اعلن الجيش الاميركي انه قتل نحو 70 من عناصر جيش المهدي في الاشتباكات الاخيرة في النجف ومدينة الصدر، بينما تحدثت مصادر طبية عراقية عن 11 قتيلا فقط. ياتي هذا فيما رجح رئيس مجلس الحكم غازي الياور، ان تقود الولايات المتحدة القوة المتعددة الجنسيات التي ستعمل في العراق بعد نقل السلطة.
وقال الجيش الاميركي إن دبابات اميركية تعززها المروحيات قصفت عناصر جيش المهدي المتحصنين في منطقة المقابر بمدينة النجف الاربعاء وقتلت عشرات منهم.
وقال مسؤول كبير في الجيش الاميركي في بغداد ان ما يقرب من 50 من افراد الميليشيا قتلوا في الاشتباكات التي دارت خلال الليل وقبل الفجر ولكنه رفض التصريح برقم محدد للقتلى.
وقال شهود عيان ان نحو 30 شخصا جرحوا في الهجوم على المقاتلين الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي بدأ انتفاضة ضد القوات الاميركية في جنوب العراق وبعض أحياء بغداد قبل نحو ستة أسابيع، وذلك بالتزامن مع اصدار مذكرة اعتقال بحقه لاتهامه بتدبير عملية اغتيال الزعيم الشيعي عبد المجيد الخوئي في النجف العام الماضي.
وذكر المسؤول الاميركي ان قرابة 20 من أفراد الميليشيا قتلوا في قتال دار ليلا في حي مدينة الصدر في بغداد الذي يعد معقلا لانصار الصدر.
وتتناقض ارقام الضحايا التي يتحدث عنها الجيش الاميركي مع تلك التي اعلنها انصار الصدر ومصادر طبية عراقية.
فقد اعلنت مصادر طبية في مستشفى المدينة العام في النجف، أن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 50 آخرين في المعارك التي دارت بين قوات الاحتلال ومقاتلي جيش المهدي قرب مقبرة وادي السلام بالمدينة فجر الاربعاء.
كما اعلن مصدر في مكتب الشهيد الصدر في مدينة الصدر ببغداد أن اثنين من مقاتلي جيش المهدي قتلوا في المواجهات التي دارت مع قوات الاحتلال إثر دخول دورية عسكرية اميركية المدينة.
وفي سياق متصل اتهم الشيخ قيس الخزعلي المتحدث باسم الصدر قوات الاحتلال الأميركي باستخدام أسلحة محرمة دوليا لضرب جيش المهدي في معركة وادي السلام واستهداف ضريح الإمام علي "كرم الله" وجهه بالصواريخ.
ودعا الخزعلي الخبراء لمعاينة المنطقة وأكد أن لديه أدلة بهذا الشأن.
في غضون ذلك اتهم القيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عمار الحكيم القوات الأميركية بالتباطؤ في التعامل مع المبادرات السلمية الهادفة إلى إنهاء الأزمة القائمة بين الصدر وسلطات الاحتلال.
الياور: قيادة اميركية للقوة متعددة الجنسيات
سياسيا، اكد رئيس مجلس الحكم الانتقالي غازي عجيل الياور الاربعاء ان القوة متعددة الجنسيات التي ستعمل في العراق بعد نقل السلطة الى العراقيين في الثلاثين من حزيران/يونيو المقبل ستكون على الارجح تحت قيادة اميركية وبمشاركة عدد من وحدات الجيش العراقي.
وقال الياور في مؤتمر صحافي عقد في مقر سلطة الائتلاف في بغداد ردا على سؤال حول من سيتولى قيادة تلك القوات "افترض ان قائدها الذي سيعمل بمشاركة العراق انه سيكون على الارجح اميركيا".
واضاف ان "وحدات من الجيش العراقي ستشارك في هذه القوات متعددة الجنسيات مشاركة فعالة بموافقة الامم المتحدة".
وتابع ان "المهم ليس من هو القائد المسؤول عن القوات بل ان القوات المسلحة العراقية ستكون تحت قيادة عراقية ولكن هناك بعض الوحدات التي ينبغي ان تكون تحت قيادة اجنبية بغض النظر عن من تكون" من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
واعرب الياور عن ترحيبه بمشاركة قوات من الدول العربية في القوات المتعددة الجنسيات، وقال "انني ارحب بمشاركة الدول العربية المعتدلة في هذه القوات لتكون جزءا من القوات متعددة الجنسيات في العراق".
وحول الجدول الزمني لعمل هذه القوات، قال الياور "ليس هناك من جدول زمني ولا نستطيع وضع جدول زمني لان هناك عناصر سيئة ستنتظر هذا التاريخ لتعيد نشاطها لذلك لم نحدد جدولا زمنيا".
واكد الياور انه "عندما ترى القيادة (العراقية) امكانية تولي المسؤولية فأننا لن نتردد في شكر اصدقائنا ونطلب منهم الرحيل ولكن هذا لن يكون في القريب لان وجودها ضروري".
وينص مشروع القرار الذي قدمته لندن وواشنطن الاثنين الى مجلس الامن الدولي على عودة السيادة الى العراقيين وعلى تفويض لمدة سنة للقوات الاجنبية للبقاء في العراق، بحسب نسخة عن مشروع القرار.
وحول رأيه بأن تشغل السفارة الاميركية المزمع فتحها بعد نقل السلطة الى العراقيين القصر الجمهوري، قال الياور "القصر الجمهوري الذي بني في الخمسينيات من القرن الماضي هو رمز سيادي للعراق وتعاقبت عليه قيادات عراقية مختلفة ولن نقبل بذلك وهم ايضا لن يفكروا بشغله".
واضاف ان "كل ما في الامر انهم يستخدمونه حاليا لانهم محتلون ولكن لن يرفع فيه علم غير العلم العراقي" مستقبلا.
واوضح الياور ان "الامر يحتاج الى شهور لتحويل محتوياتهم واجهزة اتصالاتهم وارشيفهم فهو قصر ضخم جدا وليس غرفة او غرفتين".
وشدد المسؤول العراقي انه "لن يتم التفريط بأي رمز من رموز البلاد ابدا".
وحول رايه في تصريح الرئيس الاميركي جورج بوش الاخير حول امكانية هدم سجن ابو غريب، قال الياور ان "الرئيس الاميركي كان واضحا في كلامه فهو قال :اذا رغب العراق في ذلك، ونحن في مجلس الحكم نقول "اننا لانرغب بذلك والامر متروك للحكومة العراقية المؤقتة المقبلة".-–(البوابة)—(مصادر متعددة)