كشفت واشنطن النقاب عن 100 مليون دولار قدمتها الحكومة الليبية للعالم الباكستاني عبد القدير خان مقابل معلومات حول صناعة القنبلة النووية التي اعلنت ليبيا فيما بعد عزمها على تفكيكها بمساعدة اميركية
وقال مسؤولون اميركيون ان ليبيا دفعت 100 مليون دولار على الاقل إلى شبكة الاسلحة النووية التي كان يديرها أبو القنبلة النووية الباكستانية للحصول على المعدات التي كانت تحتاج إليها طرابلس في مسعاها لانتاج قنبلة نووية.
وقال مسؤول كبير في حكومة الرئيس بوش ان ليبيا كانت عملا "مربحا جدا" لعبد القدير خان العالم الباكستاني الذي اعترف بانه باع ايضا أسرارا نووية إلى ايران وكوريا الشمالية ولكن الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف عفا عنه.
وقال جيم ويلكنسون نائب مستشارة الأمن القومي بالبيت الابيض "التعاملات المالية لشبكة خان كانت معقدة بشكل متعمد وليس لدينا صورة كاملة.... ولكن الصورة التي حصلنا عليها على اي حال تبين ان شبكة خان تلقت ما لا يقل عن 100 مليون دولار مقابل تقديم التكنولوجيا والمعدات والخبرة" إلى الليبيين وحدهم.
وحذر مسؤولون كبار في الحكومة الاميركية من وجود موردين اخرين إلى جانب خان. وقال احد المسؤولين "هناك مصادر أخرى كثيرة لتوريد هذا النوع من المعدات (النووية) ومثلها في المجالات البيولوجية والكيماوية."
وقال مسؤول اخر ان ليبيا حصلت على بعض المعدات مزدوجة الاستخدام من شركات اوروبية. ورفض ان يعلن عن أسماء هذه الشركات.
وقال مسؤول كبير في الحكومة الاميركية للصحفيين ان الليبيين التقوا اولا بخان في اسطنبول في نهاية التسعينات و"بعدها بقليل بدأوا العمل مع الشبكة جديا." ليحصلوا على أجهزة طرد مركزية وتصميمات لرؤوس حربية.
إلى ذلك عرض البيت الابيض يوم الاثنين في باحة لوقوف السيارات يطوقها حراس مسلحون أجزاء من معدات برنامج ليبيا للأسلحة النووية فيما يعتبره استعراضا لاحد مكاسب سياسته في الحرب على العراق ونصرا في مجال الحد من الأسلحة النووية.
وقال وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام وهو يقود الصحفيين أمام هياكل أجهزة الطرد المركزي ومعدات أخرى سلمتها ليبيا وتم تجميعها تحت خيمة بيضاء في مجمع المباني الذي طورت فيه الولايات المتحدة القنابل الذرية الاصلية في الحرب العالمية الثانية "انها ليست سوى قمة جبل الجليد."
واضاف ابراهام "هذه عملية مهمة للغاية ... الخلاصة هي ان كل المكونات كانت متاحة لتطوير برنامج للأسلحة."
ونقلت الأجزاء جوا من ليبيا في أواخر كانون الثاني/ يناير بعد الموافقة المفاجئة من ليبيا على ان تتخلص من أسلحة الدمار الشامل.
وتأتي الزيارة إلى مجمع اوك ريدج أكبر معمل للعلوم والطاقة تابع لوزارة الطاقة الاميركية في بداية أسبوع يشهد احياء الحكومة الاميركية للذكرى السنوية الاولى لغزوها العراق.
واستخدم بوش القرار الليبي كمثال يضربه لدول أخرى من المعتقد انها تملك أو تسعى لامتلاك أسلحة للدمار الشمال من ايران وكوريا الشمالية إلى سوريا.
ولمكافأة ليبيا على تعاونها خففت الادارة الاميركية العقوبات الاميركية المفروضة على السفر والعقوبات الدبلوماسية.
ويوجد تحت الخيمة في وسط باحة انتظار السيارات اربعة هياكل المونيوم لأجهزة طرد مركزي من طراز "بي1" ارتفاعها 1.5 متر على منصة بجانب شبكة أنابيب يقول ابراهام عنها "انها الدائرة الكهربية الاساسية التي تربط كل أجهزة الطرد المركزي."
وقال ابراهام ان برنامج ليبيا تضمن اربعة الاف جهاز طرد مركزي "هائلة" وكان هدفها النهائي هو امتلاك مايصل إلى 10 آلاف جهاز.
وجهاز الطرد عبارة عن اسطوانة تدور بسرعة يمكن ان تستخدم في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه وقودا للقنابل النووية.
وتتضمن الشحنة المبدئية التي تصل زنتها نحو 25 طنا وثائق حساسة عن برامج ليبيا للأسلحة النووية والصواريخ المرتبطة بعبد القدير خان أبو القنبلة النووية لباكستان. وتجاهلت شبكة عبد القدير خان العقوبات لتقدم لليبيا وكذلك ايران وكوريا الشمالية تكنولوجيا يمكن استخدامها في صنع الأسلحة الذرية
وكانت طرابلس وافقت على التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية في كانون الاول /ديسمبر –(البوابة)—(مصادر متعددة)