باحثون: علاقة مؤكدة بين طفرة في إحدى المورّثات ونجاح علاج المصابين بسرطان البروستات المتقدم

بيان صحفي
تاريخ النشر: 24 فبراير 2020 - 08:22 GMT

باحثون: علاقة مؤكدة بين طفرة في إحدى المورّثات ونجاح علاج المصابين بسرطان البروستات المتقدم
نعمة شريفي وزملاؤه، من معهد ليرنر للأبحاث التابع لمستشفى كليفلاند كلينك
أبرز العناوين
أظهرت دراسة جديدة قادتها كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة ونُشرت نتائجها في مجلة "جاما أونكولوجي" المختصة بعلم الأورام، أن طفرة في المورثة المرتبطة بهرمون التستوستيرون ترتبط باشتداد حدّة الإصابة بسرطان البروستات النقيلي وقِصر فترة صمود المريض

أظهرت دراسة جديدة قادتها كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة ونُشرت نتائجها في مجلة "جاما أونكولوجي" المختصة بعلم الأورام، أن طفرة في المورثة المرتبطة بهرمون التستوستيرون، HSD3B1 (1245C)، ترتبط باشتداد حدّة الإصابة بسرطان البروستات النقيلي وقِصر فترة صمود المريض قبل وفاته متأثرًا بالمرض.

وتشير هذه الدراسة التي تُعدّ أول اختبار إكلينيكي يؤكّد العلاقة بين طفرة HSD3B1 والنتائج الإكلينيكية، إلى أن الاختبارات الوراثية التي تُجرى على المورثة HSD3B1 (1245C) قد تُساعِد الأطباء في تحديد المرضى الذين يُحتمل أن يستفيدوا من علاج إضافي يكون متسمًا بتأثير أشدّ على المرض.

وأجرى الدكتور نعمة شريفي وزملاؤه، من معهد ليرنر للأبحاث التابع لمستشفى كليفلاند كلينك، تحليلًا بأثر رجعي لبيانات خاصة بـ 475 مشاركًا خضعوا لتجربة إكلينيكية واسعة أجريت على المستوى الوطني وشملت مراكز متعددة، لاختبار فعالية العلاج بالحرمان من الأندروجين بمفرده أو مع دوسيتاكسيل في علاج سرطان البروستات. وقارن الفريق النتائج الإكلينيكية بين الرجال الذين يحملون المورّثة المتغيرة والذين لا يحملونها.

ووجد الباحثون أن الطفرة أو التغير في المورثة HSD3B1 (1245C) مرتبطة بحصول تقدّم أسرع في مقاومة العلاج لدى الرجال المصابين بسرطان البروستات النقيلي صغير الحجم، وقِصَر فترة صمود المريض قبل وفاته متأثرًا بالمرض، بغض النظر عن استخدام دوستيتسيل. ووجد الباحثون من المثير للاهتمام أن الطفرة أدّت إلى "تسريع" حدوث الوفاة على الرغم من إعطاء المريض علاجات أخرى بعد تطوّر مقاومة العلاج.

واعتبر الدكتور شريفي، الذي كان أحد كبار الباحثين المشاركين في وضع الدراسة، أن هذه النتائج تمهّد الطريق نحو تصميم مزيد من العلاجات الشخصية الفعالة لسرطان البروستات، وقال: "ربّما نُصبح قادِرين في ضوء هذه النتائج على وضع علاجات شخصية تناسب كل رجل مصاب بالمرض ويحمل هذا الشذوذ الوراثي المتعلق بالتستوستيرون".

وفي المقابل، لم يُعثر على تأثير للطفرة HSD3B1 (1245C) في النتائج الإكلينيكية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستات كبير الحجم، وهي مسألة رأى الدكتور شريفي أنها "طبيعية" مشيرًا إلى أن دراسات سابقة أظهرت أن تطوّر المرض والعبء الذي يتركه على المريض "يختلفان اختلافًا بيّنًا وفقًا لحجم السرطان".

وتشير هذه النتائج مجتمعة إلى إمكانية الاستعانة بوجود هذه الطفرة الوراثية أو غيابها في تحديد الرجال المصابين بسرطان البروستات النقيلي صغير الحجم والأكثر عرضة للتقدّم السريع في مقاومة العلاج وحدوث الوفاة المبكرة، وهو اكتشاف له آثار بالغة في الرعاية الإكلينيكية والاستشارات الوراثية.

