سلام فياض قلق على مصير انجازاته الاقتصادية

تاريخ النشر: 01 سبتمبر 2011 - 08:55 GMT
البوابة
البوابة

تشتد وتيرة التوتر داخل صفوف القيادة الفلسطينية مع اقتراب موعد التوجه لمنظمة الأمم المتحدة لطلب الاعتراف بعضوية فلسطين التامة في المنظمة الأممية في سبتمبر.
 
ليس جميع أعضاء القيادة الفلسطينية على قناعة تامة بضرورة القيام بهذه الخطوة التي يدفع اليها بشدة الرئيس محمود عباس.
 
تشير بعض التقارير التي تم تسريبها من الاجتماعات المغلقة لقيادة السلطة الى أن رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، هو أحد اهم المعارضين للقيام بمثل هذه الخطوة مما يعكس الهوة الكبيرة في وجهات النظر بين رئيس السلطة ورئيس حكومته واخرين.
 
ويمثل سلام فياض التيار البراغماتي والعملي لبناء الدولة الفلسطينية في حين يعتقد معارضو أبو مازن انه يعرض الفلسطينيين للخطر ويدفع بهم الى عزلة سياسية في الساحة الدولية.

تقارير غير رسمية كشفت ان فياض طلب من عباس مؤخرا تأجيل التوجه للأمم المتحدة لقلقه من أن العقوبات الاقتصادية المتوقعة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، في حال قام الفلسطينيون بهذه الخطوة، سوف تؤدي الى انهيار السلطة الفلسطينية اقتصاديا وماليا والى حلها فعليا.
 
وأضاف المقربون من فياض انه أوضح لأبي مازن بأن "التوجه الأحادي الجانب للامم المتحدة يجب أن يكون الملاذ الأخير للفلسطينيين وفقط عندما تصل المفاوضات الى طريق مسدود." وأضاف المقربون ان ابا مازن ما زال متمسكا بموقفه.
 
وقال صائب عريقات، الذي يحث القيادة الفلسطينية على الذهاب الى الأمم المتحدة، أن الادارة الأمريكية أكدت له، خلال جولة لقاءاته الأخيرة في واشنطن، بأنها عازمة على استخدام حق النقض "الفيتو" ضد الطلب الفلسطيني بالاعتراف في الأمم المتحدة. واضاف عريقات ان الادارة الأمريكية هددت ايضا بوقف المعونة للسلطة الفلسطينية. ومن هنا ينبع قلق فياض لان مثل هذا السيناريو قد يقضي على خطته لبناء الدولة الفلسطينية وعلى رؤيته الاقتصادية.
 
ان خطة "انهاء الاحتلال , بناء الدولة" هي الخطوة التي يقودها رئيس الحكومة فياض من أجل إقامة الدولة الفلسطينية بشكل عملي. فمنذ 2009، شرع فياض بتنفيذ برنامجه لبناء الدولة من اسفل الى أعلى. وتتمحور هذه الخطوة حول ضرورة إقامة مؤسسات سياسية واقتصادية ومالية متينة لتشكل أرضية صلبة لبناء الدولة الفلسطينية المستقبلية.
 
وبدأت خطة فياض تأتي ثمارها حيث بلغت نسبة النمو الاقتصادي المحقق في الضفة الغربية 9.3% السنة الماضية، مما يعتبر انجازا عظيما في ظل التعقيدات المختلفة على الارض. الاسواق تزدهر ورجال الأعمال يشتغلون ويعقدون الصفقات ومستوى الحياة يرتفع. فعلى سبيل المثال، تم افتتاح سينما في مدينة نابلس بعد 22 عام.
 
لقد ركّزت حكومة فياض جهودها لتشجيع القطاع الخاص من أجل تطوير النمو الاقتصادي وخلق اماكن عمل لكبح جماح البطالة مما حذا بالمجتمع الدولي للاستمرار بتقديم الدعم السياسي والمالي للسلطة الفلسطينية.
 
ان عملية بناء الدولة تتجسد على الأرض وليس عبر المعطيات الماكرو اقتصادية فحسب.  وأفضل مثال على ذلك هي روابي، المدينة الفلسطينية النموذجية الأولى قرب رام الله والتي تهدف لاستيعاب 40 ألف نسمة. يذكر أن هذه المدينة تقع ضمن منطقة A الخاضعة تماما للسلطة الفلسطينية، مما يقطع الطريق أمام أي محاولة إسرائيلية لعرقلة المشروع.
 
وبالإضافة لمدينة روابي، يسعى فياض لإقامة مدينة مشابهة تدعى " قمر" شمالي مدينة أريحا في منطقة غور الأردن. كما وتتضمن خطة رئيس الحكومة الربط بين قرية العوجة ومدينة أريحاعلى حساب مساحات تقع ضمن منطقة الخاضعة لاسرائيل. بالاضافة لذلك، تقدّم فياض بطلب لتشييد مطار جوي فلسطيني جنوبي أريحا، الأمر الذي عارضته إسرائيل.
 
ويقول محللون في مجال الاقتصاد ان الوضع الاقتصادي في فلسطين تدهور قليلا في الاشهر الخيرة نتيجة عدم وجود افق سياسي من جهة وتدهور الاقتصاد الدولي من جهة اخرة مما يؤكد ان الضعف الاقتصادي الحالي ليس منسوبا الى سياسة فياض وحكومته.
 
ويعمل الفلسطينيون أيضا على الصعيد الأمني والقضائي لترسيخ نفوذهم كدولة حيث يعتبر الجهاز القضائي، الذي أسسته حكومة فياض تحت إشراف الدول المانحة والاتحاد الأوروبي، إنجازا لا يستهان به، ناهيك عن جهود هذه الحكومة في محاربة الفساد وزيادة الشفافية. ومن الجدير بالذكر ان سلام فياض يحث رجاله على محاربة الفساد بكل اشكاله. وقد اعتقل مؤخرا إسماعيل دعيق وزير الزراعة بتهمة الفساد ويخضع للتحقيق.
 
ولم يغفل العالم عن الانجازات المهمة التي حققتها خطة فياض مما جعلها تحظى بتأييد منظمات اقتصادية ودولية هامة. وقد أشار تقرير البنك الدولي من سبتمبر 2010 إلى أن " استمرار السلطة الفلسطينية في بناء المؤسسات وتقديم الخدمات العامة يجعلها جاهزة لاقامة الدولة في المستقبل القريب."
 
وبالموازاة مع بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، يقود فياض سياسة نضال مدني شعبي عارم ضد إسرائيل تتكون من عدة خطوات على رأسها مقاطعة المنتجات التي يتم تصنيعها في المستوطنات اليهودية. ويقول مقربو فياض ان اهدافه الوطنية تسعى لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة وازدهار اقتصادي يحقق نمو يخلق اماكن عمل ويخفض البطالة. وهذا طبعا يتماشى مع قيام علاقات سياسية مميزة في الساحة الدولية لدولة فلسطين المستقبلية ولذلك الامر الذي يخشى منه سلام فياض هو قيام محمود عباس بتخريب تطلعات الشعب الفلسطيني بتوجهه للامم المتحدة في سبتمبر.

المصدر: موقع "نقودي.كوم"