حظي لقاء الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باهتمام ومتابعة كبيرة في الأسواق خاصة تأكيدات البلدين على عدم وجود تعارض بينهما فيما يتعلق بأسواق الطاقة والتأكيد على رغبتهما في استمرار التنسيق والتعاون المشترك لضبط المعروض النفطي وتعزيز النمو والاستقرار في الأسواق.
وتتطلع الأسواق لنتائج منتدى بطرسبيرج الاقتصادي الذي يشارك فيه المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ومن المتوقع أن يسفر عن تفاهمات سعودية - روسية جديدة تعزز أجواء الثقة بالسوق وتعمق التعاون بين الجانبين وذلك في إطار سلسلة من المباحثات المتواصلة بين وزيري الطاقة السعودي خالد الفالح والروسي إلكسندر نوفاك.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور إمبرجيو فاسولي مدير مركز دراسات الطاقة في مدينة لوزان السويسرية لـ "الاقتصادية" إن المباحثات السعودية - الروسية الجديدة في بطرسبيرج كشفت – بحسب وزارة الطاقة الروسية – عن تزايد رغبة الشركات الروسية في العمل في السوق السعودية وزيادة تبادل الخبرات والتعاون التكنولوجي في كل جوانب صناعة النفط.
وتابع قائلا: إن التراجعات السعرية التي أعقبت مد العمل باتفاق خفض الإنتاج لا تعني إفراغه من مضمونه أو أن تأثيرات الإنتاج الصخري أقوي وستظل غالبة على السوق، مشيرا إلى أن الاتفاق يبعد عن التأثيرات الصادمة للسوق وينظر إلى مصلحة السوق والصناعة على المدى الطويل وسيصحح الأوضاع تدريجيا خاصة فيما يتعلق بفائض المخزونات وعلاج الخلل في علاقة العرض بالطلب.
من جانبه، قال سيفين شيميل مدير شركة "فى جي إندستري" الألمانية " لـ"الاقتصادية" إن أفاق نمو الطلب مرضية للغاية وأن الربع الثالث سيشهد نموا جيدا للطلب بما يعزز الأسعار ويتغلب على تأثيرات وفرة الإمدادات التي يقودها الإنتاج الأمريكي، مشيرا إلى أن موسم الرحلات الصيفية في الولايات المتحدة بدأ مؤشراته القوية بما يدعم الأسعار بشكل تدريجي ومؤثر.
وقال إن الزيادة المتواصلة في الحفارات النفطية الأمريكية للأسبوع التاسع عشر لا تعني أن وضع السوق سيستمر على الوتيرة نفسها، موضحا أن "أوبك" عملت من خلال التخفيضات الجديدة على حدوث توازن دقيق في السوق وبما لا يسمح بطفرات جديدة في إمدادات الإنتاج الصخري الأمريكي.
من جانبها، قالت نينا أنيجبوجو المحللة الروسية ومختصة التحكيم الدولي لـ "الاقتصادية" إن القمة السعودية - الروسية جاءت إيجابية بشكل كبير وأكدت استمرار التعاون والشراكة بين البلدين على نطاق واسع وغير مسبوق.
وأوضحت أن قضايا التصنيع المشترك للمعدات النفطية ستكون مطروحة على مائدة البحث بين وفدي السعودية وروسيا في منتدى بطرسبيرج الاقتصادي وأنه من المتوقع أن تمثل نقلة نوعية في برامج التعاون المشترك في مجال الطاقة، معتبرة أن علاقات التعاون بين البلدين في أفضل فتراتها منذ تم التوافق على خفض الإنتاج في ديسمبر من العام الماضي.
في سياق متصل، واصلت أسعار النفط تراجعاتها السعرية بسبب تخمة المعروض التي يقودها الإنتاج الأمريكي وسط حالة من القلق في السوق من قدرة اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده "أوبك" وكبار المنتجين المستقلين على امتصاص هذا الفائض واستعادة حالة التوازن في السوق.
وسجل النفط الصخري أعلى مستوى في عامين، فيما أكدت "أوبك" أن اتفاق خفض الإنتاج والذي تم تمديده إلى مارس من العام المقبل 2018 ستظهر تأثيراته تدريجيا وسيتمكن من تقليص المخزونات وإعادة التوازن للسوق بحلول الربع الثالث من العام الجاري.
وفي إطار تعميق علاقاتها مع المنتجين من خارج أوبك، بدأت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" اتصالات جديدة مع المكسيك وهي من أبرز المنتجين خارج المنظمة بهدف تطوير الاتفاقية وزيادة فاعلية التخفيضات وتشجيع منتجين جدد على الانضمام للاتفاقية.
