تحدثت الصحف البريطانية عن الجدال الدائر حول كيفية اطلاق سراح عبد الباسط على المقرحي، بعد ان دين بتهمة تفجير طائرة "بان ام" فوق "لوكربي"، وحول اقوال اربعة من اخصائيي السرطان البريطانيين بانهم لم يستشاروا قط فيما اذا كان يجوز اطلاق سراح المقرحي من السجن في اسكتلندا لاسباب مرضية.
ونقلت صحيفة "ذي غارديان" البريطاية عن الاخصائي كارول سيكورا انه كان سيحيط اقواله بالغموض بشأن صحة المقرحي لو كان يدرك ان رأيه سيؤخذ على انه حقيقة مسلم بها.
وكتب جيمي دوارد في مقال نشرته الصحيفة اليوم ان الطبيب الذي دار حوله نقاش دولي مرير حول اطلاق سراح المقرحي في وقت مبكر تحدث في اول لقاء صحافي له منذ استخدام رأيه كخبير لتبرير قرار اطلاق سراح المقرحي.
وهاجم البروفيسور كارول سيكورا قبل الذكرى السنوية لاطلاق سراح المقرحي التي صادفت يوم الجمعة الفائت، بشدة الطريقة التي استخدم فيها تشخيصه للمريض السجين. وقال انه كان سيحيط بمزيد من الغموض رايه الذي قال فيه ان المقرحي سيموت خلال ثلاثة اشهر من اطلاق سراحه من سجن غرينوك باسكتلندا، لو انه كان يدرك ان النتيجة ستكون اطلاق سراحه.
ومن المحتمل ان تذكي تصريحات سيكورا نار الخلاف حول الاسباب التي ادت الى اطلاق سراح المقرحي. وتعرض سيكورا الذي كان احد ثلاثة اطباء استأجرتهم الحكومة الليبية لتوفير راي الخبرة عن فرص المقرحي بعد ان تم تشخيصه بانه مصاب بسرطان البروتستاتا.
وقد ادعى اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي ان اطلاق سراحه جاء نتيجة خطة وضعتها بي بي (بريتيش بتروليوم) التي كانت تريد الحصول على تنازلات لاستكشاف النفط في ليبيا.
وقد اتفق اثنان من الاطباء الذين استأجرتهم الحكومة الليبية – وهما سيكورا والبروفيسور ابرهيم الشريف، وهو طبيب اورام ليبي، ان "من المحتمل" ان يموت المقرحي خلال ثلاثة اشهر. اما الطبيب الثالث وهو البروفيسور جوناثان واكسمان، فقد اقر بانه ليس امام المقرحي وقت طويل قبل الوفاة.
ونفى سيكورا انه خضع لضغوط من ليبيا للموافقة على ان المقرحي ليس امامه اكثر من ثلاثة اشهر قبل ان يموت، حتى يمكنه أن يعود الى ليبيا على لدواع انسانية. وقال "لقد شعرت على اساس توازن الاحتمالات، انه يمكن تبرير ذلك الادعاء، الا انه لا يمكن القول انه سيفقد حياته بصورة قاطعة خلال ثلاثة اشهر".
"ان الامر ليس مثلما نشاهد في الافلام السينمائية عندما يقول طبيب الاورام انا اسف ولكن امامك ثلاثة اشهر للحياة. فهناك نطاق واسع لكل حالة كلينيكية. وعندما سئلت هل يحتمل ان يموت خلال ثلاثة اشهر، كان رأيي انه كذلك".
وقد اقر بانه في حالة المقرحي فان الخشية من انلفونزا الخنازير سلط الاضواء على ردود الفعل القوية عندما يتعارض العلم مع السياسة والاعلام والقانون. "وقد تعلمنا في الطب الا نقول قطعا لا والا نقول دائما. لان هناك اشياء غريبة تحدث. كل ما يمكن ان تفعله هو ان تقدم رايا احصائيا، وهو قول محفوف بالمخاطر بسبب وسائل الاعلام والقانون والمرضي ايضا حيث انهم جميعا لا يحبذون الرأي الاحصائي. كل ما يريدونه هو معرفة هو هل هو كذلك ام لا. والقانون يحاكم على اساس مذنب او غير مذنب. وليس هناك في القانون الاسكتلندي ما ينص على اطلاق السراح لدواع انسانية".
وقال ايضا "ما اجد انه صعب هضمه تلك الفكرة التي تدور في خلد البعض انني امسكت بالمفتاح واطلقت سراحه. لقد عرضت رأيا، واخرون عرضوا اراءهم، وطرف اخر هو الذي اطلق سراحه".
وكانت هناك فرضيات بان المقرحي لم يكن مريضا بالسرطان، لكن سيكورا يقول انه لا يشك في ذلك. "وكنت في البداية اعتقد انه لن يمضي اكثر من 18 شهرا قبل ان يموت عندما اطلعت على البيانات وفحوصات الدم والاشعة السينية وتحدثت الى طبيب السجن".وقال في ختام اللقاء انه فكر كثيرا الى متى سيظل المقرحي على قيد الحياة. "ولا اشك انه سيموت في وقت لاحق، وقد يكون خلال بضعة اسابيع".