التغيير المناخي والحوكمة والرعاية الصحية على طاولة نقاش اليوم الأول

حظيت قضايا التغيير المناخي والحوكمة الصحة أولية كبرى ضمن القضايا التي تمت مناقشتها في جلسات اليوم الأول من منتدى "التحولات الاستراتيجية والتأثير المستقبلي لدول الخليج2022"، حيث تم التأكيد على أهمية الكبيرة لمبادرات الحياد الكربوني، كما أبرزت الفرص الكبيرة لتعزيز الحوكمة على نطاق واسع بين القطاعين العام والخاص، مع التأكيد على الأهمية الكبيرة للارتقاء بالقطاع الصحي ولاسيما بعد أزمة كوفيد 19 وما فرضته من تحديات على منظومات الرعاية الصحية.
وفي جلسة حول التغيير المناخي وكيف يمكن لقطاعات الأعمال في المنطقة أن تسهم في تعزيز الاستدامة، لفتت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "تحالف من أجل الاستدامة العالمية"، إلى أهمية التكيف مع المتغيرات الحاصلة من حولنا والتركيز على الحياد الكربوني، مشيرة إلى أن العالم شهد تأثير التغيرات المناخية على الأفراد بدءاً من باكستان وصولاً إلى المملكة المتحدة في الآونة الأخيرة، معتبرة أن البيئة والاقتصاد قطاعين متقاطعين يجب التعامل معهم بنظرة شمولية.
كما أشارت سموها إلى أن المؤسسة تركز في طبيعة عملها على الاقتصاد الأخضر وتأثيره على المجالات الفرعية الأخرى التي تساهم في تحقيق الاستدامة مثل المياه والأمن الغذائي، وكفاءة الطاقة، والتنقل وإعادة التدوير.
واعتبرت سموها الاقتصاد الأخضر عاملاً مهماً في تعزيز جوانب أخرى في القطاع الاقتصادي مثل الاقتصادات الرقمية والمالية. مشيرة إلى أن الإمارات العربية المتحدة قطعت شوطًا طويلاً في مسيرتها نحو الاستدامة بفضل نظرتها الاستشرافية، وإصدارها العديد من اللوائح والتشريعات، والأهم من ذلك تحويلها الاستدامة إلى ثقافة عامة.
وأضافت سموها بأن قادة الأعمال عليهم عدم الاكتفاء بالممارسات البيئة فقط، وإنما البدء في نشر الوعي والثقافة بما يخص هذا المجال.
وتحدث بادي بادماناثان، الرئيس التنفيذي لشركة "أكوا باور" من المملكة العربية السعودية عن تحديات المياه والطاقة، ودعا إلى الاستفادة من البنية التحتية الحيوية، والتعاون من قبل جميع الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف المأمولة في مجال الاستدامة، وقال "طالت التغييرات الحاصلة بسبب التغير المناخي جميع دول العالم، لذلك على الجميع التكاتف لإيجاد الحلول
الناجعة، حيث تتحول التوجهات حالياً نحو الاستثمار في التقنيات والذكاء الاصطناعي، وبرمجة الآلات، وهو ما سيساهم حتماً في الوصول إلى الحلول".
وشدد إبراهيم الزعبي، الرئيس التنفيذي للاستدامة في شركة ماجد الفطيم القابضة، على أهمية الاستدامة معتبراً بأن العالم يفتقد حالياً لنهج موحد وشامل للاستدامة والتكيف مع التغيرات المناخية، لاسيما بعد ما مر به العالم من تحديات بسبب جائحة كوفيد-19. مشيراً إلى أن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لـقمة كوب 28، حيث سيبدأ العالم مناقشة أنماط الأعمال التجارية خلال الـ 15-20 عامًا القادمة وتأثيرها على تحقيق الاستدامة.
وقال: "هناك ضرورة قصوى لوجود وعي عام وشامل بأهمية اتباع نهج موحد لتحقيق الاستدامة، وتحويل ذلك إلى إستراتيجية عمل، حيث إننا بمجرد تعاقدنا مع منظمات مختلفة للاتفاق على صفقات تجارية طويلة الأمد نراعي عدد من الجوانب أهمها التكيف مع التغير المناخي، والأسعار واستهلاك الطاقة واستمرارية الأعمال، إذ لابد من تحليل مخاطر المناخ والعمل وفق خطط استراتيجية لتأمين الأصول وقيمتها وسلامة الموظفين في الأعمال التجارية". وأوضح بأنهم كشركة تعمل على تقييم مخاطر المناخ، وتأثيره على الأصول والممتلكات بشكل خاص وعلى الشركة بشكل عام في حال استجدت أي طوارئ كحصول فيضانات على سبيل المثال.
