3 شهداء برفح وتركيا تدرس استدعاء سفيرها احتجاجا على الاعتداءات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين

تاريخ النشر: 26 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتل الجيش الاسرائيلي فلسطينيا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وابلغ الجانب الفلسطيني بوجود شهيدين اخرين شمال المدينة. وفي غضون ذلك، اعلنت تركيا انها تدرس استدعاء سفيرها في اسرائيل للتشاور، وذلك في خطوة قالت انها تعكس قلقها المتنامي ازاء مواصلة اسرائيل عملياتها العسكرية ضد الفلسطينين. 

وافاد مصدر طبي فلسطيني ان فلسطينيا استشهد مساء الاربعاء، اثر تعرضه لنيران القوات الاسرائيلية في مدينة رفح. 

وقال مدير عام الاسعاف والطورائ في وزارة الصحة الفلسطينية، معاوية حسنين، ان محمد محمود زعرب (42 عاما)، أصيب بعيار ناري في الصدر أطلقه عليه جنود الاحتلال، في منطقة رفح الغربية قرب مستوطنة عتسمونا أدت إلى استشهاده متأثرا بجراحه. 

وأوضح أن جنود الاحتلال فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة من أبراج للمراقبة في محيط المستوطنة على مجموعة من المواطنيين كانوا يقومون بانتشال بعض من أمتعتهم من تحت انقاض منازلهم التي دمرها الجيش الإسرائيلي في المنطقة مما أدى إلى استشهاد زعرب. 

من جهة اخرى، اعلن ناطق باسم مديرية الأمن العام في قطاع غزة، ان قوات الاحتلال الإسرائيلي أبلغت الجانب الفلسطيني، مساء الاربعاء، بوجود شهيدين بالقرب من معبر صوفا شمال مدينة رفح. 

وقال الناطق أنه جار التأكد لمعرفة صحة البلاغ الإسرائيلي، وقد تم الطلب بإدخال طواقم طبية وسيارة إسعاف إلى المكان. 

وكان شهود عيان ذكروا أن قوة عسكرية إسرائيلية توغلت في شمال رفح، وشرعت بعمليات تجريف واقتلاع للأشجار في أراضي المواطنين. 

وقتلت القوات الاسرائيلية اكثر من 55 فلسطينيا وهدمت عشرات المنازل وشردت المئات في الهجوم الذي استمر ستة أيام وانتهى الاثنين الماضي في منطقة رفح. وتقول اسرائيل ان عملها الذي أثار انتقادات عنيفة في الخارج كان مشروعا لتدمير ما تقول انها انفاق لتهريب السلاح. 

تركيا تدرس استدعاء سفيرها 

اعلن وزير الخارجية التركي عبد الله غول الاربعاء، ان تركيا تدرس استدعاء سفيرها في اسرائيل الى انقرة للتشاور. 

واوضح غول في مؤتمر صحافي في انقرة ان الخطوة تعكس قلق تركيا المتنامي ازاء العملية السلمية في الشرق الاوسط في وقت تواصل فيه اسرائيل عملياتها العسكرية ضد الفلسطينين. 

وقال "نحن مهتمون بالمسيرة السلمية ونتابعها عن كثب لمحاولة احيائها..ومن اجل تقديم مساهمة مناسبة، فاننا قد نستدعي سفيرنا لعدة ايام من اجل التشاور، سيعود بعدها" الى اسرائيل. 

واشار غول كذلك الى انه يدرس خيارا اخر، وهو ارسال دبلوماسي رفيع الى القنصلية التركية في القدس، والتي تقوم برعاية العلاقات مع الفلسطينيين. 

وقال "هناك دول اخرى قامت بذلك". 

وقال السفير الاسرائيلي في انقرة، بيني افيف الاربعاء، انه وفقا لوزارة الخارجية التركية، فان انقرة لم تتخذ قرارا بعد بشان استدعاء سفيرها. 

وعقد البرلمان التركي جلسة استماع خاصة الاربعاء، تركزت حول الاحداث الاخيرة في الاراضي الفلسطينية. 

وقال غول خلال الجلسة ان تركيا تعتز تقوية علاقاتها مع السلطة الفلسطينية. 

وكان المسؤولون الاتراك قد رفعوا مؤخرا من وتيرة انتقاداتهم لافعال اسرائيل، وغالبا ما وصفوا العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين بانها ارهاب دولة. 

والثلاثاء، شبه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان العمليات العسكرية التي قام به الجيش الاسرائيلي في رفح بانها لا تجعل هناك أي فرق بين اسرائيل ومنظمة ارهابية. 

وقال رئيس الوزراء التركي، خلال مقابلة مع وزير البنى التحتية الإسرائيلي، يوسيف باريتسكي في العاصمة التركية "لا أرى هناك أي فرق، هم يقتلون المدنيين وأنتم تقتلون المدنيين. أنتم تدعون أنكم تحاربون الإرهاب ، لكن لا أرى ما هو الفرق".  

وأضاف "ما تقومون به هو قتل مدنيين، لا يمكنني تقبل ذلك لأنه لا يشجع على المضي قدمًا في تسوية الصراع". 

والأسبوع الماضي وصف أردوغان عملية الجيش الإسرائيلي ضد مظاهرة فلسطينية أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين بأنها "إرهاب دولة". 

واتهم اردوغان اسرائيل علنا في اذار/مارس بممارسة "الارهاب" بعد قتل الشيخ أحمد ياسين زعيم حماس. وبعد شهر قتلت اسرائيل عبد العزيز الرنتيسي وهو زعيم اخر لحماس. 

وهون الوزير الاسرائيلي من شأن التوترات مع اردوغان. وقال دبلوماسيون اسرائيليون ان الاجتماع المقرر أن يستمر 30 دقيقة امتد لاكثر من ساعة وانتهى بتبادل الابتسام. 

وقال باريتسكي "هناك خلافات -وهي تحدث بين الاصدقاء...لكن لدي احساسا بأن رئيس الوزراء يتفهم العلاقة الخاصة بين اسرائيل وتركيا وانه يريد استمرار هذه العلاقة." 

وقال باريتسكي ان اردوغان رفض دعوتين له ولجول لزيارة اسرائيل. وقال المسؤول التركي ان زيارة اسرائيل في الوقت الراهن ستغضب الشعب التركي. 

وقال مسؤولون أتراك ان حكومة اردوغان في وضع صعب اذ تحرص على الابقاء على علاقات بناءة مع الدولة اليهودية لكنها غاضبة وحساسة تجاه مشاعر الرأي العام. 

وقال مسؤول تركي "لا أقول ان العلاقات تواجه صعوبات لكن الحكومة مثل أي حكومة منتخبة بشكل ديمقراطي تحاسب من قبل شعبها." 

وأضاف "ما تقوم به اسرائيل من هدم وما الى ذلك لا يريح الحكومة التركية." 

وتتمتع تركيا ذات الاغلبية المسلمة والنظام العلماني الصارم بعلاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية قوية مع اسرائيل. لكنها تؤيد تقليديا طموحات الفلسطينيين لاقامة دولتهم. وأغضبت الحملة الاسرائيلية الرأي العام التركي.—(البوابة)—(مصادر متعددة)