بدأت يوم الاحد جولة الاعادة في انتخابات مجلس الشعب المصري دون مشاركة جماعة الاخوان المسلمين وحزب الوفد اللذين أعلنا مقاطعتها بعد الجولة الاولى التي قالا انها زورت بينما قالت الحكومة ان مخالفات محدودة وقعت بها.
وقال التلفزيون الرسمي ان مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (0600 بتوقيت غرينتش). وتغلق مراكز الاقتراع في الساعة السابعة مساء (1700 بتوقيت جرينتش).
يجري التنافس على 283 مقعدا في جولة الاعادة من بين 508 مقاعد يتم شغلها بالانتخاب في مجلس الشعب ويعين رئيس الدولة عشرة أعضاء.
ويتوقع أن يحقق الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم فوزا ساحقا.
وقال حزب الوفد ان أيا من المؤهلين من أعضائه لجولة الاعادة لن يخوضها وان الحزب سيفصل من عضويته من ينافس منهم.
وقالت وزارة الداخلية في موقعها على الانترنت يوم السبت ان أعضاء في جماعة الاخوان المسلمين خطفوا مرشحا مؤهلا للاعادة ينتمي للجماعة لكن الجماعة نفت ذلك.
واكتسح الحزب الوطني الجولة الاولى وطالب حزب الوفد اثنين من مرشحيه فازا فيها بترك عضوية المجلس والا فصلهما من عضويته. لكن ثمانية مرشحين عن الحزب مؤهلين للاعادة من بين تسعة يخوضون جولة الاعادة لكن بصفة مستقلين.
وقال معتز صلاح الدين المتحدث باسم رئيس حزب الوفد ان الحزب سيفصل من عضويته كل من يخوض انتخابات الاعادة من أعضائه.
وقال مندوب من رويترز ان رجال شرطة منعوا ناخبين من دخول لجنة انتخاب في قرية رياض باشا بمحافظة بني سويف. وقال مندوب عن مرشح في اللجنة ان عمليات حشو صناديق جارية لمصلحة المرشح المسيحي عن الحزب الوطني ايهاب يوسف نسيم الذي ينافسه مرشح اخر من الحزب الوطني هو علي البكري سليم.
لكن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في محافظة بني سويف المستشار عبد الناصر محمد نفى منع ناخبين من دخول أي لجنة اقتراع. وقال لوكالة أنباء الشرق الاوسط "ما تم هو تنظيم عملية تدفق الناخبين مع التزاحم الكبير لانصار مرشحي الحزب الوطني ايهاب نسيم وعلي البكري."
ويتنافس مرشحون عن الحزب الوطني في العديد من الدوائر فيما كان أسلوبا اتبعه الحزب لتفتيت الاصوات في الجولة الاولى وتفويت فرصة الفوز خلالها على جماعة الاخوان المسلمين كما قال مسؤولون في الحزب.
وقال محللون ان الدفع بالعديد من المرشحين لمقعد واحد من الحزب الوطني استهدف الحيلولة دون انشقاق أبناء قبائل وعشائر ينتمي اليها مرشحون على الحزب وقيامهم بدعم مرشحين مستقلين أو اخوان.
وقال عمرو حمزاوي من مركز كارنيغي للشرق الاوسط في بيروت "المصالح والمنافع الشخصية هي الدوافع الرئيسية وراء الانضمام للحزب الوطني. هناك دائما تنافس بين مرشحين من الحزب يصل الى حد استعمال العنف."
ويقول المحللون ان العزوف سمة للناخبين في الانتخابات العامة المصرية.
وقال منصور عبد الفتاح (22 عاما) في القاهرة "أنا مقاطع الانتخابات طبعا لانها خدعة وهزلية وهذا واضح لاي أحد متابع الانتخابات."
وأضاف عبد الفتاح وهو من أنصار جماعة الاخوان المسلمين انه لن يعود في هذه الجولة الى موطنه الانتخابي مدينة المنصورة ليدلي بصوته.
وتابع "أحيي قرار الاخوان بالمقاطعة وأيضا أحيي حزب الوفد."
وقال عبد الله هيكل الذي يعمل في خدمة الاسعاف وهو في منتصف الاربعينات من العمر لمندوبة رويترز في مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية بدلتا النيل "أنا لن أنتخب. أنا في طريقي الى العمل. الانتخابات ليست شغلي الشاغل لكنه العمل."
