سوق النفط سيشهد صراع الحصص من جديد

تاريخ النشر: 21 مايو 2015 - 07:35 GMT
ارتفعت أسعار النفط الخام أمس متعافية من هبوطها الحاد في الجلسة السابقة مع صدور بيانات تظهر انخفاض مخزونات الخام الأمريكية أكثر من المتوقع في الأسبوع الماضي
ارتفعت أسعار النفط الخام أمس متعافية من هبوطها الحاد في الجلسة السابقة مع صدور بيانات تظهر انخفاض مخزونات الخام الأمريكية أكثر من المتوقع في الأسبوع الماضي

اتجهت أسعار النفط الخام إلى التعافي بعد تراجعات محدودة سابقة وسجل سعر النفط الخام الأمريكي وخام برنت ارتفاعات مدعوما بأنباء عن تحسن في مستوى الطلب العالمي خاصة الأمريكي مع استمرار انخفاض المخزونات النفطية.

واعتبر مختصون نفطيون أن حالات تراجع الأسعار في السوق أصبحت أقل وأقصر في فترات حدوثها، وأن الأسعار تتجه إلى النمو بشكل أكبر وسيكون على نحو أكثر تسارعا في الفترة المقبلة مدعوما بتقلص الفجوة بين العرض والطلب واستمرار تراجع المخزونات الأمريكية وتوقف الحفارات.

وقال لـ "الاقتصادية"، ماركوس كروج كبير المختصين في شركة أي كنترول لأبحاث النفط والغاز، "إن الأنباء الإيجابية عن مستويات الطلب تدعم السوق على نحو واسع، إضافة إلى التراجع المستمر في مستويات المخزونات النفطية، إلى جانب توقف الحفارات النفطية الأمريكية".

وأشار كروج إلى وجود عدد من العوامل الأخرى يتوقف عليها مدى استمرار التحسن في مستوى أسعار النفط، أهمها أداء الاقتصاد العالمي بشكل عام ومدى استمرار زيادة المعروض العالمي من النفط خاصة في ضوء زيادة إمدادات الشرق الأوسط على حساب تراجع في الإنتاج الأمريكي، موضحا أن المخاوف من أي تعطل محتمل في إمدادات الشرق الأوسط تقفز بمستويات الأسعار.

وشدد كروج على ضرورة السيطرة على أنشطة المضاربة في سوق النفط ومنع التجارة غير الشرعية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية وفى نفس دعم الاقتصادات الدولية من خلال تنويع مصادر الطاقة والدخل وتقوية العملات الوطنية أمام الدولار الأمريكي الذى يتسبب نموه في إضعاف أسعار النفط الخام.

من جهته، يرى رالف فالتمان المختص النفطي، أن المنافسة على الحصص السوقية ستشتعل من جديد في الفترة المقبلة خاصة مع الرغبة الشديدة من بعض الدول المنتجة في استعادة أسواقها السابقة في الصين وكوريا الجنوبية وأوروبا والقفز بصادراتها النفطيةد، وفى نفس الوقت نجد خطوات أمريكية واسعة نحو تقليل الواردات النفطية من النفط التقليدي خاصة من الشرق الأوسط في محاولة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي.

وقال فالتمان "إن المطلوب هو مزيد من التنسيق والتعاون بين المنتجين لمنع وقوع هزات جديدة للسوق، لكن في الأغلب أن حالة وفرة المعروض وإن استمرت بعض الوقت فلن تقود إلى تراجعات حادة في السوق بسبب عديد من المتغيرات التي حدثت أخيرا في السوق وأهمها تقلص الإنتاج الأمريكي وتحسن مستويات الطلب العالمي".

وجدد فالتمان المطالبة لمنظمة أوبك والمنتجين الآخرين الذين سيجتمعون في فيينا أوائل الشهر المقبل في سيمنار يسبق الاجتماع الوزاري للمنظمة، بالعمل على دعم نمو الأسعار من أجل تنشيط الاستثمارات النفطية من جديد التي تقلصت على نحو واسع خلال الفترة الماضية، وجمدت عديدا من المشاريع بسبب تراجع الأرباح وارتفاع تكاليف التشغيل.

