أظهر أحدث تقارير سوق العقارات في دبي الصادر عن موقع بيوت للأشهر الستة الأولى من عام 2019 توجهاً ملموساً من قبل المستأجرين نحو المناطق ذات الأسعار التنافسية في حين يركز المستثمرين الراغبين بامتلاك وحدات سكنية على المناطق ذات الأسعار المرتفعة.
وأكد التقرير أن سوق العقارات في دبي استمر خلال عام 2019 بتوفير عروض جذابة للمستأجرين والمستثمرين بشكل عام على غرار الأشهر الستة الأخيرة من عام 2018، مما ساهم بإيجاد بيئة مواتية لعقد صفقات عقارية مربحة، الأمر الذي أكدته تقارير دائرة الأراضي والأملاك بدبي والتي أشارت بدورها إلى أن المعاملات العقارية في دبي قد ارتفعت بنسبة 33٪ مقارنة بما شهدناه في نفس الفترة من العام الماضي.
وأظهرت بيانات بيوت أن كلٍ من منطقة النهدة ومردف وبر دبي والمدينة العالمية تصدرت قوائم المناطق الأكثر طلباً للاستئجار، في حين أن نخلة جميرا والمرابع العربية ودبي مارينا ووسط مدينة دبي تتصدر أكثر المناطق طلباً لمبيعات الوحدات العقارية.
أما ما يتعلق بعوائد الاستثمار، فقد سجلت المدينة العالمية أعلى نسبة بواقع 9.7٪ للشقق، بينما تقدم الينابيع 6.3٪ للمستثمرين الذين يتطلعون إلى شراء الفلل السكنية.
وتفصيلاً، فقد أظهر التقرير انخفاضاً عاماً في أسعار الشقق السكنية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019 بنسب تتراوح بين 4٪ إلى 8٪ لكل من المبيعات والإيجارات، حيث جاءت منطقة دبي مارينا في صدارة المناطق المرغوبة لشراء الشقق، في حين جاءت النهدة ودبي مارينا على التوالي كأكثر المناطق الجاذبة لمستأجري الشقق.
وبالنسبة لأسعار شراء الشقق، فقد أظهرت مناطق دبي مارينا ووسط مدينة دبي انخفاضاً بنسبٍ تصل إلى 8%، مما يتيح الفرصة أما المستثمرين للتملك في هذه المناطق التي تشتهر بفخامتها بأسعار معقولة. ويعزى هذا الانخفاض إلى المشاريع الجديدة التي تم إطلاقها مؤخراً في كلا المنطقتين. أما بالنسبة لاستئجار الشقق، فقد كان الانخفاض الأكبر في أسعار الوحدات المكونة من غرفة نوم واحدة في دبي لاند والشقق المكونة من غرفتي نوم في مدينة دبي الرياضية بنسب 9.1٪ و8.1٪ على التوالي.
اما بالنسبة للفلل السكنية، فقد جاءت منطقة نخلة جميرا في صدارة المناطق المرغوبة للشراء فيما كانت مردف أكثر المناطق المرغوبة للاستئجار فيها. وأشار التقرير إلى انخفاضات ملحوظة في أسعار الفلل السكنية في معظم مناطق دبي لاند وبخاصة في منطقة مدن، حيث شهدت هذه المناطق عدداً كبيراً من عمليات التسليم في العام الماضي. وبالتالي، فإنه من المتوقع أن تشهد هذه المناطق تذبذباً في الأسعار بين الارتفاع أو الهبوط وفقاً لطبيعة المشاريع التي يتم تسليمها. وتوقع التقرير أن يؤدي استمرار تسليم الوحدات الفاخرة إلى ارتفاع الأسعار في هذه المناطق، في حين أن الوحدات ذات الأسعار المعقولة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض المتوسط العام لهذه المجتمعات الجديدة. أما بالنسبة لتأجير الفلل، فإن أكبر الانخفاضات في الوحدات في أم سقيم.
وتعليقاً على النتائج التي أوردها التقرير، قال حيدر علي خان، الرئيس التنفيذي لموقع بيوت: "شهد القطاع العقاري خلال النصف الأول من عام 2019 العديد من التغييرات الإيجابية، ولاحظنا استمرار الأسعار في الانخفاض في المناطق الرئيسية ضمن الإمارة، الأمر الذي ساهم بزيادة الاستثمارات في السوق العقاري وخاصةً بالتزامن مع القوانين التي تم الإعلان عنها خلال الأشهر القليلة الماضية والمتعلقة بالإقامات الدائمة.توفر دبي خيارات عقارية بأسعار مناسبة وخطط دفع مرنة، بالإضافة إلى أسلوب الحياة الراقي الذي تتمتع به الإمارة جعلها تنافس أبرز عواصم العالم في هذا المجال مثل لندن وشنغهاي وسنغافورة وسيدني في مجال استقطاب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما تؤكده تقارير دائرة الأراضي والأملاك في دبي، والتي تشير إلى ارتفاع المعاملات العقارية بنسبة 33٪ في عام 2019 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي."
وأضاف خان: من الطبيعي أن يمر كل سوق بتقلبات، لكن إذا استغل المشترون الموارد التي تقدم لهم مثل البيانات والتقارير التي تدرس اتجاهات السوق، فسيكونون في وضع يسمح لهم باتخاذ قرارات استثمارية مربحة للغاية. اليوم، يمكن للمشترين كذلك الاستفادة من الأسعار التنافسية المتاحة الآن، واغتنام الفرصة للاستفادة من نسب العوائد عندما ترتفع الأسعار في المستقبل، وما يسهل قرار الاستثمار في الوقت الحالي هو خطط الدفع المرنة التي يوفرها سوق العقارات في دبي والتي يصعب العثور عليها في أي مكان آخر في العالم، ومع مبادرات تعديل قوانين الإقامة التي أطلقتها حكومة دبي، فيمكننا توقع ارتفاع عدد الوافدين الذين يعتبرون المدينة كخيار طويل المدى للعيش والإقامة، مما يخلق مزيداً من الاستثمارات في مختلف الصناعات في دبي، بما في ذلك العقارات."
للمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على تقرير بيوت عن سوق العقارات في دبي للنصف الأول 2019.
