تزايد الوعي في مصافي التكرير الخليجية بقدرة التكنولوجيا الرقمية على إطلاق الإمكانيات غير المستغلة على مستوى القطاع

أظهرت نتائج الدراسة التي أجراها الاتحاد الخليجي للتكرير GDA بالتعاون مع بوسطن كونسلتينج جروب، أن مصافي التكرير في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي تتجه نحو تحويل اهتمامها للاستفادة من التطبيقات الرقميّة وذلك انطلاقاً من إدراكها للمزايا والفوائد التي تقدمها تلك التطبيقات وقدرتها على إحداث نقلةً نوعية في نماذج عمل القطاع إلى جانب أهميتها المتزايدة لتحقيق التقدّم في العصر الرقمّي.
وتشير الدراسة إلى أنه وبالرغم من قلة شركات النفط الإقليمية في دول الخليج العربي التي لجأت إلى ضخ استثمارات واسعة النطاق في مجال التقنيات الرقميّة؛ إلا أن 88% من مصافي التكرير في الخليج التي شاركت في الاستبيان تُدرك أن عدم استثمارها يُشكّل مخاطر عدة مثل عجزها عن تحسين هوامش الأرباح والحد من ميزاتها التنافسيّة.
وقال الأمين العام للاتحاد الخليجي للتكرير المهندس عوده الأحمدي أن : "الدراسة ركّزت على 67% من مصافي التكرير في دول الخليج العربي التي تتطلع إلى معالجة اثنين من أبرز التحديات التي تواجهها بالاستفادة من التقنيات الرقميّة هما: الموثوقية وتحسين المنتجات، فضلًا عن ذلك، فقد رأى 19% من المشاركين أنه يمكنهم تحسين المحافظة على المعرفة، بالاستفادة من الأمن الإلكتروني (10%) والسلامة (4%)، وهذا يلّخص توجه مصافي التكرير إلى التقنية الرقميّة لمعالجة تحدياتها."
وعلى الرغم من الوعي العام بالتقنية الرقمية على مستوى قطاع التكرير، إلا أن الافتقار إلى الاستراتيجيات الرقميّة المتكاملة، والخوف من المجهول هما عائقان رئيسيان يقفان أمام التطبيق الرقمي. ومنها أن الاستثمار في التطبيقات الرقميّة الحالية يُعدُّ مجازفةً كبيرة؛ حيث أشار 50% من المشاركين إلى أن الافتقار إلى التقنية التي أثبتت جدواها هو أكبر مخاطر الاستثمار، يتبعه الصعوبات في تقدير دراسة الأعمال القوية مُسبقًا (25%)، والافتقار إلى الفوائد على المدى القصير (25%).
وصرّح ميركو روبيس، مدير وشريك مفوّض في بوسطن كونسلتينج جروب أن: "الاستفادة من الإمكانات الرقميّة يتطلب تحديد أهم المجالات التي يمكن تطبيقها في التقنية الرقميّة، وهي الصيانة، والعمليات، وتخطيط الإنتاج، والانتقال من مرحلة امتلاك الوعي بالتقنية الرقمية إلى مرحلة تجربة التطبيقات الرقمية ومن ثم تنفيذها فعلياً في مجالي الصيانة والعمليات، على الرغم من إشارة 20% من المشاركين إلى معرفتهم بأكثر من 10 تطبيقات رقميّة. أما في تخطيط الإنتاج وعلم الاقتصاد، فقد أشار 12% فقط إلى معرفتهم بأكثر من عشرة تطبيقات يمكنها تحسين هذا الجانب من أعمالهم."
وعلى الصعيد العالمي، أفاد رئيس اللجنة الفنية لمؤشرات الصناعة البترولية بالاتحاد الخليجي للتكرير ومدير فريق تحسين سلسلة القيمة بمؤسسة البترول الكويتية الأستاذ يوسف علي، أن التقرير قد سلّط الضوء على توجه شركات النفط العالمية ومساعيها للاستفادة من التقنية الرقميّة في ست نواحي رئيسة: العمليات المتقدمة التي تفرضها حاجة السوق، والتخطيط للجيل القادم، والجدولة، وإدارة الأصول 4.0، والأمن وإنتاجية الحقول، والتجارة/ منصة المحطة التجارية، والامتياز في وظائف الدعم. إن التطبيق الرقمي الناجح في هذه المجالات عالميًا يُمثّل سابقة لشركات النفط الإقليمية للاستفادة من النمو المستقبلي عن طريق التقنية الرقميّة.
وبدوره قال نائب رئيس اللجنة الفنية لتوجهات القطاع بالاتحاد الخليجي للتكرير ومدير مشاريع في شركة بوسطن كونسلتينج جروب صموئيل بيلاني،"لجأت العديد من مصافي التكرير في دول الخليج العربي، كما هو الحال تقليديًّا، إلى المنهج التحفظّي فيما يتصل بالاستفادة من التقنية الرقميّة لتعزيز امتيازها التشغيلي، ولتتمكن شركات النفط الإقليمية من المنافسة على الصعيد الرقمّي، فهي بحاجة إلى إدراك كيفية تقليل عامل الخطورة في استثماراتها، بتعزيز تقنياتها الرقميّة في مجالات الصيانة، والعمليات، وتخطيط الإنتاج لجني الفوائد المباشرة من تطبيق التقنيات الرقميّة للارتقاء بأعمالها وزيادة أرباحها."
خلفية عامة
مجموعة بوسطن للإستشارات
مجموعة بوسطن للإستشارات هي شركة عالمية رائدة في الاستشارات الإدارية واستراتيجيات الأعمال. نعقد الشراكات مع العملاء في جميع القطاعات والمناطق لتحديد فرص لهم ذات القيمة العالية والتصدي لأكثر التحديات الحرجة التي يواجهونها وتحويل أعمالهم. يجمع نهجنا المخصص بين الرؤية المتعمقة في ديناميات الشركات والأسواق مع التعاون الوثيق على جميع مستويات المؤسسة الخاصة بالعميل. ويضمن ذلك لعملائنا تحقيق ميزة تنافسية مستدامة وبناء مؤسسات ذات إمكانات أعلى وتأمين نتائج دائمة. تأسست مجموعة بوسطن للإستشارات في عام 1963 وهي شركة خاصة تملك 74 مكتباً في 42 بلداً.
تقدم مجموعة بوسطن للاستشارات خدماتها في الشرق الأوسط انطلاقاً من أبوظبي ودبي. كما تلعب مكاتبها الرئيسية المتمركزة هناك، بالتعاون مع مكاتب بوسطن للاستشارات في الدار البيضاء، دوراً بارزاً في خدمة عملائها في منطقة الخليج السريعة التطور والنمو، هذا إلى جانب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تمكنت مجموعة بوسطن للاستشارات حتى اليوم من إحراز إنجازات قياسية على صعيد خدمة شريحة واسعة من عملائها من مختلف القطاعات، بما فيها الحكومية والمالية والطاقة والمنتجات الصناعية والاتصالات والعقارات والرعاية الصحية.