وأوضح سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، أن منظمة أوبك تستعيد كثيرا من دورها الدولي المؤثر في صناعة وتجارة النفط، وأن هناك كثيرا مما يمكن أن تقدمه لتنشيط السوق في الفترة المقبلة، ولعل أبرز هذه الإجراءات مشروع فنزويلا لخلط النفوط الثقيلة والخفيفة لإنتاج خام متوسط، وهذا المشروع يمكن أن ينشط الصناعة ويقوي برامج التعاون بين المنتجين.

وأشار جرلاخ إلى نمو تجارة النفط بين فنزويلا والجزائر بصفة خاصة إلى نحو 20 مليون برميل سنويا بهدف دعم برنامج إنتاج النفط المتوسط وهو ما يمكن أن يكون منافسا قويا للنفط الأمريكي.

وتوقع جرلاخ استمرار "أوبك" بنفس السياسات خاصة الحفاظ على نفس مستوى الإنتاج في ضوء الأزمة الحادة التي تواجه الإنتاج الصخري حاليا بسبب انخفاض الأسعار، مشيرا إلى أن "أوبك" إنتاجها ثابت على مدار عشر سنوات، وأن الطفرة قادتها دول خارج "أوبك" ثم أضيرت منها مع الوقت بسبب تراجع الأسعار واشتداد المنافسة ووفرة العرض.

وذكر جرلاخ أن السوق تتجه إلى استعادة التوازن حاليا بفضل خبرة "أوبك" في إدارة الأزمة، حيث أدركت مسبقا أن المنتجين الجدد سيواجهون صعوبات وأن السوق ستنقي نفسها بنفسها وتستعيد توازنها وسيصمد أصحاب القدرة الأعلى على التواؤم مع المتغيرات وامتصاص هزات السوق والأقدر على تبني سياسات مرنة في الإنتاج وتحمل المستويات المنخفضة للأسعار.

على صعيد الأسعار، تعافت أمس أسعار النفط العالمية في السوق الأوروبية من أدنى مستوياتها في أسبوعين بدعم من آمال بتحسن الطلب الأمريكي بعد انخفاض لثالث أسبوع على التوالي لمخزونات النفط في الولايات المتحدة وبيانات قوية لقطاع الإسكان أكدت سلامة مسار نمو أكبر اقتصاد مستهلك للنفط في العالم.

وارتفعت أسعار النفط الخام أمس متعافية من هبوطها الحاد في الجلسة السابقة مع صدور بيانات تظهر انخفاض مخزونات الخام الأمريكية أكثر من المتوقع في الأسبوع الماضي.

وبحلول الساعة 1431 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر برنت في العقود الآجلة 92 سنتا إلى 64.94 دولار للبرميل بعدما لامس مستوى 65.02 دولار في وقت سابق من الجلسة.

وارتفع سعر الخام الأمريكي 74 سنتا إلى 58.73 دولار للبرميل متراجعا من أعلى مستوى له في الجلسة 58.90 دولار للبرميل.

ونزلت أسعار النفط أكثر من 3 في المائة أمس الأول بفعل صعود الدولار ومخاوف من تخمة متنامية في المعروض قال جولدمان ساكس "إنها ستؤدي إلى عودة الخام لمستوياته المتدنية التي سجلها في 2015".

وقال معهد البترول الأمريكي "إن مخزونات الخام الأمريكية تراجعت 5.2 مليون برميل الأسبوع الماضي". وكان محللون استطلعت "رويترز" آراءهم توقعوا انخفاض المخزونات بواقع مليون برميل.

ووجدت الأسعار دعما أيضا في بيانات اقتصادية قوية في آسيا. ونما الاقتصاد الياباني ثالث أكبر اقتصاد في العالم بمعدل سنوي بلغ 2.4 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي.

ومن جانبها تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 61.11 أول أمس مقابل 62.98 دولار للبرميل في اليوم السابق عليه.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء عاد إلى الانخفاض وكسر حاجز 62 دولارا للبرميل هبوطا، الذى كان محور سعر السلة طيلة تعاملات الشهر الجاري".

اقرأ أيضاً: 

دول خليجية تمتنع عن تزويد الصين بشحنات نفط إضافية

انخفاض جديد لأسعار النفط مدفوعا بوفرة المعروض

أوبك تدمج نفطها الثقيل بالخفيف لمنافسة الخام الأمريكي

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن