فوضي السلاح توقف عجلة الاستثمار في ليبيا

تاريخ النشر: 20 نوفمبر 2011 - 10:15 GMT
ليبيا
ليبيا

تفتحت شهية المستثمرين الأجانب للعودة الى ليبيا، والقواعد المنظمة لعمل الشركات الاجنبية مازالت غامضة فحين تلقى عمر اتصالا من رئيسه الأجنبي يبلغه فيه بأنه يريد العودة إلى طرابلس لاستئناف نشاطه في التصنيع رد عليه الموظف الليبي مازحا بقوله إن الزيارة لن تكون إلا زيارة شخصية و رئيس عمر كغيره من رجال الأعمال العالميين يتوق للعودة إلى ليبيا لاستئناف مشروعه بعد الحرب التي استمرت ثمانية أشهر وأطاحت بمعمر القذافي بعد 42 عاما في الحكم ولكن في ظل اختفاء الأمن وانتشار السلاح في ليبيا قد لا تكون عودة هولاء سريعة أو سهلة.

وخلال هذه الأيام سيعلن رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب تشكيلة حكومته الجديدة التي ستواجه مهمة صعبة لفرض سيطرة المجلس الوطني الانتقالي على البلاد وتنشيط الاقتصاد وإرساء الديمقراطية وستضطر الحكومة لبناء مؤسسات من البداية والمحافظة على جهود تنشيط قطاع النفط الليبي ونزع السلاح من المجموعات المسلحة.

واشار رجل أعمال أوروبي عاد إلى لبييا قبل بضعة أسابيع بعد مغادرته للبلاد أثناء الصراع "إنها صورة قاتمة إلى حد ما تلك التي تظهر الآن. نهبت المكاتب في الصراع وليس من الواضح من بيده مقاليد الأمور ومع من يجب أن تتحدث ومضيفا حاولت الذهاب للعثور على عملائي القدامى للحصول على مستحقات مالية لكن كيف يدفعون لي؟ لم تعد الخدمات إلى عملها المعتاد بعد فالبنوك مازالت محدودة في عملياتها.

وتواجه ليبيا أيضا بعد الحرب نقصا في الأوراق النقدية وقد زار رجل الأعمال مكتبه القديم ومنزله لكنه كالعديد من الأجانب في ليبيا الآن فضل الإقامة في مجمع مؤمن بأحد فنادق طرابلس الفخمة وقال رجل الأعمال ليست هناك شرطة وليس هناك أمن الآن لكنني آمل أن تتحسن الأوضاع ويمثل إخضاع المجموعات المسلحة لسيطرة الحكومة تحديا صعبا. ويأخذ كثير من العاملين الأجانب موقف الانتظار والترقب لحين عودة الاستقرار.

واوضح  عبد الحكيم بلحاج وهو قائد إسلامي لإحدى المجموعات المسلحة في ندوة بجامعة طرابلس إن الاقتصاد يعاني بسبب شح الأموال وإن انتشار السلاح أحد أسباب المشكلة فيما يتعلق بالسياحة والشركات الأجنبية ومعظم الشركات العاملة في أبراج طرابلس إحدى المباني الإدارية الرئيسية في العاصمة هي شركات ليبية. وأعادت شركات الطيران الأجنبية القليلة التي تنظم رحلات إلى ليبيا فتح أبوابها لكن أروقتها هادئة.

وقال جاك مولان مدير استشارات المخاطر في موريليا انفستمنتس إن الاشتباكات بين مجموعات مسلحة أثنت الشركات الأجنبية عن العودة سريعا إلى ليبيا واضاف مولان يجب أن تتحسن الظروف الأمنية السيئة ليعود المستثمرون الصراع الحالي بين مجموعات مسلحة يجب أن يحل لتهدئة مخاوف المستثمرين وإلا فإن العديد من الشركات في قائمة مجلة فورتشن لأكبر 500 شركة لن تعود إلى ليبيا. 

لكن بعد انتهاء الحرب والسعي لتشكيل الحكومة يزن المسؤولون في الشركات الأجنبية الفرص مقابل المخاطر في البلد المنتج للنفط والغاز الذي يمتلك موارد تمكنه من دفع ثمن احتياجاته من إعادة الإعمار والرعاية الصحية وأرسلت عدة دول غربية وفودا تجارية لكن لم يظهر حتى الآن فائزون كبار في السباق نحو العقود وكانت هيريتيج أويل البريطانية من الشركات التي سارعت إلى التحرك إذ أنها أنفقت 19.5 مليون دولار لشراء حصة مسيطرة في شركة الصحراء للخدمات النفطية التي مقرها بنغازي في أكتوبر/ تشرين الأول في صفقة نفتها المؤسسة الوطنية للنفط الليبية لكن المدير المالي للشركة قلل من شأن نفي المؤسسة الوطنية للنفط قائلا إن الشركة أجرت محادثات إيجابية مع المؤسسة.

المصدر: موقع "نقودي.كوم"