سيدة مراكش لغز السيدة الفرنسية التي ترجمت معاني القرآن

تاريخ النشر: 01 يونيو 2024 - 09:53 GMT
 سيدة مراكش لغز السيدة الفرنسية التي ترجمت معاني القرآن
سيدة مراكش لغز السيدة الفرنسية التي ترجمت معاني القرآن

البوابة - سيدة مراكش أو المستشرقة والمستعربة دينيز ماسون (1901-1094)، التي انتقلت من حياة الممرضة الراهبة، إلى عالم الاستشراق. ترجمت معاني القرآن إلى الفرنسية، بعد أن تعلّمت اللغة العربية الفصحى والدارجة المغربية، وصدر كتابها في ألف صفحة لدى أشهر دار نشر في باريس دار غاليمار. لم تذكر Denise Masson اسمها الكامل على الترجمة، تواضعاً منها، أو ربما لعدم استفزاز المشاعر الدينية، التي تنظر باستغراب إلى قيام سيدة بترجمة القرآن، واكتفى الناشر بوضع (دي)، في حين قام مستشرقون ومستعربون رجالاً بترجمة القرآن.

سيدة مراكش لغز السيدة الفرنسية التي ترجمت معاني القرآن

 سيدة مراكش لغز السيدة الفرنسية التي ترجمت معاني القرآن

فهم عميق للإسلام
يشيد أغلب الباحثين بسلاسة ترجمتها وروحانيتها، فهماً عميقاً للقرآن والإسلام، إذ يعدّها الشيخ اللبناني صبحي الصالح  "من أجود الترجمات وفاء لمعاني القرآن". ويقول المستشرق ومترجم القرآن جان غروجين في مقدّمته لكتاب ماسون: "النص القرآني هو معجزة، فهل يكرّر مُترجمه المعجزة تلك؟ يبدو أن الأمر ممكناً عن طريق التعلّق بالنص، والصبر على استقراء معانيه، وذلك ما فعلته ماسون".

التحرّر من الاستعمار
عاشت ماسون بدءاً من العام 1938، في رياض بُني في القرن الثامن عشر، ولا يزال يحمل اسمها حتى اليوم، في درب زمران في حي باب "دكالة" المراكشي في المدينة العتيقة. استقبلت روّاد الحركة الوطنية المغربية، تشجيعاً ومساندة لدول المغرب العربي في التحرّر من الاستعمار الفرنسي، عاشت في الجزائر، واشتغلت ممرضة في تونس والرباط. يقول الباحث والصحفي عبد الرزاق القاروني: "يعدّ الرياض الذي يحمل اسم ماسون، من المعالم التاريخية والسياحية والثقافية بمراكش. بعد وفاتها عام 1994، تولى شؤونه المعهد الفرنسي في المدينة، جاعلاً منه فضاء لاستقبال الفنانين من أجل الإقامة والتفرّغ للإبداع، وتنظيم الفعاليات الثقافية، وورش الفن التشكيلي".
يضيف: "استقبلت ماسون على مدى ستين عاماً كبار الفنانين والمثقفين، وهي كاتبة وموسيقية ورائدة حوار الثقافات الأورو- المغاربية، والديانات السماوية الثلاث".

إرث عريق
لم يكن رياض المستعربة دونيز ماسون بمنأى عن الفنون التشكيلية والبصرية وقت إنشائه، فقد ورثت عن أبيها حب الفن وصداقاته مع الفنانين، مثل النحّات الفرنسي رودان. كان والدها شغوفاً بالأعمال الفنية الانطباعية، وأهدى مقتنياته إلى متحف مدينة "ليل" في فرنسا. وهكذا، ينظّم الرياض المعارض الفنية واللقاءات التشكيلية والندوات الأدبية دورياً.

المصدر: الشرق 

اقرأ أيضاً:

5 فائزات بجائزة غانم غباش للقصة القصيرة