التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا النظيفة يستقطبان نسبة متزايدة من استثمارات رؤوس الأموال المغامرة حول العالم

بلغ التمويل بالاستثمار حول العالم 158.6 مليار دولار أمريكي حتى منتصف العام: وتيرة قياسية على الرغم من حالة عدم اليقين التي تهيمن على السوق.
تشهد استثمارات رؤوس الأموال المغامرة حول العالم تراجعًا ملحوظًا نتيجة للتقلّبات الجغرافية السياسية وعدم اليقين على صعيد سلسلة التوريد والاقتصاد، إلا أن عددًا من القطاعات بما فيها التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا النظيفة باتت تجذب نسبة أكبر من الاستثمارات الهادفة.
فوفقًا لإصدار الفصل الثاني من العام 2022 من تقرير Venture Pulse - التقرير الذي يصدر فصليًا عن قسم خدمات المؤسسات الخاصة في شركة كي بي إم جي ويحلّل صفقات رؤوس الأموال المغامرة والتوجّهات الرئيسية حول العام - تواصل قطاعات التكنولوجيا المالية، والأمن السيبراني، وإدارة سلسلة التوريد، والطاقة البديلة، وتخزين الطاقة الاستحواذ على اهتمام الكثير من المستثمرين. ويأتي ذلك على الرغم من انخفاض استثمارات رؤوس الأموال المغامرة عالميًا إلى قيمة 120.2 مليار دولار أمريكي موزّعة على 8,420 صفقة، كما في النصف الثاني من العام 2022.
يستمر اهتمام المستثمرين في قطاع سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية في النمو، فيما تواصل التحدّيات بإلقاء ثقلها على القطاع. أمّا أسعار الطاقة العالمية التي تزداد يومًا بعد يومًا إلى جانب مساور القلق المحيطة بأمن الطاقة، فدفعت بالمستثمرين إلى النظر في خيارات بديلة للطاقة وتخزينها. وتحظى حاليًا الاستثمارات في المركبات الكهربائية، وتكنولوجيا البطاريات والهيدروجين بنسبة أكبر من الاهتمام.
وفي تعليق على نتائج التقرير، قال ماناف براكاش الشريك في قسم الاستشارات في شركة كي بي إم جي في البحرين: "لا شكّ في أن منظومة رؤوس الأموال المغامرة تشهد تحوّلًا كبيرًا في ضوء التركيز المتزايد على الربحية، والتدفقات النقدية، وترشيد التكلفة. وتواصل قطاعات التكنولوجيا المالية، والأمن السيبراني، والرعاية الصحية، وإدارة سلسلة التوريد/ الخدمات اللوجستية بجذب نسبة كبيرة من الاستثمارات، إضافةً إلى الاستثمارات في الطاقة البديلة، وتخزين الطاقة والاستدامة".
مقتطفات رئيسية - الفصل الثاني من العام 2022
- انخفضت استثمارات رؤوس الأموال المغامرة بشكل ملحوظ من 165.3 مليار دولار أمريكي عبر 11,468 صفقة في الفصل الأول من العام 2022 إلى 120.2 مليار دولار أمريكي عبر 8,420 صفقة في الفصل الثاني من العام 2022.
- انخفضت استثمارات رؤوس الأموال المغامرة في الأمريكيتين من 89.3 مليار دولار أمريكي عبر 5,034 صفقة في الفصل الأول من العام 2022 إلى 66.2 مليار دولار أمريكي عبر 3,778 صفقة في الفصل الثاني من العام 2022. بلغت حصة الولايات المتحدة 62.3 مليار دولار أمريكي من هذه الاستثمارات في الأمريكيتين في الفصل الثاني من العام 2022، بعد أن كانت حصتها قد بلغت 81.9 مليار دولار أمريكي في الفصل الأول من العام 2022.
- انخفضت استثمارات رؤوس الأموال المغامرة إلى أدنى قيمة لها منذ ثمانية فصول لتسجل 24.5 مليار دولار أمريكي عبر 2,2.6 صفقة في الفصل الثاني من العام 2022.
- على الرغم من الانخفاض إلى قيمة 27.2 مليار دولار أمريكي في الفصل الثاني من العام 2022، إلا أن استثمارات رؤوس الأموال المغامرة في أوروبا استطاعت المحافظة على مكانة قوية مقارنة بالتوجّهات الماضية.
- استطاع التمويل بالاستثمار حول العالم المحافظة على مركز قوي إذ تمّ جمع 158.6 مليار دولار أمريكي بحلول نهاية الفصل الثاني من العام 2022 - ومن المتوقّع أن يتمّ تخطّي القيمة القياسية التي تمّ تحقيقها في العام 2021 التي بلغت 252.2 مليار دولار أمريكي.
- بعد الانحدار من 355 مليار دولار أمريكي في الفصل الرابع من العام 2021 إلى 70 مليار دولار أمريكي في الفصل الأول من العام 2022، استمرت قيمة التخارج بالانخفاض لتسجّل 50.8 مليار دولار أمريكي في الفصل الثاني من العام 2022.
- انخفضت استثمارات رؤوس الأموال المغامرة العالمية المرتبطة بشركات من 76.6 مليار دولار أمريكي في الفصل الأول من العام 2022 إلى 49.7 مليار دولار أمريكي في الفصل الثاني من العام 2022.
