اعتبر مسؤول اميركي ان شريط الفيديو الذي اعلنت فيه القاعدة مسؤوليتها عن تفجيرات 7 تموز/يوليو في لندن، لا يثتبت ان التنظيم نفذ هذه الاعتداءات، فيما تجاهل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الشريط.
وقال مسؤول اميركي الجمعة ان الشريط الذي بثته قناة "الجزيرة" الخميس، ويظهر فيه زعيم مجموعة مشتبه به في تفجيرات لندن وهو يتلو بيانا قبل الموت لا يثبت ان الهجوم نفذه تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن.
ومن جهته، تجاهل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التعليق على الشريط رغم إلحاح الصحفيين في مؤتمر صحفي عقده الجمعة.
لكن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اعلن من ناحيته إنه في انتظار تقرير الشرطة عن محتوى الشريط. وقال إنه "لا يوجد تبرير للإرهاب, وإن من يزعمون أنهم يتحدثون باسم الإسلام قاموا بقتل أناس مسلمين".
وقد دان مجلس مسلمي بريطانيا الجمعة الشريط، لكنه رأى أنه يدل على أن الحرب في العراق تغذي التطرف بين الشبان المسلمين البريطانيين.
وقال عنايت بوغلاوالا المتحدث باسم المجلس لراديو لندن إنه "لا شيء يمكن أن يبرر ارتكاب أعمال إرهابية ضد مدنيين أبرياء".
وفور إذاعة الشريط أعلنت الشرطة البريطانية أنها على علم به، وقالت متحدثة باسم أسكتلانديارد "نحن على علم بالشريط وهو يشكل جزءا من التحقيق الجاري".
وفي الشريط، توعد الزعيم المشتبه به للمجموعة التي نفذت تفجيرات لندن بمزيد من الهجمات.
كما تضمن الشريط اشادة بالتفجيرات من أيمن الظواهري الرجل الثاني في قيادة تنظيم القاعدة.
وقال محمد صديق خان (30 عاما) باللغة الانجليزية في الشريط "ستظلون أهدافا لنا الى ان نشعر بالامان. لن نكف عن هذا القتال... الى ان تكفوا عن القصف واستخدام الغاز والسجن والتعذيب. اننا في حرب وانا جندي."
وعرضت الجزيرة الظواهري وخان في جزأين منفصلين من شريط الفيديو الذي وصفته القناة الفضائية بانه ادعاء بالمسؤولية من القاعدة عن التفجيرات في شبكة النقل في لندن التي اودت بحياة 52 شخصا.
ولم يذكر اي من البيانين للظواهري وخان صراحة ان شبكة القاعدة مسؤولة عن التفجيرات التي نفذها خان وشابان مسلمان بريطانيان اخران من أصل باكستاني وبريطاني رابع جمايكي المولد.
ولم يتضح متى سجل الشريط قبل مقتل خان في التفجير الانتحاري ومكان تسجيله. وبدا ان شريط الفيديو تجميع للقطات مختلفة. ولم يظهر خان والظواهري معا في الشريط.
وتوعد الظواهري في شريط الفيديو الذي بدا انه مقتطف من شريط أذاعته جزئيا من قبل الجزيرة في الرابع من اب/اغسطس بريطانيا والولايات المتحدة بمزيد من الهجمات.
وقال الظواهري في الشريط "اتحدث اليكم اليوم عن غزوة لندن المباركة التي جاءت صفعة على وجه الاستكبار الصليبي البريطاني المتغطرس فأذاقته قطرة من الكأس التي طالما سقى المسلمين منها.
"
"
لقد انذرناكم مرارا وتكرارا وها نحن نعيد الانذار بأن كل من شارك في العدوان في العراق وفلسطين فسنفجر بعون الله براكين من الغضب وان اراضي ومصالح الدول التي هاجمت الدول الاسلامية اهداف لنا فليبتعد عنها من يرجو السلامة."وعرضت قناة الجزيرة في الشريط خان وهو يرتدي عمامة ويتحدث مباشرة الى الكاميرا ويبدو مسترخيا ويتحدث بلكنة اهالي يوركشاير في شمال انجلترا حيث كان يعيش.
وفي شريط الفيديو وصف خان ابن لادن ونائبه ايمن الظواهري وزعيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي بانهم "ابطال اليوم" وأشاد "بالشهداء" الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الاسلام.
وقال خان "لن تؤثر فيكم الكلمات ولذلك سنحدثكم باللغة التي تفهمونها ... اني والاف مثلي هجرنا كل شيء من اجل ما نؤمن به."
وكان خان واخر من المفجرين يدعي شيهزاد تنوير سافرا الى باكستان بين تشرين الثاني/نوفمبر وشباط/فبراير.
وتشن قوات الامن الباكستانية حملة تفتيش بحث عن اعضاء القاعدة في المناطق النائية من البلاد.
وكان مسؤولو امن قالوا انهم يعتقدون ان خان وهو اكبر منفذي تفجيرات لندن سنا هو زعيم المجموعة.
ولم يشأ مسؤول من الجزيرة ان يقول متى حصلت القناة الفضائية على شريط الفيديو لكنه قال انه مختلف عن شريط الرابع من اب/اغسطس الذي وجه فيه الظواهري تحذيرات مماثلة الى الغرب.
وحمل شريط الخميس عناوين فرعية باللغة الانجليزية وظهر فيه الظواهري مرتديا عمامة والى جانبه بندقية الية.
وقال الظواهري في شريط الفيديو "ألم يعرض عليكم اسد الاسلام المجاهد الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله هدنة لتخرجوا من ديار الاسلام فركبتم رؤوسكم وأخذتكم العزة بالاثم وقال وزير خارجيتكم جاك سترو ان هذه المقترحات تستحق ان نقابلها بالازدراء فذوقوا عاقبة غطرسة حكوماتكم. لقد جلب بلير الكوارث على قومة في وسط عاصمتهم وسيجلب عليهم المزيد ان شاء الله لانه مازال يستغفل قومه ويصر على معاملتهم بأنهم حمقى ويكرر بأن ما حدث في لندن لا علاقة له بما ارتكبه من جرائم في فلسطين والعراق وافغانستان.
"
ان بلير لا يستخف بدماء المسلمين فقط ولكنه ايضا يستخف بدمائكم لانه يرسلكم الى المحرقة في العراق ويعرضكم للقتل في عقر داركم بسبب حربه الصليبية على الاسلام."
وليعلم بوش وبلير ومن سار وراءهما عاقبة حربهما الصليبية الصهيونية. ان مجاهدي الاسلام قد عاهدوا ربهم على حربهم حتى النصر او الشهادة.وكان الظواهري كرر في شريط الرابع من اب/اغسطس تهديدات سابقة موجهة الى الولايات المتحدة قائلا انها والدول الغربية الاخرى لن تنعم بالعيش في سلام حتى تسحب قواتها من العراق والدول الاسلامية الاخرى.