عبر نحو 80 شخصا، من أفراد الجالية الروسية في سوريا أمس، منطقة المصنع الحدودية إلى «مطار بيروت الدولي»، حيث انتظرتهم طائرتان روسيتان، لنقلهم إلى بلادهم.
عند الساعة الثانية وعشر دقائق ظهر أمس، وصل موكب الرعايا الروس إلى منطقة المصنع الحدودية في ظل إجراءات أمنية مشددة، اتخذها الجيش اللبناني ومديرية المخابرات في الجيش، مع مواكبة لآليات تابعة للشرطة العسكرية، وضم الموكب خمس حافلات وبداخلها الرعايا الروس ومعظمهم من النساء والأطفال. وسبق وصول الموكب الروسي حضور وفد من السفارة الروسية في بيروت، عمل على التحضير لإجراءات العبور التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات. وخرج الموكب الروسي من منطقة المصنع قرابة الخامسة والثلث. كما اتخذت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفوج التدخل الثاني إجراءات أمنية مشددة على طول الطريق الدولية الممتدة من منطقة المصنع الحدودية، وصولاً إلى مخفر ضهر البيدر. وشوهد انتشار أمني وعسكري مؤلل على طول المفارق التي تقع على الطريق الدولية في البقاع الأوسط.
وفي موسكو، أعلن ديبلوماسي روسي، أمس، أن نحو مئة روسي يرغبون في مغادرة سوريا توجهوا إلى لبنان ومنه إلى موسكو، إلا أنه شدد على أن الأمر لا يعني إطلاقا خطة لإجلاء الرعايا معدة من قبل موسكو. وقال الديبلوماسي: «هناك آلاف المواطنين الروس في سوريا. المشكلة هي أن الرحلات الجوية لم تعد تقلع من دمشق، لذلك نحاول مساعدة مئة أو 150 على الأكثر على مغادرة سوريا عن طريق بيروت بسبب قربها». وأضاف: «نحاول ببساطة مساعدة الناس الذين قدموا إلى القنصلية الروسية في دمشق ليطلبوا المساعدة». وتابع: «عندما يكون هناك عدد كاف من الأشخاص الذين يطلبون مساعدة القنصلية سننظم رحلات جديدة». ونفى الديبلوماسي المعلومات التي تحدثت عن اجلاء الرعايا الروس من سوريا. وقال: «إنها ليست عملية إجلاء. ليس هناك أي ضغط ليغادر الروس سوريا، لأن هناك مناطق عديدة في سوريا آمنة تماما ولا تطالها أعمال العنف والمعارك». وأفادت الناطقة الرسمية باسم وزارة الطوارئ إيرينا روسيوس لوكالة «نوفوستي» أن «الوزارة، بأمر من القيادة الروسية، أرسلت طائرتين من طراز «ايل ـ 76» و«ياك 42» إلى مطار بيروت، ليتمكن المواطنون الروس في سوريا من العودة إلى أرض الوطن. وأضافت: ان الطائرتين تتمكنان من نقل 100 شخص.
ووصل الموكب الذي ضم خمس حافلات، ثلاث منها مخصصة للركاب، واثنتان لنقل الحقائب، إلى مطار بيروت الدولي مساء، وسط مواكبة أمنية مشددة، قبل إتمام المعاملات وتوجه الطائرتين بركابهما نحو العاصمة الروسية موسكو.
من جهة أخرى، ويوما بعد يوم تتصاعد حركة تدفق السوريين وعائلاتهم إلى لبنان عبر منطقة المصنع الحدودية التي شهدت أمس ازدحاما كبيراً في أعداد الداخلين إلى لبنان من العائلات السورية، ومعظم العابرين من النازحين، الذين حملوا معهم أمتعتهم وفرشهم وبعض حاجياتهم المنزلية.
ووفق مصادر أمنية، فإن حركة العبور بالاتجاهين تبلغ يومياً نحو 25 ألف عابر. ويبقى منهم أكثر من ألفي عابر على الأقل داخل الأراضي اللبنانية. وتسبب الازدحام باصطفاف طوابير السوريين أمام مكاتب الأمن العام المخصصة لإجراءات الدخول التي شهدت بعض الإشكالات بين السوريين أنفسهم خلال التدافع لتسوية أوراقهم، مع تسجيل معاناة عند كثير من العائلات السورية التي شكت من تأخير معاملاتها بالرغم من ارتباطها بمواعيد سفر عبر مطار بيروت، حتى أن البعض اضطر إلى إلغاء سفره.
وشهدت باحة الدخول إلى لبنان في منطقة المصنع اكتظاظا بعشرات السيارات والحافلات المتوسطة والصغيرة، التي جمع في ما بينها مشهد حقائب الألبسة والفرش والحاجيات المنزلية التي وضعت على أسقفها الخارجية. وتسبب ازدحام العائلات السورية على ابواب الامن العام بمعاناة للعابرين اللبنانيين، الذين واجهوا صعوبة في الوصول إلى الأماكن المخصصة لاجراء معاملاتهم.