زادت معاناة المصريين خلال الأيام الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء والأسماك في الأسواق على خلفية تفشي مرض الحمى القلاعية بين الماشية، وهو ما جعل الناس تعزف عن شراء اللحوم الحمراء وتتجه للحوم البيضاء والأسماك خوفاً من هاجس «القلاعية».
وارتفعت أسعار الأسماك بمختلف أنواعها حسب تقارير صادرة عن شعبة الأسماك بالغرفة التجارية لتتراوح بين 20-30%، حيث يتراوح سعر كيلو السمك البلطي بين 10-15 جنيهاً في مقابل 8-10 جنيهات قبل تفشي الحمى القلاعية، أما السمك البوري فتراوح سعره بين 20- 25 جنيهاً للكيلو في مقابل نحو 15-20 جنيهاً من قبل.
وحسب تقارير شعبة الدواجن ارتفعت أسعار اللحوم البيضاء، حيث تراوح سعر الكيلو من الدواجن الحية بين 18-23 جنيهاً، فيما ارتفعت الدواجن المجمدة من أسعار تتراوح بين 12-13,5 جنيه للكيلو إلى 15-16 جنيهاً للكيلو مؤخراً، وبذلك تكون زادت معاناة المستهلكين، خاصة ذوي الدخول المنخفضة الذين كانوا لا يستطيعون شراء اللحوم باستمرار.
وأكد عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن الإقبال الكبير على شراء المعروض من اللحوم البيضاء في الأسواق، والعزوف عن شراء اللحوم الحمراء بسبب الحمى القلاعيه لعب دوراً كبيراً في ارتفاع أسعار الدواجن، يأتي هذا في الوقت الذي كان تعاني فيه السوق المصرية من انخفاض في المعروض من الدواجن بسبب فيروس «الآي بي» الذي هاجم الدواجن في شهر يناير الماضي وامتد لأسابيع طويلة وكانت له انعكاسات سلبية على الثروة الداجنة في مصر.
ويضيف أن الحل هو تقنين الاستهلاك وأن يشتري كل فرد ما يكفي احتياجاته فقط، وليس للتخزين خوفاً من المستقبل. ويؤكد الدكتور عبد الكريم عبد التواب، أستاذ الأمراض المعدية بكلية الطب البيطري بجامعة الإسكندرية، أنه لا خوف على الإنسان إطلاقاً من مرض الحمى القلاعية؛ لأنه لا ينتقل إلى الإنسان علي الإطلاق، مشيراً إلى أنه مرضٌ ليس بجديد على مصر، بل هو مرض موجود منذ سنوات طويلة وكان يتم مواجهته بالتحصينات، لكن المشكلة هي ظهور فيروس جديد لا يتفاعل مع التحصينات التي تعتمدها وزارة الزراعة.
وقال إن الثروة الحيوانية في مصر تأثرت كثيراً بتفشي هذا المرض بهذه الصورة وما نتج عنه من نفوق عدد كبير من الماشية. داعياً الناس لشراء اللحوم الحمراء وعدم الخوف من هذا المرض. وفي الوقت نفسه يؤكد محمد يحيى، صاحب محل أسماك، أن طبيعة السوق هي التي تحدد الأسعار، وذلك وفق حالة العرض والطلب، قائلاً إنه تأتيه الطلبيات بأسعار مرتفعة لأن الصيادين أنفسهم يحددون أسعاراً مرتفعة، وهذا من شأنه أن يجعله هو أيضاً يحدد أسعاراً مرتفعة للأسماك حتى لا يتعرض للخسارة.
وأضاف أن سوق الأسماك تحديداً هي الوحيدة التي لا تشهد تغيرات في الأسعار إلا في حالة الأزمات مثل أزمة الحمى القلاعية. ويقول السيد عليوة «جزار»: إن المصريين مشكلتهم أنهم عندما يساورهم الشك تجاه شيء معين تجدهم يعزفون عن شرائه، وأنه في حالة ظهور أية أمراض تصيب الماشية على الفور تجد الناس تتوقف عن شراء اللحوم.