تقرير يرصد ازدياد الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالنفط

تاريخ النشر: 22 فبراير 2015 - 08:22 GMT
البوابة
البوابة

رصد تقرير عن استراتيجيات التداول والاستثمار في العالم ازدياد الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالنفط، لكنه قال إن ذلك يأتي مع الحذر من «مطب التسلم المؤجل»، لافتا إلى أن «فخ التسلم المؤجل يعيث فسادا في أسعار النفط الخام خلال الأشهر الستة الماضية». ومع ذلك دعا المستثمرين الباحثين عن الانتعاش للتحلي بالصبر.

وأعد التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أمس، أولي سلوث هانسن، رئيس استراتيجية السلع في «ساكسو بنك». ويقدم البنك للمستثمرين والعملاء من المؤسسات مجموعة متكاملة من الأدوات لاستخدامها في استراتيجياتهم للتداول والاستثمار. وهو يعمل بترخيص ورقابة أوروبية كاملة. ويقع مقره الرئيسي في كوبنهاغن في الدنمارك.

وأضاف التقرير أنه بعد الهبوط بما يزيد على 50 في المائة في أسعار النفط الخام منذ يوليو (تموز) الماضي، جذب النفط الخام الاهتمام بصورة متزايدة من المستثمرين الذين يرون الأسعار المنخفضة في الوقت الحالي على أنها غير قابلة للاستمرار على المدى الطويل.

وقال التقرير إنه، وكنتيجة لذلك «شهدنا تدفقات صافية لأكثر من 5 مليارات دولار أميركي في صناديق الاستثمار المتداولة في الطاقة منذ بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني)»، مشيرا إلى أن أكبر صندوق استثمار متداول في النفط الخام، وهو صندوق النفط الأميركي «إل بي»، شهد حجما كبيرا من الأسهم تحلق بالقرب من ستة أضعافها في غضون ثلاثة أشهر فقط، وارتفعت حاليا لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ 2009.

ويلقي التقرير بالأساس «نظرة قريبة» على النفط الخام الذي أصبح موضوع استثمار ساخنا خلال الأشهر القليلة الماضية. ويقول إنه عند النظر إلى أداء السلع التي يتم تداولها على شكل عقود آجلة وتتطلب إدراجا منتظما، لم يظهر الأداء الحقيقي غالبا بصورة صحيحة، بسبب عجز الرسوم البيانية، مع الأخذ بالحسبان عائد إدراج سلبي أو إيجابي بين عقد منتهي الصلاحية والعقد الذي يليه.

وقبل أن يلقي الضوء على الوضع الراهن بهذا الشأن، يلفت التقرير الانتباه إلى أن إقبالا مشابها على صناديق الاستثمار المتداولة في النفط، سبق أن شهده الجميع بعد انهيار السعر في 2008 - 2009 عندما توقفت كثير من الاقتصادات الرئيسية، تزامنا مع احتدام الأزمة المالية في ذلك الوقت.

وكنتيجة لهذا، هبط الطلب على النفط الخام من حافة الجرف وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياته في 4 سنوات بتاريخ 19 سبتمبر (أيلول) 2008 عند 32.40 دولار أميركي، وتضاعف سعر خام غرب تكساس الوسيط خلال الأشهر الستة اللاحقة، لكن عوائد المستثمرين في صناديق الاستثمار المتداولة في النفط خلال الوقت نفسه، كانت أقل من 20 في المائة.

أما في الوقت الحالي، وكما يقول التقرير، «تنشأ حالة مشابهة»، خاصة أن الجدل الدائر حول ارتفاع أسعار النفط في المستقبل في ازدياد، لا سيما بسبب حجم مشاريع النفط الأولية الضخمة التي تم إلغاؤها حاليا. ويزيد موضحا: «سواء كانت عمليات البيع الشرهة مدفوعة بانخفاض الطلب، كما كان الحال في 2009، أو بسبب ارتفاع العرض في هذه المرة، فإن تأثيرها مشابه على منحنى النفط».

وعن التسلم المؤجل وزيادة سعر التسليم المؤجل، يقول إنه في الحالة التي تكون فيها أسعار النفط الآجلة أعلى من الأسعار الحالية، ستتكبد صناديق الاستثمار المتداولة خسارة عند نهاية كل شهر، بسبب قيام مزود صندوق الاستثمار المتداول بشراء العقود التالية بسعر أعلى من سعر المبيع.

ويضيف أن هذا الشكل في منحنى العقود المستقبلية يدعى بـ«التسلم المؤجل»، ويحدث في الحالات المشابهة للحالة الراهنة، حيث تبقي وفرة التوريدات الأسعار العاجلة تحت الضغط.

أما السيناريو العكسي، الذي يسمى بـ«زيادة سعر التسليم المؤجل» ففيه ترفع الندرة في السوق الفعلية الأسعار العاجلة فوق الآجلة منها. ويرصد التقرير ازدياد هذه الحالة تكرارا خلال السنوات القليلة الماضية خصوصا بعد الربيع العربي الذي رفع عدد اضطرابات العرض، في إشارة إلى الأحداث التي مرت بها دول، مثل ليبيا وتونس ومصر وغيرها منذ عام 2011.

وبغض النظر عن رؤية تداول أسعار النفط الخام في أغلب الأحيان على الهامش خلال السنوات الثلاث، فإن التقرير يقول إن ذلك «خلق بيئة الإدراج الإيجابية لصناديق الاستثمار المتداولة في النفط مع تحقيق المستثمرين لعوائد ضخمة».

ويقول في موضع آخر إن فخ تأجيل التسليم، عاث فسادا في النفط الخام خلال الأشهر الستة الماضية، لا سيما في خام برنت، وأخيرا في خام غرب تكساس الوسيط. وهو يرجح أنه يمكن أن ترتفع التخمة الحالية في العرض، المقدرة بنحو 1.5 إلى مليوني برميل يوميا، أكثر من ذلك خلال الأسابيع المقبلة، وبالتالي «يتوجب على المستثمرين الباحثين عن الانتعاش التحلي بالصبر. وفي هذه الأثناء عدم الشعور بالإحباط حول عدم رؤية العائد الذي تشير إليه عقود النفط الآجلة في نهاية المطاف».

ووفقا لما هو متداول في أكبر صناديق الاستثمار في النفط والمقاسة بالتدفقات الصافية منذ الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فإن صندوق النفط الأميركي إل بي (USO:arcx) يسعى للحصول على نتائج استثمار تعكس التغيرات في سعر العقود الآجلة الخاصة بخام غرب تكساس الوسيط، وفقا لما انتهى إليه رئيس استراتيجية السلع في «ساكسو بنك»، الذي يشير أيضا إلى سعي خام بلومبيرغ ألترا بروشيرز (UCO:arcx) إلى الحصول على نتيجة استثمار تتماشى مع ضعف الأداء الفعلي للمؤشر الفرعي لنفط بلومبيرغ الخام.

ويكشف أيضا عن سعي النفط الخام الخاص بـ«ساكس غولدمان آي باث»(OIL:arcx) إلى الحصول على نتيجة استثمار تتماشى مع مؤشر عائد النفط الإجمالي الخاص مع «إس أند بي جي إس سي آي». ويقول إن هدف صندوق نفط «دي بي باورشيرز» (DBO:arcx) يتمثل في تتبع العائد الفائض لمؤشر العائد الأمثل للنفط الخام (دي في آي كيو).