يكثر الحديث عن "زوجة ناشز" وشرح طرق تأديبها، لكن قلّ من الناس من يتحدث عن "الزوج النشاز" وكيفية تأديبه، والمطلع على نصوص الفقهاء سيجد أن هناك تأديبًا للزوج، وهو ما يقوم به الحاكم أو القاضي أي سلطة الدولة.
شهدت أروقة المحاكم المصرية مؤخرًا أول "إنذار طاعة" ضد "زوج نشاز" وهو ما أثار جدلًا في الشارع المصري بين مؤيدٍ ومعارضٍ، ودون أن يخلو الأمر استغراب البعض وسخرية آخرين.
وجاء في التفاصيل التي تناقلتها وسائل إعلام محلية في مصر، فجّرت المحامية إيمان محسن قضية "الزوج الناشز" لأول مرة في تاريخ القضاء المصري معربة عن أملها في أن يتحول هذا "الإنذار" إلى بند رسمي في قانون الأسرة.
وذكرت المحامية إيمان بأنها وجهت "إنذار طاعة" ضد "زوج ناشز" لقيامه بطرد زوجته من مسكن الزوجية وفرق بين أولادها وأخذ الأولاد وترك الفتيات.
وعرفت المحامية إيمان في مرافعتها "النشوز" بأنه هو الخروج عن المألوف، خاصة أن بين كل زوجين حقوقًا وواجبات، ومن يخرج منهما عن هذا يعد ناشزًا، وورد عن الأئمة الأربعة أنه تم إثبات نشوز الزوج، وكان يؤدبه القاضي حال إثبات النشوز.
ونبهت المحامية إلى أنه للزوج أن يؤدب زوجته الناشز بالوعظ ثم الهجر ثم الضرب الخفيف، ولكن الزوجة لا يحق لها تأديب زوجها الناشز.

الزوج النشاز
بينت المحامية إيمان بأن الزوج أرسل إنذارًا لزوجته على بيت وهمي غير الذي أنجبت فيه أولادها، موضحة أنه من المعتاد يكون إنذار الطاعة للزوجة.
وذكرت بأنها عددت في إنذار الطاعة وجوه النشوز عند الزوج، منها التفرقة بين الأولاد والطرد من المسكن الزوجي الشرعي، وإضرار الزوجة بالإهانة والأذى النفسي والحرمان من أهلها والبخل في الإنفاق.
وطلبت المحامية من الزوج الحل الودي، وهو الطلاق خلال 15 يومًا مقابل تنازلها عن حقوقها الشرعية، وأن يترك أولادها في بيت الحضانة، ويترك لهم النفقة الشهرية التي يرتضيها للإنفاق على أولاده، ويكون ملزما بمصاريف المدرسة.
وذكرت أن الإنذار يثبت حسن نية الزوجة، وتسهل على القاضي بيان أوجه المشكلة، لافتة إلى أنها أرفقت مستندات وأدلة، في الإنذار.
وأضافت: "لا يوجد نص قانوني لهذا السند الشرعي لإثبات نشوز الزوج، والمشرع أغفله، على الرغم من وجود مساواة في كتاب الله حتى في النشوز بين الرجل والمرأة، ولكن مع ظهور إنذار بنشوز الزوج، ربما يثار الرأي العام، وأي قانون عموما موجود بدأ بفكرة".
تأديب الزوج النشاز
يجد المطلع على وسائل تأديب الزوج الناشز أنها أكثر من وسائل تأديب الزوجة الناشز، والذي يتم من قبل القاضي لأن قيام المرأة بتأديب زوجها خرق للحياة الزوجية وانهدام لها،
وسائل تأديب الزوج النشاز
إذا اشتكت الزوجة زوجها أنه يسيء عشرتها ويؤذيها أو يضربها، فلها أن ترفع أمرها إلى القاضي إن لم يصلح التحكيم بين الزوجين، وأهم الوسائل التأديبية التي يقوم بها القاضي ما يلي:
- أولًا: التحقق والمنع بمراقبة الجيران الصالحين الذين يقومون بالمراقبة الاجتماعية، وهم يخبرون القاضي بصحة كلامها من عدمه؛ حتى تثبت الدعوى.
- تانيًا: الوعظ والتهديد
- ثالثًا: التعزير من قبل القاضي بما يراه رادعًا له عما فعله مع زوجته من نقصان حق أو تعد أو ضرب أو شتم ونحوه.
- رابعًا: إجبار الزوج على رد الحق فإذا منع الزوج زوجته حقًا لها، مثل النفقة أو القسمة العدل بين زوجاته، ألزمه القاضي بالنفقة أو العدل في القسمة؛ بشرط أن تطلبه، وإنما يجبره القاضي على ذلك لعجز المرأة عن استيفاء حقها.
- خامسًا: الفصل في المعيشة بينهما ومن وسائل تأديب الزوج إن تعدى على زوجته، وخافت المرأة ظلم الرجل أو ضربه أو إساءته أن يفصل القاضي بينهما في المعيشة حتى يعود الزوج إلى رشده.
الأعراس الملكية الأردنية: فستان زفاف الملكة رانيا
رسومات لشخصيات شيعية في شوارع عمان تثير غضب الأردنيين