أثارت عضو اللجنة الملكية للإصلاح في الاردن، وفاء الخضرا، عاصفة من الجدل في الشارع الأردني، بعد تغريدة لها، تقول فيها: "إن ذبح الأغنام غير مبرر .. وأن الإسلام بريء من هذا الطقس".
تغريدة الخضراء دفعت دائرة الإفتاء الأردنية للرد عليها ببيان ناري، اليوم الخميس، وصفت فيه البعض بالأصوات النشاز التي تثير الفتنة في المجتمع.

وتصدر وسم “إقالة وفاء الخضرا”، قائمة الأكثر تداولا على موقع “تويتر” بالأردن.
التشكيك بأمر الله
أمين عام دائرة الافتاء الدكتور أحمد الحسنات قال: "أنه لا يجوز الطعن او التشكيك بأي أمر اباحه الله سبحانه وتعالى وهو العالم بمخلوقاته وهو الذي خلق هذا الخلق وعالم بما يصلحهم وما يفسدهم، وقد خلق الله المخلوقات كلها لتكون مسخرة للانسان".
وقال الحسنات ردا على من يدعي أن الاضحية انتهاك لحقوق الحيوان، إن هذه الحيوانات خلقت ليأكلها الانسان ولمصلحته، متسائلا: "كيف يأكل المعترضون على ذبح الاضاحي اللحوم والدجاج والمأكولات التي تحتوي عليها، وهم ينتقدون هذه الشعيرة ويعتبرونها ليس فيها رحمة ولا رأفة.
تغريدة أخرجت عن سياقها
بدورها أصدرت "الخضرا" بيانا الخميس، أكدت فيه، أن تغريدتها حول الأضاحي أخرجت عن سياقها، وبأنها لم تقصد في حديثها ما نقل على لسانها.
وقالت الخضرا، إن ما نقل على لسانها أخرج عن سياقه، مع الأسف، وعن معناه المقصود من قبل البعض—سامحهم الله – في موضوع الأضاحي، والتي هي من شعائر الدين الحنيف التي نمارسها في كل عيد أضحى مبارك.

وأضافت، "معاذ الله أن يُشكك أحد منا في أهمية هذه الشعائر والغايات النبيلة التي تحققها، دينياً من باب الواجب والدروس المستفادة واجتماعياً من باب التكافل".
وبينت أن موقفها هنا هو موقف كل مسلم يفتخر بدينه الحنيف ويدافع عنه أمام أي هجوم أو تشويه أو مس به.
وأشارت إلى أن ما قالته حول بعض الممارسات التي يقوم بها البعض في طريقة الذبح والتعامل مع الأضاحي والتي لا تراعي الأصول الشرعية المعروفة القائمة على الرأفة والذبح السريع وغير المؤلم وفي الأماكن المخصصة لذلك.
تعذيب الأضاحي
وأكدت، "كل ما أقصده هنا كمقترحٍ بنّاء خدمة لديننا الحنيف ولكي تكون عاداتنا مستمدة من عظمة الإسلام ورقيه، أن تراعى الأسس السليمة في ذبح الأضاحي وأن تنظم من قبل الدولة بحيث تحقق الغاية المرجوة من ناحية وتعطي الصورة المشرقة عن الإسلام التي نريدها جميعاً من ناحية أخرى، لا الصورة السلبية التي تنجم عن ممارسات البعض الخاطئة والقاسية والتي تصل لمستوى التعذيب للأضاحي والتي تثير الهلع لدى بعض الأطفال وقد تنقل العدوى لبعضهم من خلال لمس الدم وتلوث البيئة وإخلال توازنها عندما لا تنفذ على أصولها وفي الأماكن الصحية المخصصة لها، والتي ينشرونها في وسائل التواصل الاجتماعي على نحو منفر وغير مقبول بأي شكل من الأشكال، فيحصل الضرر والتشويه لديننا وثقافتنا، وهو الأمر الذي لا نقبله".
وتابعت، "هذا وإن واجبنا الديني يحتم علينا جميعاً التصدي لمثل هذه الممارسات الخاطئة والمسيئة. وأنتهز هذه الفرصة لأقترح على الجهات المعنية في الدولة وعلى القائمين على المؤسسات الدينية وعلى كل الغيورين على ديننا الحنيف بالتعامل مع ذبح الأضاحي بما يمليه علينا الشرع وفي الأماكن المخصصة وبالطرق السليمة".
الافتاء العام
وأصدرت دائرة الافتاء العام بيانا أكدت فيه أنه لا يجوز لمن لا يدرك المعاني السامية للأضحية، أن تقوده العاطفة الخادعة، والانسياق وراء المزاج الواهم، لإطلاق صوت نشاز يثير الفتنة في المجتمع بانتقاد شعيرة من شعائر الله لشبهة طرأت على ذهنه.
وأشارت الدائرة، إلى أن شعيرة الأضحية من شعائر الله العظيمة، التي تتضمن معاني التضحية في سبيل الله، وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي، والتعاون بين الناس من خلال الحفاظ على النفس البشرية وإطعام الفقراء والمحتاجين ونشر المحبة بين الناس لقوله تعالى (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ).

التعدي على أحكام الله
وأوضحت، أن الإسلام هو دين الرحمة والرفق اللذين أوجبهما الله تعالى ونبيه الكريم في التعامل مع جميع عناصر الحياة، فقال صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليُحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته" صحيح مسلم.
وأكد البيان، أن الله سبحانه وتعالى الذي شرع الأضحية هو الرحمن الرحيم، فلا أحد أرحم منه سبحانه بخلقه، وهو سبحانه الحكيم العليم، فلا يجوز لأحد التعدي على أحكامه والخوض فيها دون علم (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ).
ولفتت الدائرة في بيانها، أن ما يقوم به بعض من يذبح الأضاحي دون مراعاة لقواعد الرفق والرحمة عند ذبح الأضاحي مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، ومخالف لقواعد عظيم شعائر الله تعالى، لقوله تعالى : (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).
لجنة تحديث المنظومة السياسية
والخضراء عضو في لجنة تحديث المنظومة السياسية في الأردن، تشكلت في العاشر من يونيو/ حزيران الماضي، بأمر ملكي، مهمتها تتضمن وضع مشروعي قانون جديدين للانتخاب والأحزاب، والنظر بالتعديلات الدستورية المتصلة حكما بالقانونين وآليات العمل النيابي، وتقديم التوصيات المتعلقة بتطوير التشريعات الناظمة للإدارة المحلية، وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار.