واشنطن تنفي أي دور باغتيال ياسين..اجتماع طارئ للرباعية وتواصل ردود الفعل المنددة

تاريخ النشر: 22 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

نفت واشنطن أي دور لها في اغتيال مؤسس حماس الشيخ احمد ياسين. وفيما تعقد اللجنة الرباعية اجتماعا طارئا في القاهرة الليلة لبحث تداعيات الاغتيال الذي اكد حزب الله ان اسرائيل ستدفع ثمنه باهظا، فقد تواصلت ردود الفعل الاقليمية والدولية المنددة بهذه الجريمة. 

وقالت مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس في لقاءات تلفزيونية ان ادارة الرئيس جورج بوش لم تتلق بلاغا مسبقا بالاغتيال، داعية في الوقت نفسه الى الهدوء في المنطقة. 

وردا على سؤال خلال مقابلة مع محطة "ان بي سي"، حول الموقف الاميركي من الاغتيال، قالت رايس انه "علينا ان نتذكر ان حماس هي منظمة ارهابية، وان الشيخ ياسين نفسه، وشخصيا، كما نعتقد، كان متورطا في التخطيط للارهاب". 

اجتماع طارئ للجنة الرباعية  

في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية المصري احمد ماهر ان ممثلي لجنة الوساطة الرباعية سيعقدون اجتماعا طارئا في القاهرة الليلة لبحث تداعيات اغتيال الشيخ ياسين. 

وقال ماهر ان مندوبي اللجنة، المؤلفة من الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا، سيعقدون اجتماعا في مقر السفارة الاميركية في القاهرة، لبحث تداعيات اغتيال الشيخ ياسين وانعكاساتها على خطة "خارطة الطريق" للسلام التي اعدتها اللجنة. 

هذا، وكان وزير الخارجية الاردني مروان المعشر وصل القاهرة الاثنين في زيارة تستغرق بضع ساعات يبحث خلالها تطورات الاوضاع بعد اغتيال الشيخ احمد ياسين. 

ووصف المعشر قتل اسرائيل زعيم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة بأنه "جريمة نكراء" قائلا للصحفيين ان الهدف من مثل هذه العمليات الاسرائيلية "نسف عملية السلام فى كل مرة تقوم فيها الدول العربية والمجتمع الدولي بمحاولات لاعادة العملية السلمية الى مسارها الطبيعي." 

وأضاف أن العملية تمثل "تصعيدا خطيرا سيؤدى الى زيادة العنف فى المنطقة ولن يؤدي الى إحباط المقاومة الفلسطينية كما تهدف اسرائيل." 

حزب الله: اسرائيل ستدفع ثمنا باهظا  

الى ذلك، فقد اكد الشيخ حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني ان اسرائيل ستدفع ثمنا فادحا لاغتيالها الشيخ أحمد ياسين. 

وقال نصر الله في كلمة أذاعتها محطة المنار التلفزيونية الفضائية على الهواء "سيكتشف الصهاينة قريبا أنهم ارتكبوا حماقة كبيرة جدا تضاف الى سلسلة حماقاتهم السابقة." 

وأضاف "انهم سيدفعون الثمن الباهظ لجريمتهم البشعة على أيدي المجاهدين الاوفياء." 

وتابع نصر الله أن مقتل ياسين "سيكون له تداعيات ونتائج أهم وأخطر من كل ما شاهده هذا الكيان الغاصب حتى الان." 

الملك عبد الله الثاني يدين اغتيال زعيم حماس 

وقد ادان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني جريمة اغتيال الشيخ احمد ياسين. 

وقال الملك عبد الله الثاني في تصريح لوكالة الانباء الاردنية بترا ان "هذه الجريمة لن تؤدي الا الى المزيد من التصعيد واعمال العنف وعدم الاستقرار في المنطقة". 

واضاف "اننا نشعر بالاستياء والالم نتيجة ما الت اليه الامور بالرغم من الجهود المضنية والدؤوبة التي بذلناها مع كافة الاطراف بما في ذلك الحكومة الاسرائيلية لثنيها عن الاستمرار بسياسة التصعيد العسكري". 

ودعا الحكومة الاسرائيلية الى "الكف عن التصعيد ووقف سياسة الاغتيالات" مؤكدا ان "الامن والاستقرار لن يتحققا الا بانسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية والعودة الى طاولة المفاوضات والتمسك بمبادئ السلام العادل والشامل". 

الاسد يعتبر اغتيال ياسين جريمة نكراء 

كما ادان الرئيس السوري بشار الاسد اغتيال ياسين ووصفه بانه جريمة نكراء. 

وقال ناطق رسمي سوري بأن ما اقدمت عليه اسرائيل باغتيال الشيخ احمد ياسين هو جريمة بشعة تأتي في اطار سلسلة اعمال القتل والتدمير التي ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وتمثل تصعيدا خطيرا للوضع.  

واضاف حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية "وايا كانت المبررات التي تدعيها حكومة شارون فان سياسة القتل والتدمير التي تنتهجها بما تمثله من خرق فاضح للقانون الدولي هي سياسة ينبغي ان يدينها المجتمع الدولي بكافة هيئاته السياسية والانسانية ويسعى لوضع حد لها".  

