كان قصر كونستانتينوفسكي ببطرسبوغ، المعروف أيضًا باسم قصر المؤتمرات، مكانًا لأول زيارة تاريخية لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد إلى روسيا منذ أن أصبح رئيسًا في 14 مايو الماضي، وكذلك كأول زعيم عربي يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ اندلاع الحرب مع أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وحظيت زيارة بن زايد إلى موكسو على اهتمام إعلامي بارز، خاصة وأنها جاءت في وقت يسعى فيه العالم أجمع إلى مواجهة التوتر الأمني المصاحب للحرب الروسية الأوكرانية وتبعاتها على مستوى الطاقة والغذاء، وهو ما يعكس ثقل دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحتين الإقليمية والدولية.
بوتين يتحدث العربية مع بن زايد
بعيدًا عن السياسية، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي مع الجانب البروتوكولي في اللقاء الذي جمع الزعيمين، وركزوا على الطريقة التي استقبل فيه بوتين ضيفه العربي.
وخلال اللقاء، اختار الرئيس الروسي الرد بـ"اللغة العربية" على التهنئة الخاصة التي تلقاها من الرئيس محمد بن زايد بمناسبة يوم ميلاده الذي صادف يوم الجمعة الماضي، 7 أكتوبر.
وبحسب مقطع الفيديو المتداول، وجه الشيخ بن زايد تهنئة خاصة للرئيس الروسي، وقال له: "حضرة الرئيس أنا سعيد جدًا بلقائك وأهنئك بعيد ميلاد سعيد إن شاء الله بالعز وطول العمر"، ليرد عليه بوتين بكلمة "شكرًا".
وعبّر العديد من المغردين على موقع التدوين "تويتر" عن مشاعر الفخر والاعتزاز لحرص الرئيس الروسي على الإجابة باللغة العربية، واهتمامه بأدق التفاصيل لدى استقباله الضيف العربي.
كما اعتبر بعض المغردين أن استخدام بوتين للكلمة العربية دليلًا على عمق العلاقات التى تجمع بين روسيا والإمارات، وأعادوا نشر مقطع فيديو سُجل قبل 4 سنوات حين كسر بوتين البروتوكول الدولي وقام بفتح باب المركبة باب للشيخ محمد بن زايد آل نهيان حين كان وليًا لعهد أبو ظبي.
يذكر أن لقاء بوتين بالشيخ محمد بن زايد جاء بعد أيام من قرار أوبك+ وحلفائها، بما في ذلك روسيا، بخفض الإنتاج اليومي للمجموعة بمقدار مليوني برميل، مما أغضب الولايات المتحدة.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، ناقش بوتين والرئيس الإماراتي محمد بن زايد، خلال الزيارة التاريخية العديد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وأشار الشيخ بن زايد خلال اللقاء إلى أهمية بذل الجهود للبحث عن حلول سياسية للأزمات والتوترات، وكذلك الوصول إلى أرضية مناسبة لكل الأطراف للتحاور من أجل حل الأزمة الأوكرانية، مؤكدًا على سياسة بلاده الداعمة للسلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية.
