لآلئ الفنون والأفكار الإبداعية تلمع في بيوت "سكة"

أعمال تركيبية ومنتجات مبتكرة وفنون متنوعة تلألأت في فضاءات مهرجان "سكة للفنون والتصميم" الذي ترك بصماته وألوانه على جدران سكيك "حي الفهيدي التاريخي"، متيحاً لزواره فرصة استكشاف إبداعات المواهب المحلية والإقليمية، حيث تشهد نسخته الحادية عشرة التي تختتم فعالياتها في 5 مارس الجاري، تقديم مجموعة مسارات تجريبية وأعمال بصرية فريدة أطل بها شركاء المهرجان لتعريف الجمهور بتنوع الرؤى الفنية والمشهد الثقافي المحلي.
وفي نسخته لهذا العام، افتتحت "دبي للثقافة" "متجر سكة" بالتعاون مع "فن جميل" في بيت سكة (بيت 11)، ليمنح الجميع فرصة الحصول على تشكيلة منتجات وهدايا نوعية صممت بعناية لأجل المهرجان، وتأتي هذه المبادرة لدعم المبدعين الناشئين في الدولة، ومنحهم مساحة خاصة لعرض منتجاتهم، وهو ما يصب في إطار مساعي هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" لدعم الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة. بينما أطلت وزارة التربية والتعليم ببرنامجها "روائع" الذي أطلقته في 2017 بهدف اكتشاف مواهب الطلبة في المجالات الفنية والعمل على تطويرها ورعايتها، وضمن فعاليات "روائع" تعرض الوزارة أيضاً فيلم "البداوة" من إخراج الإماراتي عبدالله الكعبي.
تقنية الهولوغرام
أما وزارة الصحة ووقاية المجتمع، فكشفت في "بيت 5" عن مبادرتها "الفن للصحة" التي تتضمن سلسلة من الأنشطة المبتكرة تعبر عن رسالة البرنامج الوطنــي للتبــرع وزراعــة الأعضــاء "حياة"، كما عرضت أيضاً بين جدران البيت مجموعة لوحات فنية تستند فيها إلى تقنية "الهولوغرام"، فيما جسدت مفهوم الاستدامة عبر تقديمها مجسمات ثلاثية الأبعاد للأعضاء البشرية.
ومن جانب آخر، يمهد معهد الشارقة للفنون المسرحية عبر برنامجه الحافل بورش العمل التدريبية الطريق أمام زوار المهرجان، مقدماً لهم فرصة تطوير مهاراتهم في العمل الجماعي واستخدام الجسد كأحد أشكال التعبير، ويفتح أعينهم على خيارات موسيقية مختلفة تعزز من معرفتهم بأساليب التمثيل والرقص المختلفة. وبين أروقة "سكة" تجلت جماليات مبادرة "مؤسسة كلمات" حيث تشارك بتشكيلة منتجات مستلهمة من طريقة برايل، ويخصص ريعها بالكامل لإنتاج كتب ميسرة للأطفال المعاقين بصرياً.
توازن وقوة
وضمن برنامج فعاليات "سكة"، حجزت طالبات كلية الآداب والصناعات الإبداعية في "جامعة زايد" مساحة خاصة قدمن فيها جدارية "ترجمات الإمارات العربية المتحدة" كتمثيل لتصوراتهن حول طبيعة الحياة في الإمارات باستخدام رسوم مصورة بتقنيات تقليدية واستكشافية وعملية مختلفة، كما شاركت الجامعة أيضاً في برنامج العروض السينمائية، من خلال مجموعة أفلام قصيرة تبرز إبدعات الطلبة.
ووسع مهرجان "سكة للفنون والتصميم" هذا العام من نطاقه ليصل إلى منطقة السيف التي تستضيف جدارية (Cat Of All Trades) التي أبدعها الفنان ستينز من جنوب أفريقيا، ويعكس فيها التوازن والقوة، عبر سرده لرحلة الإنسان من الماضي إلى المستقبل، وفي منطقة السيف، تعرض الأردنية شيرين شلهوب عملها الفني "دوزن ألحاني" بطول 5 أمتار، وفيه اختارت التركيز على النوتة الموسيقية لقدرتها على لفت الأنظار إلى "سكة" وما يمتاز به من أجواء ملهمة ونابضة بالحياة.
تجربة افتراضية
في المقابل، تجلى حضور "خولة آرت غاليري" في المهرجان من خلال الفنانة وداد سالم الكندي، التي استلهمت عملها "محبوب من الإنسان والأرض" من علاقتنا بالشجرة، بوصفها أقدم رموز الطبيعة، وجزءاً من التراث الإماراتي. أما كلية التكنولوجيا، فقدمت في نسخة المهرجان لهذا العام العمل الجماعي "انسجام وتفاهم" الذي حمل بصمات كل من الفنانين الإماراتيين سيف سعود الريامي، وحمد الجسمي، ومحمد أحمد الظنحاني، والعمل عبارة عن تصوير فوتوغرافي مفاهيمي، يبرز طبيعة الاختلاف في الشخصية الإنسانية والدور الذي يلعبه الشغف والمواقف والاهتمامات في تكوينها.
ولم يغب مركز محمد بن راشد للفضاء عن فعاليات المهرجان، حيث قدم تجربة افتراضية تتيح لزوار المهرجان فرصة السفر إلى الفضاء واستكشافه، ليعكس ذلك رؤية الإمارات الطموحة في مجال الفضاء واستراتيجيتها الرامية لترسيخ مكانتها في هذا القطاع.
خلفية عامة
هيئة الثقافة والفنون في دبي
تم إطلاق هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) في 8 مارس 2008 بموجب قانون أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. ويأتي إطلاق هيئة الثقافة والفنون في دبي في إطار خطة دبي الاستراتيجية 2015 التي تهدف إلى تعزيز مكانة الإمارة كمدينة عربية عالمية تساهم في رسم ملامح المشهد الثقافي والفني في المنطقة والعالم.