شهدت جامعة اليرموك، في محافظة إربد شمالي العاصمة الأردنية عمان، موجة من الغضب والاستنكار بعدما انتشرت أنباء عن إساءة أحد أعضاء هيئة التدريس لمقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، دون تحري الدقة أو حتى التحقق من مصدر هذه المعلومات.
ووفقًا لوسائل إعلام محلية في الأردن، فقد ذكرت مصادر من داخل الجامعة أن الأستاذ الجامعي (ع.ج) أساء لمقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أمام جميع الطلبة، وهو ما أثار ردود فعل قوية من قبل الطلبة، حيث عبّر العديد منهم عن استيائهم واستنكارهم لهذه الإساءة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويعتذر موقع "البوابة" الإخباري، عن إعادة نشر الإساءة التي يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع سوء الفهم الذي تعرض له الأستاذ الجامعي.

فور انتشار ما قيل بأنه "إساءة"، طالب رواد منصات التواصل الاجتماعي بالتحقيق مه الأستاذ، وطالبوه باحترام الدين الإسلامي وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
من جهته قال رئيس جامعة اليرموك د. إسلام مساد، لوسائل إعلام محلية أن رئاسة الجامعة قررت تشكيل لجنة للتحقق مما تم تداوله عبر وسائل التواصل بخصوص إساءة أحد أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكد المساد أن جامعة اليرموك لا تسمح بالإساءة للنبي محمد، بل تسعى لغرس قيمه وهديه بين الطلبة، وأن قنوات تقديم الشكاوى مفتوحة لجميع الطلبة، وسيتم اتخاذ الإجراءات من خلالها.
وأضاف المساد : "كان من الأولى تقديم شكوى من خلال القنوات الرسمية، عوضًا عن النشر عبر مواقع التواصل".
هل أساء الأستاذ الجامعي للرسول محمد؟
تواصلت إذاعة حسنى الأردنية مع الأستاذ الجامعي المعني بهذا الشأن، والذي بدوره نفى الإساءة للنبي محمد، مؤكدًا أن المحاضرة التي ألقاها أمس كانت عن مناعة الجسم، لكنها أُخِذت بطريقة مختلفة.
وأوضح أنه استشهد بموقف نزول القرآن على نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- والحديث الذي دار بينه وبين جبريل عليه السلام، وقرأ آيات من سورة العلق: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"
وأردف الدكتور قائلًا: "بعد 2000 عام على نزول هذه الآية وما زلنا أمة لا تقرأ، وإذا قيل لطالب اقرأ وتعلم، يقول ما أنا بقارئ، يجب أن نتخلص من الجهل بالقراءة والعلم".
وبين أنه استشهد بهذه القصة لحث الطلبة على العلم والمعرفة والقراءة، قائلًا لهم إن القراءة هي التي تنتج المعرفة والتي من خلالها يستطيع الطبيب تحديد أوجاع مرضاه والتخفيف عنهم.
وقال إن الطالب الذي نشر هذه الإشاعة والتهمة ليس طالبًا من طلابه وليس من طلبة جامعة اليرموك، مستهجنًا كيف وصلت له المعلومة ولماذا حرفها.
وأكد الأستاذ الجامعي بأنه من بيئة مسلمة، وعائلة ملتزمة بالصلاة، قائلًا: "حاشى أن أسيء لشفيعي، مستذكرًا أنه كان أول من خرج في المظاهرات التي ناهضت تشويه مقام الرسول الكريم عبر الرسومات الكاريكاتورية في بريطانيا."
وختم كلامه: "أسامح بحقي كل من أساء لي، إكرامًا لرسول الله."
ويوصف الأستاذ الجامعي بأنه من أكثر الأستاذة تأثيرًا ضمن تخصصه في عام 2024 وفق تصنيف جامعة ستانفورد، وهو مصنف بأنه من أعلى 2% تفوقا على مستوى الأساتذة في تخصصه على العالم.
كما يعد ثاني أردني في تاريخ الأردن يحصل على عضوية في الجمعية الملكية العلمية البريطانية.