أكبر 7 مرّات من سابقيها وتفضح مراسلات سريّة لمعظم حكومات العالم، إنها الدفعة الثالثة من الوثائق السرّية، والوثائق لن تقتصر على خبايا حربي أفغانستان والعراق، بل ستشمل مراسلات دبلوماسية سرية محرجة لحكومات العالم مع واشنطن تتناول العديد من الملفات الدولية الساخنة؛ أما حجمها فهو أكبر سبع مرات من الوثائق التي نشرت حول العراق
وبحسب موقع «أوني فر» الفرنسي، فإن صحف ودوريات «نيويورك تايمز» الأميركية و«دير شبيغل» الألمانية و«ذا غارديان» البريطانية و«ايل باييس» الإسبانية و«لوموند» الفرنسية، وهي وسائل إعلامية شريكة لموقع «ويكيليكس» في عملية نشر الوثائق حول العراق، ستنشر أول التحليلات حول الوقائق الجديدة ابتداءً من الساعة 22,30 من مساء اليوم بتوقيت باريس (21,30 غرينيتش). لكن أحد مديري الموقع قال «إننا نتوقع مع ذلك تسريبات قبل هذه الساعة».
وأشار الموقع إلى أن «دير شبيغل» نشرت «بيانات مرقمة من هذا الكم الكبير من الوثائق بعد ظهر الأول من أمس على موقعها الإلكتروني قبل أن تبادر الى سحبها بعد دقائق قليلة». وتوقع أن يُنشر 251 ألفاً و287 مذكرة دبلوماسية من بينها 16 ألفاً و652 مذكرة مصنفة «سرية».
وحصلت تعبئة دبلوماسية شاملة في الداخل والخارج، فامتنع دبلوماسيون أميركيون عن قضاء عطلة عيد الشكر التي صادفت اليومين الماضيين، وتوجهوا الى وزارات الخارجية في البلدان المعتمدين لديها، على أمل امتصاص الغضب الذي قد ينجم عن نشر هذه الوثائق.
ودعا رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الأدميرال مايكل مولن في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» موقع «ويكيليكس» الى عدم نشر تلك الوثاثق، واصفاً ذلك بأنه «خطير للغاية» خاصة على أمن الجنود الأميركيين.
واتصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بزعماء كل من ألمانيا والسعودية والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأفغانستان لمناقشة هذه القضية.
ولم تؤكد السلطات الأميركية مصدر تسريب الوثائق. لكن معلومات أشارت الى برادلي مانينغ الذي كان يعمل في الاستخبارات العسكرية. واعتقل في أيار بعد نشره تسجيل فيديو لضربات جوية أدت الى مقتل مدنيين في بغداد.
ورفضت واشنطن، بحسب مسؤوليها، إجراء أي تفاوض مع «ويكيليكس» بشأن النشر. ،وقالت إن الموقع انتهك القانون الأميركي بحصوله عليها.
ووجّه المستشار القانوني لوزارة الخارجية هارولد كوه رسالة الى مؤسس الموقع جوليان آسانج ومحاميه، نُقلت الى الإعلام قال فيها «لن ندخل في أي تفاوض حول نشر أو كشف وثائق سرية للإدارة الأميركية تم الحصول عليها بطريقة غير قانونية».
وبحسب مسؤولين أميركيين، فإن جوليان اسانج وجّه رسالة الى وزارة الخارجية حاول فيها الرد على مخاوف الولايات المتحدة من أن يؤدي نشر الوثائق الى تعريض بعض الأشخاص للخطر.
وقال المسؤولون إن اسانج طلب في رسالته معلومات حول الأشخاص الذين قد «يتعرضون لخطر كبير» بسبب الوثائق. لكن المستشار القانوني لوزارة الخارجية ردّ بأنه «بالرغم من رغبتكم المعلنة في حماية حياة هؤلاء الأشخاص، فقد فعلتم عكس ذلك وعرّضتم حياة العديدين للخطر».
وفي تل أبيب، نقلت «هآرتس» عن مسؤول اسرائيلي كبير أن اسرائيل أيضاً أُبلغت بأن الوثائق يمكن أن تشمل تقارير سرية صادرة عن السفارة الأميركية في تل أبيب.
ويُتوقع أن تشمل التسريبات تحليلات أميركية لشخصيات إسرائيلية بينها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء الخارجية أفيغدور ليبرمان والدفاع ايهود باراك والرفاه يتسحاق هرتسوغ ورئيسة حزب «كديما» والمعارضة تسيبي ليفني. ويخشى الأميركيون كشف مراسلات داخلية بين السفارة في تل أبيب والخارجية في واشنطن تتضمن المتابعة المكثفة التي تجريها السفارة حول المستوطنات.
قرصنة
في الغضون أفاد الموقع الأحد، بأنه يتعرض لعملية قرصنة إلكترونية. وفيما لم يمكن الوصول إلى الصفحة الرئيسية لـ"ويكيليكس" على الشبكة الإلكترونية، فقد لجأ مسؤولو الموقع إلى استخدام صفحته على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، للإعلان عن الهجوم الذي يتعرض له الموقع، قبل وقت قصير من الموعد المحدد لنشر المزيد من الوثائق المسربة.
وجاء على صفحة "ويكيليكس" على "تويتر" أن الموقع يتعرض لهجوم من نوع DDOS، مما جعل الوصول إليه من قبل المستخدمين أمراً مستحيلاً، من خلال إرسال سيل من الأسئلة والطلبات للحصول على معلومات، ولكن الموقع أكد أنه سينشر المزيد من الوثائق المسربة في الموعد المحدد مساء الأحد.