التمويل بالاستثمار حول العالم يحافظ على وتيرة نمو قياسية، ويُعزى ذلك بالدرجة الأولى إلى الأنشطة الاستثمارية في الولايات المتحدة
حافظت أنشطة التمويل بالاستثمار حول العالم على وتيرة نمو قياسية حتى منتصف العام لتبلغ 158.2 مليار دولار أمريكي بحلول نهاية الفصل الثاني من العام 2022. ساهمت الولايات المتحدة بجزء كبير من هذا النمو إذ بلغت حصتها من هذه الأنشطة 121.5 مليار دولار أمريكي حتى منتصف العام، مقارنةً بالقيمة القياسية التي تمّ تحقيقها في العام 2021 حيث بلغت 138.9 مليار دولار أمريكي. تمكّنت قطاعات الأمن السيبراني والطاقة البديلة والمركبات الكهربائية وتخزين البطاريات من استقطاب نسبة كبيرة من رؤوس الأموال المغامرة في الولايات المتحدة خلال الفصل الثاني من العام 2022، ومن المتوقّع أن تحافظ على مكانة جيدة خلال الفصل الثالث من العام عينه.
سجّلت أوروبا انخفاضًا في التمويل بالاستثمار الذي بلغت قيمته 13.3 مليار دولار أمريكي كما في منتصف العام. أمّا في آسيا، فما تزال الأرقام المحققة خجولة مقارنةً بمعدلات النمو الماضية، وقد تمّ تسجيل تمويل بالاستثمار بقيمة 16.9 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من العام 2022.
حالة عدم اليقين ما زالت تتربّص بالسوق، ولكن الاهتمام بالتقنيات الجديدة ينمو بشكل متزايد
فيما نتّجه نحو الفصل الثالث من العام 2022، ما تزال حالة عدم اليقين تهيمن على العالم وما من أفق منظور لانتهاء هذه الحالة، ما سيؤدي بالتالي إلى استمرار ترجيح كفّة استثمارات رؤوس الأموال المغامرة مقابل عمليات الاكتتاب العام الأوّلي. من الممكن أن تلجأ الشركات بشكل أكبر إلى الجولات الاستثمارية التي تكون فيها أسعار الأسهم أكثر انخفاضًا من الجولات السابقة، إذ إن الشركات مضطرة لجمع التمويل على الرغم من التحديات العديدة التي تواجهها في هذا الإطار.
من المحتمل أن تزيد أنشطة الدمج والاستحواذ حول العالم إذ أن المستثمرين مهتمون بفرص الاستثمار في الشركات التي تواجه تحديات، كما أن الشركات الناشئة في مختلف القطاعات تسعى للشروع في عمليات توحيد من أجل تحسين أوضاعها الاقتصادية ومكانتها في السوق. في ما يختص بمجال التكنولوجيا، من المتوقّع لموجة العملات المشفّرة أن تشهد عددًا من عمليات التوحيد في صفوف الشركات خلال الفصل الثالث من العام 2022، إذ إن العديد منها تحاول التكيّف مع عمليات البيع الكبيرة للأصول في فترات زمنية قصيرة.
من جهته، قال نيكولاس ريبوليه الشريك في قسم الاستشارات في شركة كي بي إم جي في البحرين: "على الرغم من الانخفاض في استثمارات رؤوس الأموال المغامرة في عدد من المناطق في العالم، إلا أن واحدة من الصفقات المالية العشر الأولى في العالم في الفصل الثاني من العام 2022 حصلت في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تمكّنت شركة كيتوبي من جمع 714 مليون دولار أمريكي في الجولة الاستثمارية التي أقامتها. والجدير بالذكر، أن كيتوبي شركة رائدة في مجال التكنولوجيا المطبخية مقرها الرئيسي في دولة الإمارات، وتدير منصة مطابخ سحابية مع أكثر من 3,000 موظف موزّعين عبر دولة لإمارات، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، وقطر، والكويت."
خلفية عامة
كي بي أم جي
كي بي أم جي عبارة عن شبكة عالمية من شركات الخدمات المهنية التي تقدم خدمات التدقيق والضريبة والخدمات الإستشارية. تعمل كي بي أم جي في 150 دولة ولديها 138,000 موظف يعملون فى الشركات الأعضاء في كافة أنحاء العالم. الشركات الأعضاء في كي بي أم جي هى شركات تابعة لشركة كي بي أم جي العالمية، شركة سويسرية. وكل شركة عبارة عن كيان قانوني مستقل ويعبر عن نفسه على هذا الأساس.
كي بي أم جي اوروبا إل إل بي - شركة ذات مسئولية محدودة في المملكة المتحدة – هي كيان قانوني يقوم بالرقابة والسيطرة بفعالية على الشركات الأعضاء في شبكة كي بي أم جي التي إختارت الاندماج معها شركات كي بي أم جي اوروبا إل إل بي.
لا تقوم كي بي أم جي اوروبا إل إل بي أو كي بي أم جي العالمية بتقديم خدمات إلى العملاء. تعمل شركات كي بي أم جي اوروبا إل إل بي حالياً في 17 دولة في اوروبا ولديها ما يـزيـد عن 30,000 شريك وموظف. تمـثل مجموعة كي بي أم جي اوروبا إل إل، كلاً من كي بي أم جي اوروبا إل إل بي وشركات كي بي أم جي اوروبا إل إل بي.