وأشار أليكسيس ليكانويت، المدير الإقليمي الأول لـ "أكسنتشر" الشرق الأوسط، إلى تركيز شركته على التكيف المناخي عبر العمل وفق خطط لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2025. والبدء باستخدام الطاقة النظيفة في المستقبل القريب، وهو ما كان موجود على لائحة أعمالها قبل جائحة كوفيد-19، لاسيما على المستوى الداخلي وستعمل على ترجمته في مهامها، وحالياً تبحث الشركة في كيفية تحقيق أهدافها في هذا تحقيق الاستدامة عبر مواجهة التحديات المحتملة في المجال الصناعي والتكنولوجي.
وفي جلسة بعنوان "الحوكمة في المنظمات الحكومية والأعمال"، قال سعادة عبد الله عبد العزيز الشامسي المدير العام بالإنابة لمكتب أبوظبي للاستثمار هناك فرص كبيرة لتعزيز الحوكمة على نطاق واسع من خلال تعزيز الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص، وهو ما يعمل عليه مكتب أبوظبي للاستثمار من أجل تعزيز استدامة تلك الشراكة. موضحاً أن 80% من اقتصاد أبوظبي قائم على الحكومة والشركات التابعة لها، وأن مكتب أبوظبي للاستثمار قائم على تغيير ذلك المشهد من خلال تعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لتتولى مسؤولية تمكين العديد من القطاعات وخلق المزيد من الفرص للاقتصاد في المستقبل وخاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا وتطبيق التقنيات الحديثة، مضيفاً أن المكتب يعمل بالشراكة مع مختلف الجهات لتغيير السياسات والتنظيمات لتحقيق هذا الهدف.
فيما قالت الدكتورة هدى المعيني، مدير تنفيذي، قطاع الشؤون الاستراتيجية في دائرة الصحة – أبوظبي: "جعلتنا الحوكمة نغير من سياساتنا من أجل تعزيز جاهزية قطاع الصحة في أبوظبي. وقد حققنا العديد من الخطوات في هذا المجال ليواكب
القطاع مختلف المتغيرات ويكون أكثر قدرة على خدمة المجتمع وفق خدمات متطورة. كما عملنا في هذا المجال على تعزيز قدرات القطاع من حيث الإمكانات الطبية وغيرها. وظهرت جاهزيتنا خلال أزمة كوفيد 1". مضيفة أن الشفافية والتواصل الفعال بين الإدارات وتبادل الخبرات والرؤى بينهم أدى إلى التوصل لأفضل السياسات. وأن دعم القيادة الرشيدة كان محركاً لجهود الدائرة ومنحنا ثقة كبيرة بأن كافة الإمكانات ستكون دائماً متوفرة".
وقالت عائشة سلطان زميل ومدير معهد المدراء في المملكة المتحدة: "هناك نظام جديد يتشكل ضمن نظم الحوكمة يعتمد بشكل كبير على التكنلوجيا الحديثة، وهو ما يمنح مختلف القطاعات الجاهزية للمستقبل الذي يعتمد على التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة. فالتكنولوجيا تساعد على ازدهار الأعمال على الرغم من وجود بعض التحديات التي تتعلق بتطبيق التقنيات الحديثة. وترى عائشة سلطان أنه من المهم أن تعالج الحوكمة عقبات جاهزية المجتمع لتطبيق التكنولوجيا في مختلف المجالات من خلال التعليم والتدريب والتعامل مع التكنولوجيا خاصة للقائمين على العمل في مختلف القطاعات الاقتصادية".
وقال هيثم الفراج، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة الاتصالات السعودية: "سيتطلب تطبيق التكنولوجيا وخاصة التي تتعلق بالاتصالات تدريب وتعليم العديد من القطاعات ليكونوا على جاهزية كاملة للتعامل معها. وتمتلك المملكة العربية السعودية نظم حوكمة رائدة كانت لديها رؤية نحو مستقبل التكنولوجيا وهو ما تم ترجمته على أرض الواقع من خلال بنى تحتية تكنولوجية ساهمت في مواجهة أزمة كوفيد 19 من خلال توفير كافة الأدوات للعمل والتعليم عن بعد على سبيل المثال. ومن أجل استكمال المسيرة ينبغي أن يكون هناك تنوع كبير في السياسات لخدمة أغراض مختلف القطاعات وفق احتياجاتها المستقبلية، وأن يكون هناك دوماً سياسات جديدة لتحل محل القديمة لتحقيق كافة الأهداف".
الدكتور وضاح غانم الهاشمي الزميل في المعهد الخليجي لأعضاء مجلس الإدارة: "أرى أن المجتمع أكثر جاهزية من قبل لتطبيق التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وغيرها، كما أن الأجيال الحالية هي أكثر قابلية لقبول هذا التغيير الحادث الآن بالفعل. ينبغي من أجل حوكمة نظام متكامل يخدم التطور التكنولوجي أن يكون هناك تنوع كبير في خلفيات المدراء وصناع السياسات من أجل الحصول على مزيج هائل من السياسات والتنظيمات التي تخدم كافة أهداف الحكومات في المنطقة، كما ينبغي أن يكون هناك تنظيمات قائمة على قياس الأداء لمتابعة تقدم مؤشرات الأداء ودعم الخدمات المقدمة والارتقاء بالأداء بشكل عام".
وسلط المنتدى الضوء على أهمية الرعاية الصحية على مستوى دول المنطقة، وقالت سمو الأميرة الدكتورة مها بنت مشاري بن عبد العزيز آل سعود، نائب رئيس جامعة الفيصل، في جلسة بعنوان "التخطيط لأنظمة الرعاية الصحية المستقبلية في دول مجلس التعاون الخليجي": "من المهم تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في قطاع الرعاية الصحية، كما ينبغي أن يكون هناك اهتمام خاص بالأطباء لدورهم الحيوي".
وأضافت: "بينما نتحول نحو التأمين الصحي الخاص في المملكة العربية السعودية بما يدعم مرضانا. ولكننا في الوقت نفسه ليس لدينا الميزانية المناسبة للأطباء وتعمل على تلبية احتياجاتهم وتساهم في أبحاثهم وقضاياهم. واعتقد أن هذا الجانب مهم بينما نقوم بتطوير سياساتنا الصحية".
وقالت الدكتورة مليحة الهاشمي المديرة التنفيذية لقطاع مستقبل الصحة والرفاهية والتقنية الحيوية في شركة نيوم، المملكة العربية السعودية: "أنه منذ فترة طويلة يُنظر إلى الرعاية الصحية على أنها شيء يركز على المستشفيات أو العيادات، ولكن الرعاية الصحية تبدأ فعليًا من المنزل، وهذه هي النقلة النوعية في الرعاية التي نشهدها في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حيث أصبح تركيز الرعاية أكثر على الوقاية الاستباقية".
وقالت الدكتورة أسماء المناعي، المدير التنفيذي لمركز الأبحاث والابتكار في دائرة الصحة أبوظبي، إن تحقيق جودة حياة أفضل وطول متوسط العمر المتوقع يبدأ بخطوات صغيرة، ولهذا فإننا بحاجة إلى أنظمة تستند إلى المعرفةـ، كما أننا بحاجة إلى بنية تحتية قوية للمعلومات الرقمية متاحة بسهولة كما أننا بحاجة إلى تمكين نظم الرعاية الصحية لتكون لديها القدرة والسرعة لقبول الابتكارات والتقنيات الجديدة التي تنشأ لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
وأكد الدكتور خورخيه أ. غوزمان هو الرئيس التنفيذي لمستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" أنه تم إحراز تقدم كبير فيما يتعلق بمقاييس الجودة المتعلقة بالرعاية الصحية في دولة الإمارات، مشيراً إلى أهمية العمل المشتركة بين القطاعين العام والخاص لتحقيق منظومات رعاية صحية منافسة عالمياً.
وبين شريف بشارة الرئيس التنفيذي للمستشفى الأمريكي بدبي أهمية توظيف الاستثمارات في قطاع الرعاية الصحية، كما أشار إلى أهمية العمل على رسم استراتيجيات واضحة لتحقيق الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها في هذا القطاع الحيوي والذي يعد اليوم من أهم القطاعات التي تتطلب العمل على الارتقاء بها للارتقاء بجودة حياة الإنسان.
خلفية عامة
GCC Exchange
GCC Exchange is a fast-growing money transfer and foreign exchange brand for individuals and businesses having its presence in four continents such as Europe, Africa, Oceania and Asia besides the flagship entity in the UAE.