شهدت منصات التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية نقاشًا شديد اللهجة حول كتاب يحمل اسم "قوامون على الرجال"، يجرى الترويج له في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، المُقام في حرم جامعة الملك سعود في الفترة من 25 أيلول/سبتمبر وحتى 5 تشرين الأول/أكتوبر 2024.
ويُناقش الكتاب، لمؤلفه إبراهيم منيف، التغييرات الجذرية في المجتمع، وخاصة دور المرأة الذي شهد تطورًا ملحوظًا، مما أثار تساؤلات حول من الأحق بالقوامة في هذا الزمن.

ووفقًا لمُلخص الكتاب، تمت الإشارة إلى أن الكتاب يسلّط الضوء على مفهوم القوامة، ويعيد تعريفها وصياغتها في قالب يتواكب مع معطيات هذا العصر، الَّذي تغير فيه المجتمع تغيرًا جذريًّا. ففي السَّابق كان للقوامة تعريفٌ واحدٌ فُرِضَ على المجتمع قولًا وفعلًا، حتى جرى استئناس المعنى المفروض عليه، وأصبح من المسلّمات التي لا تقبل الجدل.
كما أشار ملخص الكتاب إلى أن المرأة اليوم نالت حقوقها وأصبحت شريكًا وعضوًا فعّالًا فِي المجتمع، فقد نشأ صدام اجتماعي وثقافي بشأن مَن الأحق بأنَّ تكون له القوامة؟ ولم يعد التعريف القديم لها قادرًا على مواجهة هذا التغيير، ولذلك هبط معنى القوامة من مستوى المسلّمات إلى مستوى الجدليات.
وعلى ضوء ما سبق، فقد أصبح من الضروري نقد التعريف القديم للقوامة، وإعادة تعريف القوامة بما يتواكب مع هذا العصر، وتحديد الأحق بها، ومتطلباتها وشروطها.
كتاب قوامون على الرجال
ووفقًا لما يجري تداوله عبر وسم #قوامون_على_الرجال، فقد أبدى بعض من المغردين استياءهم من عنوان الكتاب، رغم عدم قراءتهم لفحواه، وعما إذا كان يتضمن إساءة لتعاليم الدين الإسلامي أم لا.
ورأى أن عنوان الكتاب يُعد تحريفًا للقرآن الكريم، بقوله تعالى في سورة النساء: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ٣٤﴾ [النساء:34].

وطالب أحد المغردين بضرورة التزام كل من يمارس نشاطًا أو مهنة في مجال الإعلام المرئي والمسموع التقيد بضوابط المحتوى الإعلامي في المملكة وبخاصة ما يأتي:
الالتزام بما ورد في سياسية المملكة الإعلامية
عدم التعرض بالتجريح أو الإساءة أو الطعن في الذات الإلهية أو الملائكة أو القرآن الكريم أو الأنبياء أو زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو الصحابة وكل ما يمس ثوابت الشرعة الإسلامية


في المقابل، راح البعض نحو مناقشة مفهوم "القوامة في العصر الحديث"، والتساؤلات التي قد يُحدثها الكتاب في أذهان القرّاء، فيما اعتبره البعض مجرد عنوان مثير للجدل يهدف الكاتب منه إلى لفت الأنظار وتحقيق المزيد من الشهرة وزيادة في المبيعات.