كشف قائد أمن محافظة أبين اليمنية العميد عبد الرزاق المروني عن مقتل قيادي سعودي فاعل من عناصر ما يسمى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، والذي يتخذ من اليمن منطلقا لاستهداف أمن المملكة، خلال المواجهات المسلحة التي شهدتها محافظة أبين جنوبي اليمن أمس الأول السبت.
ولم يشأ العميد المروني الإدلاء بأي تفاصيل عن هوية القاعدي السعودي، غير أنه اكتفى بالتأكيد على أنه قيادي مهم وبارز في تنظيم القاعدة في اليمن.
وقال المروني، لصحيفة "عكاظ" السعودية في عددها الصادر اليوم الاثنين إن القيادي السعودي سقط ضمن سبعة هاجموا قوى الجيش في أبين، بينهم يمني يدعى أحمد الدراديش، وهو قيادي في التنظيم.
وأشار إلى أن القيادي السعودي القتيل كان من ضمن السبعة الذين هاجموا المدرعة العسكرية، لكنه لم يؤكد أو ينف ما إذا كان القيادي المهم هو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة اليمني سعيد الشهري.
وقال المروني: "لا أستطيع أن أتحدث عن أسماء أو أحدد هويات قتلى سقطوا أخيرا في المواجهات بين قواتنا وعناصر القاعدة، لكن المعلومات التي لدي تقول إن القتيل السعودي قيادي مهم وبارز في التنظيم".
وأعلن عن وجود حملة أمنية وعسكرية ضخمة مزودة بأسلحة ثقيلة تحكم حصارها منذ الجمعة على أوكار عناصر القاعدة في مديرية لودر، حيث يتحصن فيها ما لا يقل عن 60 من أفراد التنظيم الإرهابي، بينهم أكثر من خمسة سعوديين على الأقل، وأن عملية الحسم باتت وشيكة، من دون أن يحدد الآلية التي سيحسم فيها الحصار.
ولفت المروني إلى أن العناصر المحاصرة استخدمت منازل لمواطنين يمنيين في مديرية لودر، بينما وضعت المواطنين أنفسهم دروعا بشرية، وهو ما أبطأ ساعة الحسم، مبينا أن حصيلة قتلى الأمن والجيش خلال الأيام الماضية بلغت 13 من عناصر الأمن فيما سقط سبعة من عناصر القاعدة إلى جانب بعض المدنيين وعشرات الإصابات جراء المواجهات بين القوات الحكومية وعناصر التنظيم.
وكانت مواجهات مسلحة ضارية في مديريتي مودية ولودر قد دارت يوم الجمعة الماضي بين قوات يمنية ومسلحين ينتمون لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، على إثر قيام سبعة من عناصر التنظيم بمهاجمة دورية عسكرية وإحراق مدرعة تعود للجيش اليمني، كانت تقل جنودا في مديرية لودر جنوبي اليمن، وقاموا بإحراقها نتيجة استهدافها بقذيفة ما أسفر عن مقتل ثمانية جنود على الفور.
وحسب الصحيفة فإن تنظيم القاعدة في اليمن بدأ منذ عدة شهور في تطبيق استراتيجية في معاركه مع القوات اليمنية، إذ تهدف تلك الاستراتيجية إلى استهداف رجال الأمن والجيش ومقارهما بغية بث الرعب في نفوسهم لأجل الكف عن ملاحقة ومواجهة القاعدة وعناصرها وبث رسالة مفادها مثلما تهاجموننا في أماكننا وتقتلون عناصرنا فنحن بالمقابل قادرون على الوصول إليكم وقتلكم في أي مكان.
وتابعت الصحيفة: "وهو ما تحقق على أرض الواقع خلال الفترة الماضية، إذ ركزت القاعدة في هجماتها على استهداف مقار ومصالح أمنية في أكثر من محافظة يمنية، خصوصا في عدن وحضرموت، إلى جانب استهداف قادة أمنيين في كمائن نصبها التنظيم".
وأكد العميد المروني على التعاون الأمني الوثيق بين المملكة والجمهورية اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب وإبطال مخططاته من خلال تبادل المعلومات وسرعة تمريرها بهدف التضييق على المسلحين وإحكام الخناق على تحركاتهم ومن ثم إفشال نواياهم.
وقال المروني :"التعاون بين جهزة الأمن في بلدينا في أفضل مستوى، وأن أمن المملكة واليمن كل لا يتجزأ، تجسيدا لرغبة وتحقيقا لتطلعات القيادتين السياسيتين الشقيقتين في الرياض وصنعاء".