ملهم فيلم "ذا ترمينال".. وفاة إيراني علق في مطار باريس 18 عامًا

تاريخ النشر: 13 نوفمبر 2022 - 05:17 GMT
مهران كريمي ناصري
مهران كريمي ناصري

توفي مهران ناصري ، اللاجئ الإيراني العالق في مطار شارل ديغول في العاصمة الفرنسية منذ 18 عامًا، إثر نوبة قلبية أصابته يوم أمس السبت عن عمر يناهز الـ77 عامًا.

وكشفت وسائل إعلام فرنسية أن الشرطة والكوادر الطبية في المطار الفرنسي لم تنجح في إنعاش قلب اللاجئ مهران حيث كان يقيم في مبنى الركاب 2F بالمطار الفرنسي.

وأشارت التقارير الفرنسية إلى أن مهران، المشهور باسم سير الفريد مهران، كان يعيش في مبنى الركاب 2F مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة من حياته، فيما قال متحدث باسم المطار أن الوفاة كانت لأسباب طبيعية.

"مهران ناصري"

اللاجئ الإيراني مهران ناصري

قصة مهران كريمي ناصري

وبدأت قصة اللاجئ الإيراني مهران في عام 1988 حين رفضت بريطانيا منحه اللجوء السياسي كلاجئ، على الرغم من أمه اسكتلندية وأجبرته على العودة إلى مطار شارل ديغول الفرنسي حيث عاش في المبنى رقم 1 لمدة 18 عامًا.

وأمضى مهران سنواته داخل المطار بين القراءة وكتابة المذكرات ودراسة الاقتصاد إلى أن غادر المطار لأول مرة في عام 2006 حين أدخل إلى المستشفى لتدهور حالته الصحية.

فيلم المحطة – ذا ترمينال

"فيلم المحطة ذا ترمينال توم هانكس"

أصبح مهران كريمي ناصري وضعه غير التقليدي مصدر إلهام لفيلم ستيفن سبيلبرغ "المحطة – The Terminal" الذي صادر عام 2004، من بطولة النجم توم هانكس الذي روى قصة رجل من أوروبا الشرقية يقيم في مطار جون إف كينيدي بنيويورك بعد رفض دخوله إلى الولايات المتحدة.

في عام 2003، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن سبيلبرغ قد اشترى حقوق قصة حياة ناصري من خلال شركة إنتاجه DreamWorks، ودفع ما يقرب من 250 ألف دولار.

فيلم ضائع في الترانزيت

كما كانت قصة اللاجئ الإيراني مهران مصدر الإلهام للفيلم الفرنسي "ضائع في الترانزيت - Tombés du ciel" والذي صدر عام 1993 من بطولة الممثل الفرنسي جاك روكفورت.

وتحكي قصة فيلم "ضائع في الترانزيت"، قصة رجل مكث في أحد المطارات لعدة أيام بعد أن فقد جواز سفره.

كما كان مهران ناصري أيضًا موضوع العديد من الأفلام الوثائقية والملخصات الصحفية.

كتاب "رجل المحطة"

"كتاب رجل المحطة"

كما كتب مهران ناصري سيرة ذاتية بعنوان "رجل المحطة -The Terminal Man" والتي نُشرت عام 2004، أي في الوقت الذي كان ما يزال يمكث في المطار وذلك بمساعدة الكاتب البريطاني آندرو دونكين.

وبعد سنوات، حوّلت سيرة "رجل المحطة" إلى كتاب نشر في كل من بريطانيا، ألمانيا، بولندا، اليابان والصين، وقد وصفته جريدة التايمز اللندنية بأنه "كتاب رائع ومزعج جدًا".

من هو مهران ناصري

ولد مهران ناصري في عام 1945 في مدينة مسجد سليمان الإيرانية لأب إيراني يعمل طبيبًا في شركة النفط الإنجليزية الفارسية وأم أسكتلندية كانت تعمل ممرضة.

في عام 1973، انتقل ناصري للعيش في بريطانيا من أجل استكمال دراسته في جامعة برادفورد والحصول على شهادة في الدراسات اليوغوسلافية، وبعد عام شارك في مظاهرة انطلقت في لندن ضد شاه إيران محمد رضا بهلوي.

وفي عام 1975، اضطر مهران العودة إلى إيران بسبب ضائقة مالية وعند وصوله إلى مطار طهران اقتيد إلى سجن إيفين من قبل الشرطة السرية الإيرانية وسجن وتم تعذيبه لمدة أربعة شهور، نُفي بعدها إلى خارج الوطن طالبًا اللجوء إلى عدد من الدول الأوروبية ومنها ألمانيا وفرنسا وهولندا وإيطاليا لكن طلبه قوبل بالرفض.

وفي عام 1980، سمحت السلطات البلجيكية لمهران بالدخول إلى أراضيها بعد أن وافقت مفوضية اللاجئين العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وعاش هناك 6 سنوات ثم قرر العيش في بريطانيا، وأثناء تواجده في محطة القطارات في باريس متوجهًا إلى شارل ديغول فقد أوراقه الثبوتية كاملة لكنه نجح في ركوب الطائرة متوجهًا إلى لندن لكن موظفي مطار هيثرو رفضوا إدخاله وأعادوه إلى المطار الفرنسي وبقي هناك لمدة 18 عامًا.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن