سجلت قيمة المساعدات الإنسانية والغذائية المقدمة للصومال انخفاضا حادا حيث أشارت منظمة الفاو إلى أنها حصلت على تبرعات بمقدار 20 مليون دولار أمريكي من صندوق الأمم المتحدة المركزي لاستجابات الطوارئ والصندوق الإنساني المشترك إضافة إلى تبرعات من أستراليا وإسبانيا وسويسرا وبريطانيا إلى جانب 21 مليون دولار أمريكي أخرى ما زالت في إطار التعهدات المقدمة من طرف المفوضية الأوروبية ومنظمة المعونة الإنسانية والحماية المدنية وكل من الولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا والبنك الدولي مضيفة إنه يجري التنسيق مع بلدان أخرى بهذا الشأن على نحو متواصل.
ويؤكد الكثير من المراقبين أن هذه الأرقام المتواضعة لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تغطي الاحتياجات الكبيرة التي تتطلبها أوضاع الصومال المأساوية كما أنها تظهر عدم صدقية طروحات بعض الدول التي تأخذ من تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد والصراع القائم بين الحكومة وبعض الحركات المتمردة حجة لعدم تقديم المساعدات اللازمة.
بينما جددت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو دعوتها إلى تكثيف الجهود لوقف اتساع الأزمة الغذائية في منطقة القرن الأفريقي وذلك مع امتداد نطاق المجاعة في الصومال إلى مناطق جديدة ووصول أعداد المهددين بالموت جوعاً في غضون الأشهر الأربعة المقبلة إلى 750 ألف نسمة ، وفي هذا الاطار أفاد أحدث بيانات وحدة الأمن الغذائي وتحليل التغذية التي تديرها كل من منظمة الفاو وشبكة نظم الإنذار المبكر من المجاعة التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بأن المجاعة وصلت إلى إقليم باي الذي يعد أحد أقاليم الصومال الأكثر إنتاجاً للأغذية وذلك بعد أن كانت تحدثت في وقت سابق عن انتشار المجاعة في خمسة أقاليم أخرى.
وحذرت البيانات من المستويات القياسية من سوء التغذية الحادة والتي سجلت بين 58 بالمئة من أطفال الإقليم دون الخامسة إضافة إلى حدوث حالتي وفاة من بين كل 10 آلاف طفل بمعدل يومي ، وأوضحت البيانات أن عدد الصوماليين الذين يطلبون مساعدة إنسانية ارتفع من مليونين وأربعمئة ألف شخص إلى أربعة ملايين في غضون الأشهر الثمانية الأخيرة بينهم ثلاثة ملايين يقطنون في مناطق الجنوب فيما تشير التقديرات إلى أن المجاعة سيتسع نطاقها في أنحاء جنوب الصومال من الآن وحتى نهاية العام الجاري.
بدوره قال مسؤول منظمة الفاو في الصومال لوكا ألينوفي في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الكينية نيروبي إنه حتى ولو طرحت هذه الأرقام صورة قاتمة عن الأوضاع التي تواجهها الصومال فإن هناك فرصة سانحة لتدخل المجتمع الدولي عبر إرسال المساعدات الإنسانية لوقف هذا الاتجاه وذلك عبر دعم المزارعين ورعاة الماشية إلى جانب تنفيذ تدخلات طوارئ أخرى.
من جهته لفت المستشار التقني الرئيسي في وحدة الأمن الغذائي وتحليل التغذية لدى المنظمة غراين مولونى إلى أنه وسط انعدام الأمن الغذائي في ظل الوضع الراهن من المتوقع أن تنتشر المجاعة لتشمل السكان الزراعيين والرعويين في أقاليم جيدو وهيران وشابيل الوسطى و جوبا خلال الأشهر الأربعة المقبلة وخصوصا أن البيانات تكشف أن محصول الحبوب للسنة الجارية سجل أدنى معدلات الإنتاج في غضون 17 عاما ما دفع الأسعار إلى الارتفاع بنسبة 300 بالمئة عن مستواها في السنة الماضية.
وفي السياق نفسه قال اختصاصيون من منظمة الصحة العالمية إن نحو نصف مليون من الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد عبر مناطق الصومال يحتاجون لعلاجات غذائية على نحو عاجل إضافة إلى ضرورة تقديم علاجات للأمراض التي انتشرت بشكل كبير بينهم ، وأظهرت موءشرات الوضع الراهن وفق هوءلاء الاختصاصيين ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة بالإسهال الحاد وأمراض الجهاز التنفسي التي تعتبر من أهم أسباب وفيات الأطفال في الصومال.
وفي هذه الأثناء طالبت الفاو الأطراف المتبرعة بتقديم نحو 70 مليون دولار أمريكي لصالح الصومال بصورة مستعجلة على شكل معونات زراعية لمليون من المزارعين ورعاة الماشية الذين تضرروا بشكل واضح من حالة الجفاف.
المصدر: موقع "نقودي.كوم"