وفي هذا الصدد التقى محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك مع ألدو فلوريس- كيروغا، نائب وزير الطاقة لشئون المحروقات في المكسيك وذلك بمقر الأمانة العامة لأوبك في فيينا.
وأوضح بيان لأوبك أن باركيندو ونائب وزير الطاقة المكسيكي بحثا التطورات الحالية في سوق النفط والمسائل المتعلقة بنتائج الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك والدول المنتجة المستقلة الذي عقد يوم الخميس الماضي.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، هبطت أسعار النفط أمس تحت ضغط مخاوف من أن تكون تخفيضات الإنتاج من جانب كبار المصدرين في العالم غير كافية للتخلص من تخمة المعروض التي دفعت الأسواق للهبوط على مدار ثلاثة أعوام.
وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت 45 سنتا للبرميل إلى 51.84 دولار بحلول الساعة 1000 بتوقيت جرينتش بعد أن زاد 14 سنتا أمس الأول، ونزل الخام الأمريكي الخفيف 25 سنتا إلى 49.55 دولار للبرميل.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون من خارجها بينهم روسيا الأسبوع الماضي على تمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية الربع الأول من 2018، أي لفترة تسعة أشهر إضافية.
وستستمر أوبك والمنتجون من خارجها في خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل عن مستواه في نهاية العام الماضي. لكن التخفيضات لم تقلص المخزونات كثيرا وانخفض السعر بعد الإعلان عن اتفاق أوبك.
وتراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية أمس في طريقها صوب تكبد أول خسارة خلال ثلاثة أيام، تحت ضغط توقعات تسارع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة لمستوىات أعلى جديدة خلال نحو عامين، الأمر الذي من المنتظر أن يؤثر سلبا في تحقيق التوازن سريعا بالسوق،على الرغم من تمديد أوبك اتفاق خفض الإنتاج حتى الربع الأول من العام المقبل.
وبحلول الساعة 09:40 بتوقيت جرينتش تراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 49.55 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 50.05 دولار وسجل أعلى مستوى 50.09 دولار وأدنى مستوى 49.43 دولار.
ونزل خام برنت إلى مستوى 51.80 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 52.21 دولار وسجل أعلى مستوى 52.33 دولار، وأدنى مستوى 51.72 دولار.
وحقق النفط الخام الأمريكي "تسليم يوليو" أمس الأول، ارتفاعا بنسبة 0.3 في المائة في ثاني مكسب يومي على التوالي واستقرت عقود برنت "عقود يوليو" عند التسوية دون أي تغيير يذكر.
وفي الولايات المتحدة ارتفعت منصات الحفر والتنقيب في منطقة الحقول الصخرية للأسبوع التاسع عشر على التوالي إلى إجمالي 722 منصة، وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2015، الأمر الذي عزز من توقعات تسارع إنتاج النفط الصخري لمستوىات هي الأعلى فيعامين.
وبلغ الإنتاج الأمريكي 9.32 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي 19 أيار (مايو) الجاري، وهو أعلى مستوى للإنتاج منذ آب (أغسطس) 2015.
وتسارع الإنتاج في الولايات المتحدة من المنتظر أن يؤثر سلبا في تحقيق التوازن سريعا بالسوق، على الرغم من تمديد منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" والمنتجين المستقلين لاتفاق خفض الإنتاج العالمي حتى آذار (مارس) 2018.
وانخفضت الأسعار الأسبوع الماضي بعدما امتنعت أوبك وباقي المنتجين الآخرين من تمديد الاتفاق لفترة زمنية أطول أو تعميق كميات التخفيضات بأكثر من 1.8 مليون برميل يوميا.
وأكد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية أن مردود تخفيضات الإنتاج سيظهر أكثر خلال الربع الثالث من هذا العام، وتوقع انخفاض مخزونات الخام العالمية إلى متوسط خمس سنوات مطلع العام المقبل.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجلت 49.67 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 49.48 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس: إن سعر السلة التي تضم متوسطات 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاضين سابقين وأن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه في الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 51.54 دولار للبرميل.
اقرأ أيضًا:
اجتماع روسي سعودي حول النفط... هل سيكون هناك اتفاقاً لخفض الإنتاج؟
هل من جديد من للقاء المرتقب بين منتجي النفط بقيادة السعودية وروسيا؟