أفادت مصادر بريطانية مطلعة "الاقتصادية" بأن محادثات المجلس المحلي لمدينة مانشستر البريطانية مع مجموعة "أبوظبي الاتحاد للتنمية والاستثمار" أسفرت عن توقيع شراكة تقوم بمقتضاها المجموعة الإماراتية باستثمار مليار جنيه استرليني على مدار عشرة أعوام لبناء وتشييد ستة آلاف وحدة سكنية جديدة في مانشستر وضواحيها.
وستتمخض المرحلة الأولى من الاتفاق المقرر أن تنطلق العام المقبل عن تشييد 830 وحدة سكنية في منطقة "انكوتس" في مانشستر و"نيو إزلنجتون" في شرق المدينة.
ويعد هذا المشروع السكني الجديد الأكبر في تاريخ المدينة البريطانية العريقة منذ عقود، إلم يكن الأكبر في تاريخها. ويعول المجلس المحلي لمانشستر على أن يمثل المشروع عاملا لجذب الفئات العمرية بين 25 و39 سنة التي تعاني ارتفاع أسعار العقارات في أنحاء متفرقة من المملكة المتحدة، خاصة لندن، وسط آمال معقودة بأن يساعد في رفع معدلات التنمية في مانشستر.
وأوضح لـ "الاقتصادية" مارك دونالد من المجلس المحلي لمانشستر قائلا "دون الاستثمارات الإماراتية لم يكن ممكنا للمدينة المضي قدما في هذا المشروع العملاق، وإذا كانت الوحدات السكنية تمثل حجر الزاوية لهذا المشروع فإنه يتضمن أيضا عددا من مراكز الرعاية الصحية والاجتماعية والمدارس الابتدائية، إضافة إلى مجموعة من المحال التجارية، إنه باختصار عملية تطوير شاملة لأجزاء مختلفة من مانشستر، خاصة شرق المدينة".
ونظرا لضخامة المخطط الذي وضعه المجلس المحلي لتطوير مانشستر الذي يتضمن تشييد 55 ألف وحدة سكنية بحلول عام 2027، فإنه ترك الباب مفتوحا لأي مستثمر آخر يرغب في المشاركة في هذا المشروع أو في أي مشاريع لتطوير البنية الأساسية لمانشستر، وتحديدا المنطقة الشرقية.
واعتبر مارك دونالد المستشار المالي لمجموعة بنك لويدز أن فائدة المشروع ستتجاوز كونه مشروعا سكنيا لآلاف من العائلات، بل سيمثل وسيلة أساسية لخلق مئات بل آلاف من فرص العمل"، مضيفا "لكن الأهم أن المشروع يكشف عن نمط جديد من التعاون التنموي بين منطقة الخليج العربي والمملكة المتحدة، فالنمط السابق يعتمد على التعاون بين الحكومات، الآن نجد دورا متزايدا للمؤسسات الخاصة، والأهم العمر الزمني للمشروع، فهذا يعني أن الشراكة لن تعتمد على الربح السريع، وهذا سيخلق مزيدا من الاستقرار طويل الأمد للطرفين".
ويتوقع البعض أن يمثل هذا المشروع بداية لمزيد من التعاون بين المدينة ومجموعة أبوظبي، حيث يمثل نموذجا يحتذى لعدد آخر من المدن البريطانية، لإمكانية التعاون مع الشركات المهيمنة على الأندية الرياضية. وتعد مجموعة "أبوظبي الاتحاد للتنمية والاستثمار" شركة استثمارية يمتلكها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وقد أسست عام 2008، وتمتلك حاليا نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، كما أنها استثمرت في أصول رياضية أخرى من بينها نادي نيويورك سيتي لكرة القدم، ونادي ملبورن سيتي لكرة القدم، إضافة إلى مانشستر سيتي للكرة النسائية.