الشارقة للكتاب تعرض كتبا كانت ممنوعة للنشر

تاريخ النشر: 19 نوفمبر 2011 - 07:54 GMT
الشارقة للكتاب تعرض كتبا كانت ممنوعة للنشر
الشارقة للكتاب تعرض كتبا كانت ممنوعة للنشر

دبي الامارات اليوم - «بابا رئيس جمهورية» و«من أنتم» و«واحد حصانة وصلحه»، هي مجموعة من كتب الأدب الساخر التي باتت تباع وتعرض في النور، بعد أن كان محظوراً تداولها من قبل أنظمة وحكومات سابقة أزاحتها ثورات الربيع العربي، خصوصاً ثورتي تونس ومصر فجرت الطاقات الكامنة داخل الكتاب الساخرين.

 

ولاقت كتب الأدب الساخر رواجاً لافتاً خلال عرضها في معرض الشارقة الدولي للكتاب، في دورته الـ،30 التي تقام حالياً في مركز اكسبو الشارقة وتستمر حتى 26 من الشهر الجاري، خصوصاً أن تلك الكتب كشفت فساد الحكومات العربية المخلوعة وتطرقت إلى كواليس النواب والحصانات البرلمانية، إضافة إلى تناول سيناريو التوريث الرئاسي بأسلوب الإسقاط الساخر.

 

ولم تخلُ الكتب المعروضة، في دور النشر المصرية على وجه الخصوص، من شعارات وعبارات وألقاب وصفوا بها الثورة والزعماء المخلوعين والأحزاب التي كانوا ينتمون إليها، منها ما أطلقه كتاب «واحد حصانة وصلحه» للكاتب الصحافي محمد زكي، على رموز الحزب الوطني الحاكم في مصر من ألقاب منها «حزب المايونيز الأرستقراطي» في إشارة واضحة إلى أن حزب الرئيس المخلوع مبارك أفسد الحياة السياسية في مصر، واستخف بمعاناة الأغلبية العظمى من الشعب المصري الذي يعيش أغلبه تحت خط الفقر.

 

 

قال الناشر في دار أطلس للنشر والانتاج الاعلامي، حسام حسين، لـ«الإمارات اليوم» إن «كتب الأدب الساخر لاقت رواجاً في الفترة التي سبقت سقوط النظام وبعد قيام ثورة 25 يناير، لاسيما أن النظام السابق كان يضيق الخناق على الكتاب والمؤلفين والأدباء وجميع أوجه الفن والثقافة المصرية، خصوصاً الذين يتعارضون مع الحزب الحاكم في البلد».

 

ولفت إلى أن «أهم الكتب التي تصدرها الدار وتعرضها حالياً في معرض الشارقة للكتاب، تصب في إطار الثورة وشباب 25 يناير، وقصة التوريث الرئاسي التي نجح الثوار في افشالها، وملاحقة رموز الفساد في الحزب الحاكم».

 

وذكر حسين أن كتاب «واحد حصانة وصلحه» للكاتب الصحافي محمــد زكي «يكشف فساد حزب الرئيس المخلوع»، فيما رصد كتاب «بابا رئيس جمهورية» للكاتب نفس، «موضوعات شكلت معاناة للشارع المصري منها تهديد التوريث الرئاسي والتعامل بلغة الضرب والتهديد، كما يعرض لملاحقة رموز الفساد في البلد بعد بزوغ انتصار ثورة الشباب وسحق النظام الفاسد كاملاً بعد سقوطه تحت أقدام ثوار وشباب التغيير».

 

وتعرض في الدار المصرية اللبنانية ضمن معرض الكتاب، رواية «7 أيام في التحرير» للكاتب هشام الخشن، وتناولت الرواية الخلفية الاجتماعية للثورة بأسلوب روائي سردي قائم على التشويق، وتدور أحداثها حول شخصيات عايشها الكاتب خلال الثورة ينتمون إلى منطقة واحدة في شارع حسين حجازي بالقصر العيني القريب من ميدان التحرير، إلا أنهم يختلفون في الانتماءات السياسية والدينية والعقائدية، فمن بينهم شباب من «الإخوان المسلمين»، وعضو الحزب الوطني المتنفذ، والشاب الثائر، ورجل قبطي، ورجل الأعمال، وطالب في كلية الشرطة.

 

وقال الناشر محمد مسلم، أحد المشاركين في المعرض لـ«الإمارات اليوم»، إن «الشخصيات يتوالى ظهورها في الرواية بحسب المؤلف الذي يسعى من التعددية في الانتماءات إلى إظهار كيف أنست المظاهرات في ميدان التحرير الشباب خلافاتهم واختلافاتهم، خصوصاً أنهم تجمعوا لسبب واحد وهو التفكير في مستقبل مصر واصلاحها، رافعين شعار (تحيا مصر)».

 

«من أنتم»

 

أكد مسلم أن هناك كتباً كثيرة ظهرت بعد اندلاع الثورات العربية وقبل سقوط الأنظمة الفاسدة، منها رواية «ثورة الثوم والبصل» التي «تناولت معاناة الثوار وتصديهم للغاز المسيل للدموع الذي كانت تطلقه الأجهزة الأمنية بأقنعة الثوم والبصل»، وكتاب «من أنتم» وهي العبارة الشهيرة التي وجهها العـــقيد معمر القذافي لشعبه في خطابه الأول بعد اندلاع ثورة ليبيا، ويلفت الكتاب بأسلوب ساخر إلى لقطات من عبارات القذافي، منها عبارة «من أنتم» «التي أسهمت في صمود الثورة ومطالبتها بإسقاط نظام حكم 42 عاماً من دون أن يعرف من يحكم».

 

كما صدرت كتب تناولت رسومات كاريكاتيرية خاصة بثورات الربيع العربي، منها كتاب «الشعب لما» للفنانين دينا سعيد وعبدالرحمن سعيد و«18 يوم» للرسامة الكاريكاتيرية حنان الكرارجي، أما كتاب «مائة خطوة من الثورة ويوميات من ميدان التحرير» للكاتب أحمد زغلول الشيطي، فتناول الكتاب يوميات التحرير الـ18 وما صاحبها من قنابل الغاز والرصاص المطاطي التي أطلقت على المتظاهرين في ميدان التحرير، وحالات الاستشهاد والجرحى والمستشفيات، إذ تمكن الكاتب من وصف ما شاهده من نافذة شقته القريبة من ميدان التحرير.

 

إلى ذلك، قال المشارك في معرض الشارقة للكاتب صاحب دار المتوسط للنشر، منذر الساسي، إن «ثورة الياسمين أسهمت بشكل واضح في انتشار ورواج كتب الأدب الساخر في تونس، خصوصاً أن «النظام السابق كان يحظر دخول أو تداول مثل تلك الكتب، وذلك لأسباب أمنية بحسب تقديرهم».

 

ولفت الساسي إلى أن «معظم كتاب الأدب الساخر التونسيين، يؤلفون كتبهم وينشرونها في دول أوروبا وتحديداً فرنسا، وذلك تجنباً للمشكلات الأمنية التي قد تطالهم أو الملاحقات والمضايقات من قبل قوات الأمن التابعة للنظام السابق».