تبنى جناح القاعدة في شمال أفريقيا المعروف باسم "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مسؤولية اختطاف خمسة فرنسيين اختطفوا في النيجر الأسبوع الماضي، وذلك بعد تهديد أطلقته الحركة ضد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الشهر الماضي، بأنه "فتح باب البلاء" على بلده بعد مشاركة فرنسية في هجوم نفذته قوة موريتانية أوقع ستة قتلى من عناصر التنظيم، وفق مصدر.
وبثت قناة "الجزيرة" تسجيلا صوتيا لناطق مزعوم باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يدعي صلاح أبو محمد، أعلن فيه مسؤولية الجماعة عن اختطاف خمسة خبراء فرنسيين، هم ضمن سبعة أشخاص، يعملون لصالح شركة فرنسية للطاقة النووية اختطفوا في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، الأسبوع الماضي.
وجاء فيه: "وبرغم الإجراءات العسكرية المشددة بالمنطقة والأطواق الأمنية المتعددة تمكن اسود الإسلام من اجتياز كل الحراسات واختطفوا خمسة خبراء نوويين فرنسيين يعملون بشركة ارافيا.. وسيعلن المجاهدون عن مطالبهم قريباً ونحذر من اللجوء إلى أي تصرفات حمقاء."
وتم اختطاف السبعة في منطقة تعدين اليورانيوم في منطقة آرليت بشمال النيجر الخميس، من بينهم موظف يعمل لصالح "آريفا" وزوجته، وفق ما نقلت الشركة التي تقوم بالتنقيب عن اليورانيوم منذ عقود في النيجر، الذي يعد واحداً من أفقر دول العالم.
ويعمل بقية المختطفين كمتعهدين لصالح شركة إنشاء فرنسية.
وكان تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قد أقر بمقتل ستة من عناصره في هجوم نفذته قوات موريتانية بدعم فرنسي نهاية يوليو/ تموز الماضي، واعتبر أن الهجوم كان حصيلة تعاون "تحت راية الصليب"، على حد تعبيره، بين نواكشوط وباريس.
ووجه التنظيم، في بيان نشرته مواقع متخصصة في بث بيانات التنظيمات المتشددة، ولم تتمكن CNN من تأكيد صحته، تحذيرات إلى الجيش الموريتاني وإلى من وصفهم بـ"علماء السوء"، كما هدد الرئيس الفرنسي ، الذي وصفه بـ"عدو الله"، مشيراً إلى أنه "فتح باب البلاء" على بلده.
وكانت فرنسا قد كشفت في 23 يوليو/ تموز الماضي، أنها قدمت "دعماً فنياً" لموريتانيا في عمليتها ضد مسلحين مشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، وأضافت وزارة الدفاع الفرنسية، في بيان، أن العملية التي نفذتها القوات الموريتانية "جعلت من الممكن تحييد الجماعة الإرهابية، وإفشال خططها بمهاجمة أهداف موريتانية."
وبعد ذلك بأيام، أعلن تنظيم القاعدة في شريط فيديو تصفية فرنسي كان محتجزاً لديه كرهينة رداً على العملية.
وعلى صعيد مواز، يشن الجيش الموريتاني حملة عسكرية ضد مواقع تابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، في شمال دولة مالي المجاورة، في مواجهات اندلعت منذ الجمعة.
وأفادت الوكالة الموريتانية للأنباء بأن المعارك ما زالت مستمرة بين قوات "الجيش الوطني" و"الإرهابيين"، في بلدة "عرش هندي" (حاسي سيدي)، في شمال مالي، وذكرت أن المعارك أسفرت، حتى اللحظة، عن مقتل 12 "إرهابياً" على الأقل، وخمسة من أفراد القوات الموريتانية.