ارتفع عدد ضحايا سلسلة التفجيرات التي وقعت اليوم الخميس في ثلاث محطات للقطارات في العاصمة الاسبانية مدريد الى اكثر من 170 شخصا ونحو 400 جريح وفيما نفت منظمة "ايتا" مسؤوليتها عن التفجيرات فقد وجهت اصابع الاتهام الى ما وصفته بـ"الارهاب العربي". غير ان وزير الداخلية الاسباني اكد مسؤولية ايتا.
واعلن وزير الداخلية الاسباني انجيل اسيبيس ان 173 شخصا لقوا مصرعهم واصيب اكثر 500 بجروح في اربعة تفجيرات في ثلاث محطات للقطارات في العاصمة مدريد، وجاءت قبل ايام من الانتخابات العامة.
ووقع انفجار في قطار وصل الى محطة اتوشا الرئيسية بينما وقع الانفجاران الاخران في محطتي سانتا يوجينيا والبوزو جنوب شرق البلاد، طبقا للشرطة.
وقام رجال الشرطة والاطفاء باخلاء المباني المحيطة بمحطة اتوشا خشية وقوع مزيد من الانفجارات. وقامت خدمات الطوارئ بنقل الجرحى على نقالات من موقع الحادث بانتظار وصول عربات الاسعاف بينما جلس المارة على جوانب الطريق وقد اصابتهم الصدمة وغطت ملابسهم الممزقة الدماء.
من جهة اخرى اصدرت كافة المستشفيات في العاصمة وحولها نداء عاجلا للتبرع بالدم مع تدفق مئات الجرحى عليها.
ولم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن الانفجارات لكن الحكومة سارعت الى اتهام منظمة ايتا الانفصالية بتدبيرها بهدف التأثير على الانتخابات التشريعية العامة التي ستشهدها البلاد الاحد المقبل.
وردا على سؤال لتلفزيون "بي.بي.سي" حول مسؤولية "ايتا" عن التفجيرات قالت وزيرة الخارجية الاسبانية انا بالاثيو "حتى الان لم يصدر بيان رسمي وعلينا الانتظار ولكن ما اقوله ان هناك بعض المؤشرات في هذا الاتجاه".
ونفى مسؤول في حزب باتاسونا الجناح السياسي المحظور لمنظمة ايتا مسؤولية المنظمة عن التفجيرات واتهم من اسماهم "جماعات مقاومة عربية" بالوقوف خلف الانفجارات.
وقال ارنولد اوتوجي زعيم حزب باتاسونا، وفقا لوكالة اسيوشيتد برس، في محاولة لتدليل على عدم مسؤولية ايتا عن التفجيرات "ايتا اعتادت على الاتصال هاتفيا والتحذير قبل التفجيرات وهذه المرة لم يكن هناك تحذيرات مسبقة".
واضاف "ان الطريقة التي اتبعت في التفجيرات وعدد الضحايا المرتفع يحملني على الاعتقاد انها نفذت بواسطة جماعات المقاومة العربية" ملاحظا ان اسبانيا دعمت الغزو الاميركي للعراق.
لكن وزير الداخلية الاسباني اكد ان "ايتا" هي الجهة التي تتحمل المسؤولية عن التفجيرات وقال "ان ايتا تريد تنفيذ مذبحة في اسبانيا".
ونقلت صحيفة "اية.بي.سي" عن الوزير قوله ان ايتا تريد تضليل الاعلام والجمهور بتنصلها من المسؤولية عن التفجيرات وقال "ليس هناك أي شك لدى الاجهزة الامنية او وزارة الداخلية حول مسؤولية هذه المنظمة عن المجزرة".
ويتوقع ان يقرر 5،34 مليون ناخب اسباني ما اذا كانوا سيبقون على المحافظين في الحكم ام سيصوتوا للمعارضة الاشتراكية.
واعلن وزير الداخلية الاسباني انجيل اسيبيس في 5 شباط/فبراير ان منظمة ايتا هددت بشن هجمات ضد المنتجعات السياحية بالبلاد.
وقال اسيبيس في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الالمانية ان المنظمة ارسلت عدة خطابات تضمنت هذه التهديدات، غير انه لم يدل بتفاصيل اخرى.
وتدرج اسبانيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة منظمة ايتا ضمن المنظمات الارهابية.
وتخوض هذه المنظمة قتالا منذ عام 1968 فى محاولة لاقامة دولة مستقلة فى الاراضي الممتدة شمال اسبانيا و جنوب غرب فرنسا. وتسببت هجماتها وبخاصة عبر السيارات المفخخة، في سقوط اكثر من 850 قتيلا.
وأحبطت السلطات العديد من المخططات التفجيرية لهذه المنظمة جاء اخرها مع اعتراض الشرطة في 29 شباط/فبراير شاحنة صغيرة محملة بكمية كبيرة من المتفجرات.
وعشية عيد الميلاد الماضي، احبطت السلطات كذلك مخططا كان يستهدف محطة قطارات تشامارتن، واعتقلت شخصين يشتبه في انهم اعضاء في ايتا. —(البوابة)—(مصادر متعددة)