. ومن جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) عندما يعرض الاعتراف بالدولة الفلسطينية على مجلس الامن الدولي.
كما وتخشى القيادة الفلسطينية من امكانية فقدان زمام الأمور لأن الاعلان الاحادي الجانب لن يحقق النتائج المرجوة على الارض الأمر الذي قد يضاعف حالة اليأس والاحباط في الشارع الفلسطيني الذي قد ينزلق لاحتجاجات ضد السلطة على أثر الأحداث التي شهدتها بعض الدول العربية خلال الأشهر الماضية. جدير بالذكر، أن وضع السلطة المالي في الوقت الراهن ليس على أحسن حال حيث لم يتلق بعض موظفيها رواتبهم بالكامل مؤخرا.
ويستشف من استطلاع للرأي أجري مؤخرا على عينة تتألف من 1000 فلسطيني أن 80% من الفلسطينيين يعتقدون أن اولية السلطة الفلسطينية يجب ان تنصب على ايجاد اماكن عمل في حين أن 4% فقط من الفلسطينيين يعتقدون أن اولية السلطة يجب أن تتركز على الاعلان عن الدولة المستقلة في سبتمبر.
المصدر: موقع "نقودي.كوم"