واجهت دار "لوي فيتون" الفرنسية للأزياء الفاخرة اتهاماتٍ بـ "الاستيلاء الثقافي" أو "الاستحواذ الثقافي" بعدما كشفت مؤخرًا عن مجموعتها الجديدة لملابس الشاطئ، والتي تضمنت بلوزة بيضاء مطرزة بنقوش سوداء.
وأثارت إبداعات العلامة الفرنسية، وتحديدًا "البلوزة البيضاء" حفيظة الشعب الروماني، خاصة ممن يعمل في دوائر الموضة والأزياء الذين رأوا بأن التصميم مستوحى بوضوح من الزي التقليدي الروماني.

لكن عند إطلاق المجموعة، لم تعترف لويس فيتون بإلهام التصميم أو تشابهه الواضح مع البلوزة التقليدية الرومانية المعروفة باسم ia أو ie (تُلفظ "إيه").
وأثارت البلوزة “البوهيمية” التي صممها المصمم نيكولا غيسكيير ردود فعل حتى على أعلى مستويات الدولة الأوروبية الشرقية.
ودعا أنصار الثقافة الرومانية إلى تحميل لويس فيتون المسؤولية عن استيلائها على البلوزة وإعطاء الفضل لمن يستحقه، قائلين إنه في حين أنه من المهم تشجيع الإلهام، فمن الأهمية بمكان القيام بذلك بشكل صحيح وعدم نسخ شيء بالكامل.
وبعبارة “لا أقبل أن يُسرق زيُّنا”، طالب حرفيو رومانيا من العلامة الفرنسية سحب التصميم من الأسواق، وذلك خلال مهرجان شعبي أقيم مؤخرًا لتسليط الضوء على هذا الزي.
فيما رأت خياطة تدعة إيوانا ستانيلويو (76 عامًا) في قطعة “فويتون” نسخة “سيئة جدًا” من الزي التقليدي، وسألت “لماذا تسخيف أزيائنا؟”.
جمعية البلوزة الرومانية تتصدى لدار لويس فيتون

وتولّت جمعية تحمل اسم "البلوزة الرومانية" رفع الصوت احتجاجاً على تصميم لويس فيتون الجديد، وهي تطلق منذ عام 2017 حملات عبر الإنترنت تطالب فيها العلامات التجارية بأن "تنسب" لرومانيا أي ملابس مستوحاة من تراثها".
وقالت مؤسسة الجمعية، أندريا تاناسيسكو، أنها ومواطنيها "سعداء" طبعاً بهذا الإبراز غير المتوقع لتراثهم، لكنّ "الناس تألموا لعدم ذكر المصدر". كذلك شعروا بالاستياء لأن هذه البلوزة، المقدسة في نظر الرومانيين، أُدرِجت ضمن مجموعة الشاطئ.
ورأت المرأة البالغة 49 عاماً أن تجنب المشكلة كان ممكناً لو تصرفت الدار بلباقة، و"أمضت وقتًا مع سكان المنطقة وأقامت روابط" معهم.
وليست البلوزة حاصلة على براءة اختراع، لكنّ هذه المهارة الحرفية الرومانية مدرجة منذ عام 2022 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لـ "اليونسكو".
ويُعد "الاستيلاء الثقافي" أو "الاستحواذ الثقافي" هو تبني عناصر ثقافة معينة من قِبل أعضاء ثقافة أخرى، وهذه الممارسة يمكن أن تكون مثيرة للجدل خاصة عندما يستحوذ أعضاء ثقافة مهيمنة على عناصر من ثقافات الأقليات.
في عالم الموضة والأزياء، كان الانتحال الثقافي أمرًا حساسًا ومُحرجًا في كثير من الأحيان، فقد اتُهم العديد من المصممين خاصة المتمركزين في أوروبا بسرقة التصاميم التقليدية لزيادة أرباحهم ومبيعاتهم.