في الوقت الذي ما تزال فيه مدينة درنة الليبية تلملم جراحها جراء الكارثة التي تعرضت لها في العاشر من سبتمبر الماضي بعدما جرفت السيول والفيضانات ثلث مساحتها إلى البحر وقتلت الآلاف، يعيش أهالي المدينة المنكوبة مأساة جديدة.
وبينما تصارع فرق الإنقاذ المحلية والأجنبية الزمن من أجل العثور على الضحايا ودفنهم بشكلٍ لائق في قبور سليمة ومتنية، استغاث سكان مدينة درنة المنكوبة بعد نبش الحيوانات المفترسة قبور ضحايا.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي التقطها أهالي المدنية مشاهد مروعة للعدد من القبور الجماعية التي جرى نبشها بطريقة مؤذية ومؤلمة من قبل الحيوانات المفترسة المنتشرة في أنحاء المدينة.
واستغاث أهالي المدينة العالم توفير المعدات اللازمة لبناء قبور متنية تحفظ حرمة الجثث التي تضمها، وتحميها من الحيوانات المفترسة أو الانجراف في حال تعرضت المدينة لكوارث بيئة في المستقبل.
مقابر جماعية في درنة
وكانت فرق الإغاثة في ليبيا قد أعدت على عجالة مقابر جماعية لدفن المئات من الجثث التي انتُشلت جراء الفيضانات العارمة التي دمرت مناطق في مدينة درنة الساحلية في أعقاب عاصفة دانيال المدمرة في العاشر من سبتمبر الماضي.

وكشفت فرق الإغاثة صعوبة إيقاف عمليات الدفن الجماعي في ذلك الوقت مع تزايد أعداد ضحايا إعصار دانيال وما تسببه من حدوث فيضانات وسيول مدمرة جرفت أكثر من ثلثي المدينة إلى البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت حينها أن عمليات الدفن الجماعي تتم للجثث دون الكشف عن هويتها لصعوبة الأوضاع هناك، فيما تم وضع أكواد لتسهيل سحب عينات والتعرف على ذويها لاحقًا.
وكان وزير الصحة في الحكومة المكلفة من مجلس النواب عثمان عبد الجليل قد أعلن في 16 سبتمبر الماضي أنه تم دفن 3166 متوفى في مدينة درنة، في حين تشير بعض التقديرات إلى وفاة وفقدان نحو 15 ألفا ونزوح نحو 30 ألفا من السكان الذين كان يقدر عددهم بنحو 100 ألف حتى حلول الإعصار.
