أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية (إف بي آي)، وفاة العميل جيمس ديفيس، الذي كان أول من رأى الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، بعد اختبائه عام 2003، ضمن المجموعة التي نفذت عملية إلقاء القبض.
واعتقل صدام حسين من مخبأ في حفرة عميقة تحت الأرض في منطقة الدور بالقرب من مسقط رأسه بمحافظة صلاح الدين في مساء 13 كانون الأول 2003 على يد عدد من جنود اللواء الأول التابع لفرقة المشاة الرابعة والقوات الخاصة الأميركية، دون أي مقاومة، خلال عملية أطلق عليها "الفجر الأحمر".
وأشار المكتب إلى أن العميل توفي جراء إصابته بنوبة قلبية أثناء ممارسة رياضة الجري برفقة كلبه صباح الجمعة.
واحتفظ ديفيس بصورة له مع صدام حسين، الذي رفض في حينه الالتفات نحو الكاميرا أثناء التقاط صورة له بعد اعتقاله من قبل القوات الأميركية.
وذكر مكتب التحقيقات، بحسب ما نقلته قناة الحرة الأميركية أن ديفيس تولى قيادة الفريق، الذي حقق مع الرئيس العراقي الأسبق، وأخذ عينات من الحمض النووي للتأكد من هويته، كما أنه أشرف على عمليات التحقيق معه قبل عرضه للمحاكمة، وإعدامه عام 2006.
وسبق لديفيس، أن وصف صدام حسين بعد اعتقاله، بأنه "كان مجرد عجوز مريض عند اعتقاله ويسعل فقط ولم يكن يتمتع بصحة جيدة ولم يأكل جيداً"، وكان يعاني من سوء التغذية وتراجع صحته بشكل عام، وذلك في لقاء أجراه مع وكالات إعلام أميركية عام 2008.
كما شغل ديفيس قيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي عام 2008، بعد سنوات قضاها بمطاردة مطلوبين للولايات المتحدة في كل من أفغانستان والعراق، على خلفية أحداث 11 أيلول 2001، وذكر في حينه أن وظيفته الجديدة "كانت مكافأة بعد أن عاش في مقطورة لمدة أربع سنوات تقريباً".
وأثناء وجوده في دنفر، قاد ديفيس تحقيقا محلياً ساهم في اعتقال شخص مرتبط بتنظيم القاعدة على صلة بمخطط لتفجير مترو الأنفاق في مدينة نيويورك عام 2009.
وصدام حسين الرئيس الخامس للعراق، تولى منصبه منذ العام 1979 حتى 2003، أي ما يقارب 24 عاماً، وبعد اعتقاله ظل في عهدة الولايات المتحدة إلى أن أحيل للمحاكمة أمام محكمة خاصة في عدة قضايا جنائية أقيمت ضده.
وعن عملية الاعتقال قال الكولونيل جيمس هيكي، من الفرقة الرابعة التي ألقت القبض على صدام، إن القوة التي يقودها ظلت تشن حملات مداهمة داخل وحول مدينة تكريت طوال ثمانية شهور سعيا للعثور على أعضاء بارزين في النظام السابق وإنهاء الهجمات ضد قوات التحالف.
وأضاف الكولونيل هيكي خلال مؤتمر أعقب عملية القبض على الرئيس العراقي، إن "صدام أنقذ نفسه من موت محقق باستسلامه السريع، ذلك أن القوة التي جاءت للبحث عنه كانت على وشك إلقاء قنبلة يدوية داخل الحفرة التي كان مختبئا داخلها، مشيرا إلى أن صدام سارع بالتحدث بالإنجليزية قائلا: "أنا رئيس العراق وأريد التفاوض".
وأدين صدام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فحكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت، وجرى تنفيذ الحكم صبيحة أول أيام عيد الأضحى الذي وافق 30 من كانون الأول عام 2006.