استشهد ثلاثة فلسطينيين بنيران القوات الاسرائيلية التي توغلت في ثلاثة مخيمات في قطاع غزة وهدمت اكثر من عشرين منزلا، وذلك في عملية ما تزال متواصلة،. ياتي ذلك فيما اعلنت اللجنة الرباعية تاييدها لخطة فك الارتباط واعتبرتها "فرصة نادرة" لاحلال السلام.
وقال الجيش الاسرائيلي أن ناشطين فلسطينيين اقتربا، صباح اليوم الاربعاء، من الجدار الألكتروني شمالي قطاع غزة وقاما بتشغيل عبوة ناسفة بالقرب من قوة عسكرية إسرائيلية، وان الجنود اطلقوا النار عليهما مما أدى إلى استشهادهما.
ومن جهة ثانية، فقد استشهد شرطي فلسطيني في دير البلح، بنيران القوات الاسرائيلية التي واصلت عملية واسعة بدأتها صباح الاربعاء في ثلاثة مخيمات بوسط وجنوب قطاع غزة.
واوضحت مصادر طبية فلسطينية ان الشهيد عبد الله عبد الفتاح الجمال (25 عاماً) من البريج، سقط جراء اصابته برصاصة في البطن.
وكان شهود ومسؤولون أمنيون افادوا في وقت سابق إن قوات اسرائيلية تعززها الدبابات والمروحيات هاجمت اهدافا للنشطاء في ثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة في ساعة متأخرة الليلة الماضية.
وقال الشهود ان اكثر من 20 مدرعة اسرائيلية اقتحمت مخيم رفح قرب الحدود المصرية وان عددا مماثلا من المدرعات اقتحم مخيم دير البلح في وسط غزة.
وهدمت جرافات الجيش الاسرائيلي 15 منزلا على الاقل في مخيم خان يونس فيما حلقت طائرات الهليكوبتر فوق المخيم.
واضافوا ان عشرات الاسر فرت من منازلها في رفح للاحتماء في مدارس او عند أقارب يقيمون بعيدا عن مواقع الغارات.
وقال مصدر عسكري اسرائيلي ان الجنود كانوا يهاجمون اهدافا للنشطاء في المخيمات الثلاثة ويبحثون عن انفاق تستخدم لتهريب الاسلحة ولمنع مزيد من الهجمات بالاسلحة النارية وقذائف المورتر والصواريخ المضادة للدبابات على الاسرائيليين في غزة.
وفي وقت سابق الليلة الماضية، أفادت مصادر فلسطينية أن ستة فلسطينيين أصيبوا بجروح برصاص الجيش الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأضافت المصادر أن أحد المصابين هو فتى يبلغ من العمر 16 عامًا وصفت جراحه بأنها بالغة.
ومن جهة اخرى، فقد اعلن الجيش الاسرائيلي انه اعتقل تسعة نشطاء فلسطينيين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، للاشتباه بتورطهم في عمليات معادية لإسرائيل.
الرباعية تؤيد خارطة الطريق
وتاتي هذه التطورات غداة تاكيد رباعي الوساطة في الشرق الاوسط عقب اجتماعه في نيويورك الليلة الماضية، تاييده لخطة فك الارتباط التي اعلنها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، وتنص على انسحاب اسرائيل من قطاع غزة وازالة اربع مستوطنات معزولة في الضفة الغربية.
ودعت اللجنة لانسحاب اسرائيلي كامل من قطاع غزة ووصفت الخطة بانها فرصة "نادرة" للسلام رغم رفض حزب ليكود الحاكم لها خلال استفتاء اجراه الاحد الماضي. وقال مسؤولون في اللجنة انه يتعين ان يتفاوض الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي على القضايا الاكثر حساسية في انتقاد ضمني لتصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش التي أيد فيها احتفاظ اسرائيل بأغلب مستوطنات الضفة مع حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حق العودة.
وتضم اللجنة الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا.
وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بعد اجتماع مغلق دام أكثر من ساعتين ان اللجنة تنظر الى الوضع الحالي في الشرق الاوسط "بقلق بالغ".
