تواجه ليبيا صعوبات في الحفاظ على تشغيل شبكة الكهرباء مع تضرر الإمدادات من جراء نقص كميات الوقود والغاز اللازمة لتوليد التيار الكهربائي وتنافس حكومتين على السيطرة على البلاد.
ووفقاً لـ "رويترز"، يقول سكان في طرابلس وبنغازي أكبر مدينتين في ليبيا إنهم يعانون منذ أيام انقطاع الكهرباء لفترات تصل إلى عشر ساعات أو يزيد، وتعطلت اتصالات الهاتف المحمول في مناطق في شرق ليبيا هذا الأسبوع بسبب نقص الكهرباء.
وأشارت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا في موقعها الإلكتروني إلى تقسيم الشبكة لعدة مناطق وما لذلك من تأثير سلبي في وضع الشبكة وعدم استقرارها وتعرضها لحالات من الإطفاء التام.
ولم تكشف الشركة عن تفاصيل لكن مسؤولين شكوا من أن محطات الكهرباء تضررت أو أصبح الوصول إليها متعذرا بسبب اشتباكات قريبة منها، وذكرت الشركة أن بعض المحطات مثل محطة هون في وسط ليبيا توقفت عن العمل بسبب الأوضاع الأمنية المتردية.
وأشارت الشركة إلى أنها تسعى إلى إصلاح شبكة الكهرباء لكن مغادرة عدد من الشركاء الأجانب البلاد لدواع أمنية حال دون استكمال المشاريع، وتشهد ليبيا حاليا صراعا على السلطة بين مقاتلين سابقين ساهموا في الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.
وانتقل رئيس الحكومة المعترف بها دوليا والبرلمان المنتخب إلى الشرق بعدما سيطرت جماعة منافسة على طرابلس في آب (أغسطس) وأعادت تنصيب البرلمان القديم وشكلت لنفسها حكومة أخرى.
وهبط إنتاج النفط في ليبيا إلى نحو 350 ألف برميل يوميا بما يعادل نحو 20 في المائة من مستوياته في 2013 مع توقف عمل موانئ تصدير رئيسية في الأشهر القليلة الماضية بسبب قتال بالقرب منها.
ونزل إنتاج الغاز كثيرا منذ إغلاق ميناء السدر أكبر مرافئ ليبيا والحقول المتصلة به في كانون الأول (ديسمبر) حين حاولت قوة متحالفة مع الحكومة التي مقرها طرابلس السيطرة على الميناء.
وباتت الشركات الأجنبية تحجم عن التعامل مع ليبيا، وفي الأسبوع الماضي قال مسؤولون إن مسلحين اقتحموا حقل المبروك النفطي واختطفوا ثلاثة فلبينيين وقتلوا نحو عشرة أشخاص. وتجري الأمم المتحدة حالياً جولة جديدة من المحادثات بين طرفي الصراع في مدينة غدامس في مسعى إلى نزع فتيل الأزمة، ويأمل الوسطاء أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق على حكومة وطنية لكن ليس من المتوقع إحراز تقدم فوري.
وكانت الولايات المتحدة وخمس دول حليفة لها حذرت أمس الأول من أن ليبيا قد تواجه الإفلاس في حال استمر تراجع أسعار النفط، وعبرت تلك الدول عن قلقها البالغ إزاء العواقب الاقتصادية للأزمة السياسية والأمنية على ازدهار ليبيا في المستقبل، مشيرين إلى أنه في ضوء تراجع أسعار النفط وضعف الإنتاج فسوف تواجه طرابلس عجزا في الموازنة قد يستهلك كل مواردها المالية إذا لم يستقر الوضع.