وتابع "ان القتل المتعمد لقائد سياسي فلسطينى مقعد هو ذروة ما تمارسه اسرائيل باستمرار من ارهاب تستهدف به مدنيين فلسطينيين وشعبا اعزل رازحا تحت الاحتلال الاسرائيلي بكل ما تملكه سلطة الاحتلال من قوة غاشمة تتحدى كل القوانين الدولية والشرائع السماوية. 

الجامعة تدعو الى رد من القادة العرب  

ومن جانبها، أدانت جامعة الدول العربية اغتيال ياسين مطالبة الزعماء العرب بالرد عليها. 

وقال الأمين العام للجامعة العربية بالإنابة سعود الزبيدي للصحفيين "هذه جريمة نكراء ودليل على ... أن اسرائيل لا تريد السلام.اسرائيل بنت استراتيجيتها على العنصرية والانتقاء وعلى ان تستولى على كل فلسطين... اسرائيل لن تقبل بالسلام مع العرب حتى تستشعر بالخطر العربي الحقيقي عليها وعلى كيانها وما غير ذلك فهو هراء." 

ووصف الزبيدي اغتيال الشيخ ياسين بأنه "نقطة تحول فاصلة في الصراع العربي الاسرائيلي... انها لحظة تاريخية حرجة تتطلب من القادة العرب وقفة مع الله والضمير لتدرك اسرائيل ان المراوغة والمناورة والمساومة عهدها قد ولى وانتهى." 

وأعرب الزبيدي عن أمله بأن تثبت عملية الاغتيال التي قامت بها اسرائيل للقادة العرب رفض اسرائيل للسلام مما يدفعهم الى الخروج "برد قاطع" من مؤتمر القمة المقرر عقده في تونس في أواخر الشهر الحالي 

تواصل ردود الفعل الدولية المنددة 

وفي هذه الاثناء، فقد توالت ردود الفعل الدولية المنددة باغتيال ياسين، حيث أبدت الصين قلقها البالغ من التداعيات المحتملة في الشرق الاوسط بعد الاغتيال. 

ونقل التلفزيون الحكومي عن كونج كوان المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله "نشعر بقلق بالغ من أثر (ذلك) على المنطقة. ونرقب تطورات الوضع عن كثب." 

والصين التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي حليف تقليدي للفلسطينيين لكنها في الاعوام القليلة الماضية عززت علاقاتها التجارية والدفاعية مع اسرائيل. 

وفي اليابان دعا رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي الى وقف العنف في الشرق الاوسط وحث على ضبط النفس. 

وقال "حلقة العنف أو حلقة الكراهية يجب أن تقطع بسرعة. آمل ان يتحلى الطرفان بضبط النفس وأن تبذل الجهود للتوصل الى حل سلمي." 

وقال ياسو فوكودا كبير أمناء مجلس الوزراء "بلادنا تدعو الحكومة الاسرائيلية بقوة الى ممارسة أقصى حد من ضبط النفس وبذل الجهود للحفاظ على هدوء الاوضاع." 

وأبلغ فوكودا الصحفيين " نحن نشعر بقلق بالغ من أن يدفع ذلك المتشددين الفلسطينيين لتكثيف أعمال العنف." 

ودعت وزيرة الخارجية يوريكو كاواجوتشي الفلسطينيين كذلك للتحلي بالهدوء. 

وقالت في بيان "نأمل أن يرد الجانب الفلسطيني بهدوء حتى لا تتسبب هذه الواقعة في تدهور الوضع بدرجة أكبر." 

وفي باكستان قال وزير الاعلام شيخ رشيد أحمد ان زعيم حماس "نال الشهادة." 

وأضاف في تصريحات بثتها وكالة اسوشيتد برس باكستان ونقلتها هيئة الاذاعة البريطانية "من المستحيل سحق حركة تحرر بالاستخدام الوحشي للقوة." 

الاتحاد الاوروبي يدين  

وعلى صعيده، أصدر الاتحاد الاوروبي بيانا أدان فيه قتل اسرائيل "الخارج على القانون" للشيخ احمد ياسين قائلا انه يضر بالأساس القانوني لمكافحة الارهاب. 

وأصدر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بيانا مشتركا خلال اجتماعهم الشهري المعتاد جاء فيه "يدين المجلس قتل القوات الاسرائيلية هذا الصباح الخارج على القانون للشيخ احمد ياسين زعيم حماس وسبعة فلسطينيين آخرين." 

وكانت بريطانيا وفرنسا ادانت في وقت سابق اغتيال الشيخ أحمد ياسين معتبرة ان ذلك سيذكي العنف ولن يساعد على الحد من "الارهاب." 

كما أدان خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي اغتيال الاب الروحي لحماس ووصفه بانه "أنباء سيئة جدا جدا لعملية السلام." 

لكن المانيا لم تصل الى حد ادانة الهجوم الصاروخي الاسرائيلي على ياسين وهو يغادر المسجد الذي أدى فيه صلاة الفجر في غزة ودعت كل الأطراف الى ضبط النفس.—(البوابة)—(مصادر متعددة)