وعدّ الباحثون الافتقار إلى التنوع أحد القيود التي فُرضت على الدراسة، نظرًا لعدد المرضى المسجّلين في التجربة الإكلينيكية الأصلية ومدى تكرار وجود هذه الطفرة لديهم، معتبرين أن زيادة الاطمئنان إلى النتائج يتطلب اختبار صحة هذه العلاقة في مجموعة أكثر تنوعًا من المرضى.

وكان الدكتور شريفي اكتشف في العام 2013 أن الطفرة المورثة HSD3B1 (1245C) تساعد خلايا سرطان البروستات على التصدّي للعلاج بالحرمان من الأندروجين، الذي يُعدّ خط الدفاع الأول في مواجهة المرض. ويتمثل العلاج بالحرمان من الأندروجين في منع خلايا الخصية عن التزوّد بهرمون الأندروجين، الذي تتغذى عليه خلايا السرطان كي تنمو وتنتشر.

وأظهر الباحث المختص في سرطان البروستات أن الخلايا السرطانية لدى الرجال الذين يعانون من الطفرة الوراثية تستطيع التكيف لإنتاج الأندروجينات الخاصة بها، ما يؤدّي إلى مقاومة المرض للعلاج. وفي العام 2017، حصل الدكتور شريفي على واحدة من جوائز "الإنجازات الإكلينيكية العشرة الأولى" التي يمنحها منتدى الأبحاث الإكلينيكية، لقاء اكتشافاته التي ربطت بين طفرة المورثة HSD3B1 (1245C) وسوء النتائج العلاجية لسرطان البروستات.

وتمثل هذه النتائج، وفقًا للدكتور شريفي، التطوّر الحاصل في قصة بحثية بدأت قبل سبع سنوات من سطح منضدة في مختبر لتصل الآن إلى ناحية المريض. ومضى إلى أن فريق البحث أظهر أن دمج الاختبارات الوراثية في علاج سرطان البروستات وجعله جزءًا من الرعاية الروتينية للمرضى "ينطوي على احتمالات كبيرة لرفع مستوى نجاح العلاج للرجال المصابين بسرطان البروستات الذين يحملون المورثة HSD3B1 (1245C) وتحسين جودة حياتهم وإطالة أمد صمودهم، لافتًا إلى أن هذه الدراسة "خطوة أخرى في هذا الاتجاه".

يشغل الدكتور شريفي منصب رئيس مؤسسة عائلة كندريك لأبحاث سرطان البروستات في كليفلاند كلينك ويدير مركز أبحاث كليفلاند كلينك للأورام الخبيثة التناسلية، كما يشغل مناصب مشتركة في معهد غليكمان للمسالك البولية والكلى ومعهد تاوسيغ للسرطان.

جدير بالذكر أن الدراسة قد حظيت بدعم من المعهد الوطني للسرطان، التابع لمؤسسة المعاهد الوطنية للصحة، ووزارة الدفاع الأمريكية ومؤسسة سرطان البروستات، وكان المُعدّ الأول للدراسة هو الدكتور جيسون هيرن من قسم طب الأورام الإشعاعي بجامعة ميشيغان.

خلفية عامة

كليفلاند كلينك أبوظبي

كليفلاند كلينك أبوظبي، أحد مرافق شبكة "مبادلة للرعاية الصحية"، عالمية المستوى والتابعة لشركة المبادلة للتنمية (مبادلة)، هو مستشفى متعدد التخصّصات، يقع في جزيرة الماريه في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

كليفلاند كلينك أبوظبي هو امتدادٌ فريد من نوعه لنموذج الرعاية الصحية المُعتمد في كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تمّ تصميمه خصيصاً لتلبية مجموعة من احتياجات الرعاية الحرجة لدى سكّان إمارة أبوظبي. ويضم كليفلاند كلينك أبوظبي خمسة مراكز امتياز متخصّصة وهي معهد القلب والأوعية الدموية، ومعهد الأعصاب، ومعهد أمراض الجهاز الهضمي، ومعهد العيون، ومعهد الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة. ويضم أيضاً معاهد التخصّصات الجراحية الدقيقة، والتخصصات الطبية الدقيقة، وطب الطوارئ، والتخدير، وعلم الأمراض وطب المختبر، والتصوير الشعاعي، والجودة وسلامة المرضى. ويوفر مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي إجمالاً أكثر من 30 تخصصاً طبياً وجراحياً.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن