ج. ك رولينج تثير الجدل بعد نشر روايتها الجديدة «Troubled Blood»

تاريخ النشر: 12 أكتوبر 2020 - 05:17 GMT
ج. ك رولينج تثير الجدل بعد نشر روايتها الجديدة «Troubled Blood»

جدل وصراع كبير تسببت به الكاتبة البريطانية ج. ك رولينج، حول الهوية الجنسية في المجتمع الأوروبي؛ وذلك من خلال روايتها الأحدث «Troubled Blood»، وهي الرواية الخامسة في سلسلة "كورموران سترايك" التي كتبتها «رولينج» ونُشرت تحت اسم مستعار روبرت جالبريث منذ طرحها في 15 سبتمبر الماضي.

تدور الرواية التي تحتل قائمة الأعلى مبيعًا بالمكتبات البريطانية، منذ طرحها، حول قاتل متسلسل اختارت لها اسم "سترايك" Strike يتنكر في هيئة امرأة ليصطاد ضحاياه ويفترسهم.  وتقول في هذا الإطار إن شخصية دينيس كريد القاتل المتسلسل المثيرة للجدل في كتابها بنيت على مجرمَين حقيقيين.

شخصية كريد أثارت جدلاً بسبب العادة التي دأب عليها في ارتداء ملابس نسائية، ووضع شعر مستعار كي يتمكن من خداع ضحاياه من الإناث قبل خطفهن. وكان ظهر في كتاب "Troubled Blood" الذي صدر في وقت سابق هذا الأسبوع، حيث يتابع المحققان الخاصان كورموران سترايك وروبن إلاكوت قضية طبيبة عامة اختفت قبل عقود.

وشن المعارضون لأراء «رولينج»، حملة ضدها على مواقع التواصل الاجتماعي منددين بأرائها حول «مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسيًا». بينما تضامن معها عدد من أبرز الكٌتاب البريطانين بلغ عدادهم 58 كاتبًا، وغيرهم من الشخصيات العامة البارزة - بمن فيهم الروائي إيان ماك إيوان والكاتب توم ستوبارد - حيث وقع هؤلاء على بيان للدفاع عنها وعن حرية التعبير، نٌشر في صحيفة صنداي تايمز بتاريخ 27 سبتمبر.

وقال الموقعين على البيان: "لقد أظهرت رولينج نفسها باستمرار على أنها شخص شريف ورحيم". وأنه إذا ما وقفت أعداد أكبر من الناس ضد استهداف النساء على شبكة الإنترنت، فمن غير المقبول أن نقف في وجه من يتصدى لهذا الاستهداف.

وردًا على بيان الكتاب البريطانيين السابق، أصدر مجموعة من الكُتاب البريطانيين، والصحفيين والناشرين، على رأسهم كيران ميلوود هارجريف، وديزي جونسون، بخطاب مفتوح وصُف أنه "رسالة حب وتضامن من أجل المجتمع العابر وغير الثنائي"، مشددًا على دعم الموقعين لـ "رفاهية وحقوق الأشخاص المتحولين وغير الثنائيين". في حين أن الرسالة كانت تحتوي في الأصل على 200 اسم ، فقد تضخمت منذ ذلك الحين إلى 1500 اسم، ولم يذكر البيان اسم الكاتبة ج. ك. رولينج بصورة ماشرة.

ومن جانبها أدانت جونو داوسون، 33 عامًا، أول روائية متحولة جنسيًا، حملة الهجوم على رولينج، مدافعة في الوقت ذاته عن المتحولين جنسيًا وغير ثنائيي الجنس، قائلة: «غالبًا ما يتلقون مثل هذه الإساءات، وأن استمرار رولينج للصور النمطية السلبية عن المتحولين جنسيا الناس "جعلوا الوضع السيئ أسوأ" بالنسبة لهم».

فيما وقعت مجموعة من المؤلفين الأمريكيين والناشرين والصحفيين بقيادة المؤلفة والكاتبة الأمريكية، مورين جونسون، خطابا تضامنيا مع خطاب الكُتاب البريطانيين المهاجم لرولينج. ضم أكثر من 1200 اسم، بما في ذلك ستيفن كينج وروكسان جاي ونيل جايمان وأنجي توماس وجون جرين.

وذكر الخطاب الأمريكي: «نحن كتاب ومحرّرون وصحفيون ووكلاء ومحترفون في أشكال متعددة من النشر، نحن نؤمن بقوة الكلمات ونريد أن نقوم بدورنا للمساعدة في تشكيل منحنى التاريخ نحو العدالة والإنصاف. وبناءً على ذلك فإن الأشخاص المخنثين أشخاصًا طبيعين يحملون هوية جنسية مزدوجة، النساء المتحولات جنسيا هن نساء حقيقيات، الرجال العابرون جنسيا هم رجال مكتملي الرجولة، وحقوق المتحولين هي حقوق إنسان».

جدير بالذكر أن انخراط كاتبة مشهورة مثل ج.ك.رولينج، أعطى قضية حقوق المتحولين جنسيًا الكثير من الشرعية لشيء كان يبدو من قبل هامشيًا في المجتمع الأوروبي. حيث أصبح أكثر قبولًا لأن الناس يعرفون رولينج من خلال سلسلة روايات وأفلام هاري بوتر.

وكانت «رولينج» تعرضت لعاصفة من الجدل بسبب تغريداتها عبر «تويتر» التي اعترضت فيها على استعمال عبارة «الأُناس الذين يحيضون»؛ حيث قالت إنه لا يحيض إلا النساء، وبالتالي لا يجب تجنب استعمال تلك الكلمة. وقالت: «احترم حق كل شخص من مجتمع المتحولين جنسيًا في العيش بأية طريقة تشعره بالأصالة والراحة، ولكن في الوقت ذاته تشكلت حياتي بكوني أنثى، ولا ضرر من استعمال تلك الكلمة لوصف هويتي الجنسية»؛ في إشارة إلى أن كون بعض المتحولين جنسيًا يعانون من الاضطهاد لا يعني بالضرورة إلغاء المسميات الجنسية؛ كالذكر والأنثى التي تُستعمل للتمييز بين الجنسين.