وتلا انان بيانا أصدرته اللجنة الرباعية قائلا "لاحظنا بايجابية اعلان رئيس الوزراء شارون نيته الانسحاب من كل مستوطنات غزة وأجزاء من الضفة الغربية."
وأضاف ان هذا يوفر فرصة "نادرة في البحث عن السلام في الشرق الاوسط."
وتابع "هذه المبادرة التي يجب ان تؤدي الى انسحاب اسرائيلي كامل ونهاية تامة للاحتلال في غزة يمكن ان تكون خطوة نحو تحقيق رؤية دولتين وقد تستأنف التقدم في خارطة الطريق."
وقال انان "نشير أيضا الى انه يتعين الا يتخذ اي طرف اجراءات من جانب واحد ليحسم مسبقا مسائل لا يمكن تسويتها الا من خلال المفاوضات والاتفاق بين الطرفين." وكان موقف بوش بشان عودة اللاجئين وبقاء المستوطنات والذي حدده في خطاب وجهه الى شارون قد أثار حنق كثير من الفلسطينيين لانهم رأوا انه يمنعهم من التفاوض مع اسرائيل على مسألتين رئيسيتين تخصهما.
وبات السلام أصعب منالا بسبب هجمات شنها فلسطينيون على أهداف اسرائيلية خلال الاسابيع الاخيرة فضلا عن اغتيال اسرائيل للشيخ احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وعبد العزيز الرنتيسي قائد الحركة في قطاع غزة.
ورفض سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي التعليق على موقف بوش لكنه شدد على ان "كل مسائل الوضع النهائي وخاصة اللاجئين والحدود يتعين تسويتها من خلال المفاوضات بين الطرفين."
وحضر اجتماع اللجنة الرباعية في الامم المتحدة يوم الثلاثاء وهو الاول من نوعه منذ سبتمبر ايلول الماضي عنان ولافروف ووزير الخارجية الاميركي كولن باول وخافيير سولانا منسق الشؤون الخارجية والامنية للاتحاد الاوروبي.
وقال مسؤول بالامم المتحدة طلب عدم ذكر اسمه "شعورهم هو ان مبادرة شارون أحادية الجانب يتعين انتهازها والاعتماد عليها.. الامريكيون يضغطون على شارون لتدويلها."
وأضاف "لكن ما يهم هو ما يحدث على أرض الواقع. حقيقة لا أحد يعرف ما الذي سيحدث غدا. اذا قدم شارون بالفعل نسخة أقل فيتعين ان تكون هذه نقطة انطلاق جديدة لهم.
وقد رحبت السلطة الفلسطينية واسرائيل ببيان الرباعية الذي اعتبرته الاولى "خطوة ايجابية".
وقال وزير العمل الفلسطيني غسان الخطيب ان "بيان اللجنة الرباعية الدولية يشكل خطوة ايجابية مقارنة ببيان الرئيس الاميركي جورج بوش والضمانات التي اعطاها لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون"0
واشار الى اهمية ما ورد في بيان الرباعية وخاصة تأكيدها على قرارات الشرعية واسس عملية السلام وضرورة ان يكون الحل عبر التفاوض.
ودعا الخطيب الى ضرورة ان تقوم الرباعية الدولية بطرح برنامج تحرك سياسي لتنفيذ خارطة الطريق ويضع حدا للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
كما أشاد نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ببيان الرباعية، لكنه شدد على أهمية تطبيق خارطة الطريق التي أكد أن السلطة الفلسطينية ملتزمة بها.
وطالب اللجنة بالعمل على التنفيذ الفوري لهذه الخطة من خلال إرسال مراقبين دوليين للإشراف على التطبيق الدقيق والكامل لها.
كما عبر عبر مسؤول كبير في رئاسة الحكومة الإسرائيلية عن ارتياح إسرائيل للدعم الذي أبدته المجموعة الرباعية لخطة شارون، واعتبر ذلك دعما مهما له.—(البوابة)—(مصادر متعددة)