حالة من الجدل شهدتها منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي خلال الساعات القليلة الماضية بعد اتهام إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ ماهر المعيقلي باتباع الماسونية المعروفة بغموض النشأة والأهداف وبسرعة الانتشار والنفوذ.
وبدأت الحكاية المُفبركة بالانتشار في منصة "إكس"، تويتر سابقًا، من خلال مقطع فيديو يحمل عنوان "مُضلل" ويدعي متداوله بأن الشيخ ماهر المعيقلي من أفراد الحركة الماسونية وبأنه يمارس طقوسًا ماسونية داخل الحرم المكي.
وأظهرت اللقطات المتداولة الشيخ المعيقلي وهو يهم بالجلوس على سجادة الصلاة أمام الكعبة المشرفة، وذلك استعدادًا للتحدث مع أحد الأشخاص، قبل أن يقف ويبدأ بالسلام عليه والترحيب به.
وزعم متداولو هذه الإشاعة المضللة بأن الشيخ ماهر المعيقلي كان قد قام بإيماءة بيده شبيهة إلى حدٍ كبير برموز الحركة الماسونية الشهيرة.

وأثارت اللقطات المتداولة بكثرة حالة من الجدل في منصات التواصل الاجتماعي، بين مشككٍ ومؤيدٍ ومعارضٍ.

ففي الوقت الذي زعم عددٌ من النشطاء أن الشيخ المعيقلي تعمد القيام بهذه الإماءة داخل الحرم المكي، ذكر آخرون أن ما قام به يمكن تفسيره بحسب لغة الجسد، فلكل شخص لغة غير تلك التي يتحدث بها، وتسمى اللغة غير اللفظية، فبواسطة تحريك قسمات الوجه واليدين والأصابع في أثناء الكلام والحديث، يمكن فهم طبيعة الشخص، إذا ما كان عاطفيًا أو حازمًا أو مترددًا.
كما تداول العديد من رواد منصات التواصل الاجتماعي صورًا كانت قد التقطت سابقًا للإمام والشيخ المعيقلي والتي ظهر فيها وهو يقوم بـ"الإماءة" ذاتها، في دليل واضح وصريح على أنها إماءة غير متعمدة، وبأنها جزءًا من شخصيته، وما هي إلا حركة عفوية يقوم بها دومًا.

مثلث القوة

ووفقًا لدراسات المُختصة بـ لغة الجسد، يمكن الإدراك أن حركة يد الإمام المعيقلي داخل الحرم المكي تشبه إلى حدٍ كبير الحركة التي اشتهرت بها مستشارة ألمانيا السابقة أنجيلا ميركل، وباتت تعرف بـ "معين ميركل" أو مثلث القوة.
ويُعرّف مثلث القوة بأنها حركة يدوية تتم عن طريق وضع اليدين أمام المعدة، بحيث تلتقي أطراف الأصابع، وتشكل إصبعي الإبهام والسبابة شكلًا رباعي الزوايا خشنًا.
تم وصف هذه الإيماءة المميزة لأنجيلا ميركل، مستشارة ألمانيا السابقة، بأنها "من المحتمل أن تكون واحدة من أكثر إيماءات اليد شهرة في العالم".