شرق السودان يامل بمليارات الدولارات من الخارج بعد تجاهله مطولا

تاريخ النشر: 30 نوفمبر 2010 - 04:41 GMT
البوابة
البوابة

يامل شرق السودان، المحروم من المساعدات الدولية، الحصول على مليارات الدولارات اللازمة لتنميته في ختام مؤتمر للدول المانحة يعقد في الكويت يومي الاربعاء والخميس.
وتثير المعطيات الخاصة بهذه المنطقة المخاوف، فنصف سكانها يعيشون باقل من دولارين في اليوم كما يقل وزن ثلث الاطفال في ولاية جدارف عن المعدل الوسطي، في حين يفوق معدل الوفيات الناجمة عن الولادات في كسلا مثيلاتها في دارفور، الواقعة فريسة الحرب. وقال احد العاملين في منظمات الاغاثة رافضا الكشف عن اسمه ان "بعض المؤشرات الانسانية في شرق السودان اسوا مما هي عليه في دارفور".
ويعتبر شرق السودان المنسي الاكبر في المساعدات العالمية التي تتركز على دارفور وعلى الجنوب حيث سيختار السكان عبر استفتاء في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل البقاء ضمن السودان او الانفصال. وتشكل ثلاث ولايات هي البحر الاحمر وكسلا وجدارف معا شرق السودان المترامي لاطراف الذي توازي مساحته حجم ايطاليا ويسكنه خمسة ملايين نسمة.
وكانت هذه المنطقة ساحة لحرب اهلية لم تحظ بتغطية اعلامية واسعة منذ 1994 حتى 2006 بين "جبهة الشرق" وهي ائتلاف يضم حركات المتمرد، وبين سلطات الخرطوم. وقد نص اتفاق السلام على انشاء صندوق للتنمية بقيمة 600 مليون دولار لكن الزعماء المحليون يؤكدون اليوم انهم لم يروا شيئا من هذه الاموال التي يعتبرونها اصلا ضئيلة قياسا لحاجات المنطقة.
من جهته، قدر المستشار الرئاسي مصطفى عثمان اسماعيل الاسبوع الحالي حجم الاموال اللازمة بمبلغ 4,2 مليار دولار من اجل تمويل 181 مشروعا لاعادة احياء الاقتصاد المنهك في شرق السودان.
ويعقد مؤتمر الدول المانحة ومستثمري القطاع الخاص وخصوصا العرب في الكويت بدعم من سلطات هذه الدولة بالتعاون مع منظمات وهيئات عدة مثل صندوق الامم المتحدة للتنمية.
وقال مدير صندوق الامم المتحدة للتنمية في السودان كلاوديو كالدارون لفرانس برس ان "المنطقة بحاجة ماسة الى الاستثمارات في البنى التحتية، ويجب ان نحافظ على السلم الاهلي عبر التنمية" مشيرا الى افاق كبرى لتطوير شرق السودان. واضاف ان "الشرق هو المنطقة الوحيدة في السودان التي لديها منفذ على البحر (الاحمر)، وفيها ثاني احتياطي العالم من المرجان الجيد الحماية، وموادر طبيعية لا تحصى من النفط والغاز والذهب والمرمر بالاضافة الى اراض زراعية غير مستغلة".
ولا يوجد نقص في المشاريع فهناك فرص للاستثمار في مصانع وعقارات ومشروعات سياحية على على شواطئ البحر الاحمر ومزارع لتربية المواشي لتصديرها الى دول الخليج، لكن هل ستاتي الاموال؟
وقال حميد محمد علي احد وجهاء بني عامر في المنطقة ان مؤتمر الكويت "فكرة جيدة لكنني اتساءل عما اذا تمت استشارة سكان الشرق حول هذه المشاريع؟ وهل تشكل فعلا اولوية للمنطقة؟ لكن رغم من كل شيء، اذا وصلت هذه الاموال فانها ستؤدي الى تنمية حقيقية".
بدوره، قال ابو فاطمة احمد اونور الخبير بشؤون الشرق ان "توقيت المؤتمر ليس مناسبا لان البلاد تتجه نحو الاستفتاء (في الجنوب). كما ان المستثمرين لا يحبذون الاستثمار في زمن المخاطر".
ويبدي سياسيون مخاوفهم من ان يؤدي انفصال الجنوب الى اعادة احياء التمرد في الشرق. ومن هنا تاتي اهمية مؤتمر الكويت في تثبيت الاستقرار في المنطقة الشرقية عبر تنميتها.