ويعزو المحللون العزوف الى ضعف النزاهة في عمليات الاقتراع والفرز واعلان النتائج.
لكن الحكومة تقول ان المخالفات فردية وليس من شأنها وصم العملية الانتخابية بالبطلان.
ولم تحقق جماعة الاخوان المسلمين أي مكسب في الجولة الاولى وتخلت عن فرص الفوز بمقاعد في الجولة الثانية بانسحابها. وكان 27 من مرشحيها مؤهلين للاعادة.
وفي انتخابات مجلس الشعب عام 2005 شغلت الجماعة 88 مقعدا في المجلس مثلت نحو خمس المقاعد وبرزت كأقوى قوة معارضة في البلاد منذ نحو نصف قرن.
ويخوض مرشحو الجماعة الانتخابات العامة مستقلين تفاديا لحظر مفروض عليها منذ عام 1954 بعد محاولة نسبت اليها لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وتقول جماعة الاخوان ان تقليص تمثيلها في البرلمان يشجع على التشدد.
وقالت منظمات تراقب حقوق الانسان ان مخالفات واسعة شابت الجولة الاولى من بينها حشو الصناديق وتخويف ناخبي المرشحين المعارضين من خلال "بلطجية" مأجورين.
وقال أشرف بلبع من حزب الوفد "أظهرت الجولة الاولى أن الحزب الوطني لن يفسح أي مجال للمعارضة. مجلس الشعب الجديد ليس مجلسا للشعب. انه ببساطة لجنة تابعة للحزب الوطني الديمقراطي لها هدف واحد هو تأمين الخلافة الرئاسية في اقتراع عام 2011."
وكان الفوز الساحق للحزب الوطني في الجولة الاولى مفاجأة. وكان محللون سياسيون توقعوا فوز الاخوان المسلمين بعدد من المقاعد على الاقل.
ويقول محللون ان السلطات تريد تقليص عدد المعارضين في البرلمان لضمان انتخابات رئاسية هادئة العام المقبل.
ولم يقل مبارك (82 عاما) انه سيرشح نفسه لفترة رئاسة جديدة وليس هناك خليفة واضحا له. ومنذ ثورة يوليو عام 1952 الى الان شغل المنصب ضباط من الجيش.
ويقول مسؤولون في الحزب الوطني ان مبارك الذي تثير صحته القلق منذ عملية جراحية لاستئصال الحويصلة المرارية في اذار / مارس سيرشح نفسه لفترة سادسة اذا كان بصحة جيدة. ويرجح مصريون كثيرون أن يرشح جمال مبارك (46 عاما) نفسه للمنصب لكن تأييد القوات المسلحة له غير واضح.
وفي الجولة الاولى لم يفز سوى 12 من خارج الحزب الوطني أغلبهم مستقلون. وحصل الحزب الوطني على 209 مقاعد.
وقالت الولايات المتحدة وهي حليف وثيق لمصر وتقدم لها مساعدات سنوية كبيرة انها "مستاءة" مما جرى في الجولة الاولى.
وانتقدت المحكمة الادارية العليا امتناع اللجنة العليا للانتخابات عن تنفيذ أحكام أصدرتها محاكم القضاء الاداري بدرجتيها الاولية والاستئنافية بالغاء الانتخابات في عديد من الدوائر. وقالت في بيان يوم السبت ان امتناع اللجنة العليا للانتخابات عن تنفيذ الاحكام يبطل نتائج الانتخابات في تلك الدوائر.
وما زال مستثمرون يراهنون على انتقال هاديء للسلطة لكنهم يقولون ان الحكومة تسببت في بعض القلق قبل انتخابات الرئاسة من خلال اخراج كل المعارضة تقريبا من مجلس الشعب.
وقال جون سفاكياناكس رئيس منطقة الشرق الاوسط في بنك كريدي أجريكول " تحول الحكومة الى القبضة الحديدية في نهجها ليس أبدا علامة طيبة في وقت يمكن أن يكن فيه ذلك ضعفا لا قوة."
وقال ان ذلك يمكن أن يضرب الاقبال الاجنبي على الاسهم على الرغم من أن أذون الخزانة تظل جذابة بسبب العائدات العالية عليها.
وانخفض مؤشر الاسهم الرئيسي المصري بنسبة أربعة في المئة منذ صعوده الى 7000 نقطة قبل خمسة أيام من الجولة الاولى.