تقرير: هل تنجح محاولات ترميم طريق الحرير؟!

تاريخ النشر: 10 يوليو 2010 - 03:18 GMT
الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف يقلد إحسان أوغلو وسام اسماعيل صمون
الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف يقلد إحسان أوغلو وسام اسماعيل صمون

العالم الإسلامي ينظر شرقا

أنهت منظمة المؤتمر الإسلامي قبل أيام في اسطنبول، سلسلة من الاجتماعات ضمت أجهزتها المتخصصة والمتفرعة في سياق متصل مع جلسة عصف الأفكار التي استضافتها العاصمة الطاجيكية دوشنبيه في 19 مايو الماضي، والتي بحثت تفعيل مشاركة منهجية لدول آسيا الوسطى في الحظيرة الإسلامية.

وترى المنظمة أنه ومنذ عام 1991 تاريخ انضمام دول آسيا الوسطى إلى (المؤتمر الإسلامي)، لم يتم استثمار شراكة حقيقية معها، وتركت فريسة طيّعة لتجاذبات الدول العظمى، حيث تأمل (المؤتمر الإسلامي) في التسلل من زاوية الشراكة الحضارية لاستقطاب دول المنطقة في برامج ثقافية تعيد تصديرها إلى الشعوب الإسلامية قبل الشروع في شراكة صلبة تكفل شكلا من التكامل الاقتصادي معها.

وجهدت الاجتماعات التي رعتها (المؤتمر الإسلامي)، وضمت أيضا البنك الإسلامي للتنمية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ومركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية... خلال أسبوع من العمل في إيجاد صيغ مختلفة للتعاون بغية استنهاض الموروث الثقافي في دول آسيا الوسطى، وإبرازها مجددا للعالم الإسلامي، ومحاولة العثور على آليات للتعاون تشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

كما تلت هذه الاجتماعات باكورة أنشطة منظمة المؤتمر الإسلامي في 18 مايو الماضي في طاجيكستان حين عقد الاجتماع الدوري الأول من نوعه لوزراء الخارجية بالدول الإسلامية في دولة من دول آسيا الوسطى، للتدليل على انتمائها حضاريا إلى جغرافيا العالم الإسلامي، فضلا عن جلسة العصف الفكري التي التأمت على هامش الاجتماع وحملت عنوان (آسيا الوسطى والعالم الإسلامي ـ رؤية إستراتيجية من أجل التضامن) في محاولة يمكن وصفها بـ (اختبار النوايا) بغية ترميم ما كان يعرف بطريق الحرير، فقد استشرفت المؤتمر الإسلامي سبل التعاون الاقتصادي مرورا بـ (أوزبكستان وقرقيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وكازاخستان) التي شكلت في قرون خلت زلال الحضارة الإسلامية، لتكثف من اجتماعاتها في هذه الزاوية بعقد الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية في كازاخستان في مايو من 2011، بالإضافة إلى مؤتمر وزراء الصحة الثالث الذي سيعقد في السنة المقبلة في البلد نفسه.. خطوات يمكن اعتبارها مزاحمة دول إسلامية كبرى (أبرزها تركيا) لنفوذ أمريكي روسي متضارب.

وقدمت الدول الأعضاء في جلسة عصف الأفكار مقترحات لبلورة دور المنظمة في دول الاتحاد السوفييتي السابقة، الأعضاء في المنظمة، كان أبرزها تشكيل فريق عمل يتولى مهمة وضع خريطة طريق لتطوير منظومة دول آسيا الوسطى، بجانب اقتراح آخر ينادي بفتح مكتب إقليمي لتمثيل المنظمة في المنطقة.

وطرحت دول أعضاء مقترحات عملية كإنشاء خط سكك حديدية يربط دول آسيا الوسطى بالخليج العربي في المنظمة في تماثل مع طريق الحرير التجاري. كما دعا بعض المقترحات إلى ضرورة تعزيز السياحة في دول آسيا الوسطى أخذا في الاعتبار العمق الحضاري الذي تتمتع به هذه الدول على امتداد العالم الإسلامي. 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن